خذلـنّي الياسمين.

5.2K 366 37
                                    

لقـد أحببتُ الشعر,لدرجة التي لم اعتقد يوماً اني سأحُب شيء اخر..او ربما لم اتوقع اني سأسقط يوماً لحُب امرأة!.

لطـالما ظننت انّي سيـد نفسي,وامـلُكها
ولكني اشعر بقلبي يتمرد علي منذ مُدة,حتى عِندما اشعر بهـا تنظر الي..العالم يكـون على كتفاي خفيف,كـ ريشة بيضاء .
لطالما احببتُ عندما تنظر الي بغضب لتهمس بـ"مجنون"،ربمـا انّي كذلك!.
ان الياسمين بين خُصل شعرها يقود للجنون..ولكنها فقط لا تعلم..
••*••

لقد اصبح هُناك حلم يلحق بي..كُنت استيقظ دائماً من النوم بخوف وفزع،نهضت في الثانية صباحاً..وانا لا اشعُر بجسدي المُرهق،تحركت في ذلك القصر،لا يوجد احد غير الحُراس..توجهت للقسم الممنوع دخوله كما يقول ابي،انا كـ اي شخص،عِندما يُمنع من شيء؟يُصبح يريده بكُل ما اوتي من قوة..
وصلت لذلك الباب الضخم،المغطى بالياسمين كـ العادة..طرقته لتفتح لي الباب تلك الزهره،انّا كُنت اتجاهل ذلك الحرير الضيق الذي ترتديه على جسدها..دخـلت لاغلق الباب بدون ان اتحدث حتى،جلسـت على سريرها لتنظر الي بصدمه..
"انت ثمـل؟،اكثرت بالشُرب صحيح!"..
همست هي لابتسم بخفه،شعرت بدموعي تسقط لاراها تجلس بجانبي بخوف،كانت هذه نُقطة ضعفها منذ صِغرها..اخبرتني امُي انها لا تتحمل ان ترى اي شخص يبكـي،حتى وإن كان هذا الشخص عدوها،وحتى لو كُنت انا!.
"ماذا يحصل لكّ؟لماذا تبكي زين."
همست بطفولة.
"حُلم يطاردني،المملكة مُحطمة..والنار تنتشر في كل شيء،الكثير من الاشخاص قتلى،وانا اُصبت بجرح في كتفي،كنت ارى ذلك الدخان..لتخرجين انتِ عبره،تضعين وشاح على رأسكِ،نظرتي لكل المملكة ثم لي..وانا اذكر تماماً انك كُنتي جميلة..ولا يوجد اي جُرح على جسدك،وكأن الامر كان طبيعي بالنسبة اليكِ..تقدمتي لتمسكين بيدي،ثم تختفين"...
همـست لاراها تنظر الي بغرابه..رفعت يدها تلك لتمسح دمعتي،وكـانت هذه اللحظه الاولى التي تـلمس وجهي فيها..كـانت يدها تلك شديدة النعومه،لدرجه التي شعرت ان خـدي قد يجرحها..انا حقاً جُننت!..

نهضت لتجعل النور ينخفض اكثر،استلقيت على ذلك السرير لتضع الغطاء علي وتضع يدها مجدداً على جبيني،كنت اشعر بحرارة جسـدي تصبح اعلى،شعرت بتلك القماشه الباردة التي توضع على جبيني لانّـام بعدها..استيقظت صباحاً وانا اشعر بتحسن،نهضت لانظر للمكان بفزع،لست في غرفتي..تذكرت ما حـدث بالأمس لاراها نائمة على اريكة بُقرب النافذة الضخمه..ان اشعه الشمس تنعكس عندما تسقط على شعـرها شديد السواد،نهضت بعدما تنهدت براحة،توجهت لتلك الطاولة التي يوجد عليها مجموعه من الياسمين،اخذت واحِده لاغرسها بين خُصل شعرها،قبلـت جبينـها بخفه لاخرج..وانا ارى الان والدها يقـفُ امامي،واظن ان حياتي انتهت!...
...

"اعلم تماماً ماذا تُريد..ان كُنت تريد قتلي،او ان تأخذ الحكم سمم لي في طعامي زين،او ضع ذلك السيف في صدري،ولكن لا تجعلني اتألم في ابنتي الوحيدة!"
شعرت بكـلماته تسقط علي كـ الرعد،اشعر بالغضب،والتعب في نبرة صوته تلك..
نظرت له لاهمس
"انت لا تفهمنّي,انا حقاً لا اريد اي شيء الا هِي!".
نظر لي بنقُصان..ليهمس
"اعلم انكَ تدعم والدكَ زين،ربما تريد الانتقام له عبرها.."
"كان هذا في الماضي!,ولكن الامر تغير الان!"..
"هل سمـعتيه أسيل؟،لقد حـذرتكِ!"..
همس لاشعر بجسدي يتجمد،التفت خلفي لاراها تنظر الي وعيناها تصبح كـ الزجاج ،الدمـع يجتمع فيها!
"لا أسيـل،هذا لم يحدث،انا اُحب.."
قاطعـتني وهي ترفع يدها تلك وهي تطلب مني ان اصمُت!..نظرت مباشرة في عيناي.
"انت كُنت تظنني ضعيفه زين,استغليت ضعفي!,سترى ماذا ستفعل بكَ الضعيفه يا شمس المملكة،اقسم انـك لن تُشرق مجدداً!"
همست وهي تعود للخلف,فتحت باب غرفتها ذلك لتدخل وتغلقه بقوه،كنت ارى الياسمين يسقط من عليه بسبب قوة اغلاقه..التفت لانظر لوالدها
"لا اُصدق انكَ فعلت هذا الان!"

همست لينظر الي مجدداً وكأني شخص ضعيف وبدون فائدة..
"جميعنا نعلم يا بُني,انا اعلم تماماً انك تريد الحُكم..والان لا تُفسد الامر,سأحـاول اتمام هُدنه مع مملكة انستازيا،انا اتوقع منك الهدوء يا زين"
رمى كلامه ليرحل،ويتركني اقف هناك
بجانب ذلك الباب المغلق في وجهي,والياسمين الذي خذلنّي لاول مره!.

ذئبُ المملكة|مُكتملة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن