Chapter 10-2

27 6 0
                                    

              **************
قررت, قررت أن ألحق بهم خلسة, ترجّيت والدي أن يسمح لي بأن أتدخل في دفع تكاليف العملية.. لقد صارحته من قبل أنني أريد خطبة أمل, وصارحت والداها لكن أباها قال:
*أرني كيف تكسبها!! ابنتي ليست شيئاً رخيصاً أعطيه دون إختبار.. أجبرني على أن أتقدم لطلب زواجك من ابنتي!*
*لكن ياعمي مالذي تقصده؟*
*إجعلها تشعر أنك تريدها فعلاً, أنك تفعل كل شئ لأجلها.. وأهم من ذلك اجعلها تثق بك*
وبعدما مات عمي لم أكن توصلت لما يقصده بكلامه المختفي تحت الوضوح! فأخبرت خالتي السيدة والدتها:
*حسناً بني, أنت ترى كل الوضع أمامك! مالذي يضمن لي أنك ستبقى لها؟ مالذي يثبت لي أنك صادق؟*
*لكن ياخالتي أنا أرى بالطبع ولن أكسر كلمتي, وأليس حديثي معك يدل على أنني صادق!*
*كلا كلا أنت لم تفهم!! حسناً بني, فقط اجعلها تثق بك.. وإن وافقت هي فاعتبرنا موافقيْن, أجل حتى عمك -رحمه الله- لن يعارض لو علِمَ أنها موافقة.*
لا أزال لا أفهمهما حتى الان, لكني سأعمل بالشئ الواضح وهو أن أجعلها تثق بي!!
لقد كان أبي عن دراية, لذا لم يستغرب أنني أتدخل!! فقال:
*إسمع يافتى, إحتفظ بالنقود, إستعملها متى أصبح الأمر ضرورياً.*
كان والدي يودُّ الذهاب مع أماني فقط, والمقترح أن أبقى مع أمي وإسراء.. لكن بطريقة ما, أقنع ياسر أبي بالذهاب معه! كدت أنفجر غضباً!
لكني صمتُ على مضض لأن والدي قد أنهى الأمر بكلمة..
قالت لي أمي: * أدري بكمية الغضب التي تعتليك, أقنع والدك باللحاق بهم, وسأذهب وإسراء لبيت جدك!.*
نظرت لها بصدمة, وبحركة لا إرادية طبعت قبلة على جبينها وأسرعت بمكالمة والدي!
عندما ضغطت على اسم والدي كان قد أرسل لي رسالة! فتحتها بعد أن أخذت نفساً عميقاً, فوجدتها تقول:
* عمر! كيف حالكم؟ نحن بخير.. عليك اللحاق بنا بني, نحن في حاجة ماسة لمساعدتك! أوصل سلامي لأمك وإسراء! في حفظ الله.*
بقيت لدقيقة وأنا فارغٌ فاهِ! بهذه البساطة؟ مستحيل!! بعدها ضرب برأسي أمر ما, لا شك أنها أمي, لا بل أنا واثق!
الحمد لله على نعمة أمي.
*
جهزت حقيبة صغيرة وأوصلت أمي وإسراء لمنزل جدي, ثم اتجهت للمطار, كل هذا بفترة وجيزة!
عندما حلقت الطائرة شعرت بجزء مني يهتز فرحاً وجزء آخر يبكي أمل ألماً.. وضعتُ رأسي مباشرة ووصلت لسماء الحلم سريعاً, رأيت في الحلم البياض حولي, ورأيتكِ جالسةً تبكين دماً.. كنت تسيرين نحوي بثبات, أمسكت ياقتي ولا تزال عينيك تبكي الدماء, لقد هززت كتفيّ بقوةٍ شديدة وتصيحين وأنا أسقط من مكان ما
* سيدي, سيدي, سيدي...*
لم أصل إلى الأرض بعد, لا أزال أسقط!
ثم فتحتُ عينيّ فزعاً!
لم تكن سوى موظفة الإستقبال! لكن المشكلة أنني لا أفهم منها كلمة!! مالذي تقوله؟ لا أدري! أومأت لها لترحل, وغرقت في ذلك الحلم المريع!
وصلت للمستشفى بعد رحلة شاقة, شعرت بشئ ينخر قلبي عندما رأيتك ترتدين الثوب الأخضر من بعيد.. إبتسمت شفتاك الزهريتان بحنان لأختي وذاك الطفيلي, أعني ياسر.. ودعتهم ودخلتِ ثم بدأنا نعدّ الدقائق..
صُدم الطفيلي وأماني لرؤيتي,أخبرتهم أن والدي يريدني لأمر هام..
فهم الطفيلي بالطبع أنني أتيت من أجلك فاشتعل غضباً بصمت, وفهمت أماني ذلك أيضاً ولأني أخبرتها أنك تعجبينني بشدة, لذا إبتسمت لي بلطف.

خريف | Autumnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن