Chapter 13-1

32 5 1
                                    

" داءٌ ودواء, حينما يتحتَّمُ عليك تجرُّعهما في وقتٍ واحد!!"
*
لم أكن أعلم إن كان عمر مجرد فترة عابرة في حياتي, أو أنه سيكون للأبد!
لست أدري مالذي تغير مذ عدت من السفر, لا شئ محدداً إلى أن جاء ذلك اليوم الأخير, اليوم الذي يقتل خريفي!!
دخل عمي غرفتي بعد أن طرقها, جلس بجواري وتحدثنا قليلاً, سألني إن كنت مرتاحة أو ينقصني شئ ما.. لامست فيه جانب أبي, أردت أن أرتمي في حضنه لأشمّ عبق والدي! لكني جمدت وحسب!
قال لي عمي بصعوبة:
*أمل, لقد طرأ الكثير منذ رحل والداك ومنذ جئت معنا! أظن أنك تغلّبت على ضعفك وعجزك, ولا أظن أن جلوسك على الكرسي يمنعك من تحقيق ماتريدين! أنت ناضجة الآن, وأثق أنك أدركت خطأك.. ولأنك كذلك, أعرف أنك ستقررين بشكلٍ صائب.. ثم لأنه قرارك أولاً وأخيراً.*
ملأ رئتيه بالهواء وتابع:
*أتعرفين سبب تسميتك أمل؟*
نفيت ذلك, رغم أنني أتذكر القليل عن تلك القصة!
*وُلدت في تموز, أي منتصف الصيف, عندما خرج بكِ والدك من المشفى, مرّ بكم عابر سبيل خائر القوى, فلما رآكِ إبتسم وكأنما منحته رؤيتك مايريد.. فتابعَ ذلك العابرٍ طريقه ولوّح بيده قائلاً: *ستفقد الكثير لكن أملها سيكون أكبر!*
كلا, زوّرت أمي القصة..
*حسناً, ما أريد إخبارك به أن هناك من تقدم لخطبتك! يريد الإرتباط بك رسمياً.. هما إثنان في الواقع!*
لا لا تقل أنه هو! لا تقل ذلك!! من فضلك عمي لا!!!
*لمَ أنت محتفظة بذات الملامح مذ دخلت؟ تكلمي معي على الأقل!!*
*لا لا, لا شئ, فقط أنا منتبهة معك!!*
*لا بأس, إذاً ما رأيك؟*
عمي ليس بخيرٍ بالتأكيد!! كيف يسألني عن رأيي وهو لم يقل لي من...
*أين ذهبتِ؟*
ضحكتُ بهدوء وقلت:
*لا أزال هنا!! لكن رأيي في ماذا؟*
*لنقل أنه تقدّم لك الشخص المناسب, وليس هناك أي داعٍ لـرفضه! فماذا سيكون كلامك؟*
لست قادرةً على التخيل!! ماذا أقول!
نطقت بصوتٍ مخنوق:
*هل يعرف ما أنا عليه؟*
أومأ إيجاباً. لست أعلم لم انقبض قلبي, وكأني أعرف عمن يتحدث!
قلت كلاماً كثيراً أعتقد أنه لا يبثُّ لبعضه بِـصِلة!:
* أنا لست أدري حقاً! أظنني غير مستعدة بعد يا عمي.. لا أدري كيف سيعتاد هو الوضع!! ثم أنا لا أقدر على فعل الكثير!! هذا صعب جداً, أعني أن أربط حياته بمصيري!! أعتقد أني سأرفض إلى أن يُفتح بابٌ جديد في وجهي..*
* هو يعلم بالطبع ما تقدرين عليه وما لا تقدرين, هو لم يتقدّم كالأبله لا يعلم شيئاً! *
*لكن أنا خائفةٌ من أن يسأم ويتخلى عني!! أنا لست في موقف جيد لأفقد أحدهم مجدداً.*
أغمض عينيه وقال:
*أن تفقدي أحدهم هو إبتلاء من الله ليرى كيف تصبرين!! عليك أن تنظري من زاويةٍ مختلفة للأمور, لا تحتفظي بزاوية واحدة فهناك الكثير.. عليك أن تفكري في الأمر بجدية أكبر! قد تغنيك لحظة تفكيرٍ عن سنوات من الندم, لذا دعي خوفك وقلقك جانباً, فكري جيداً وأنظري لمصلحتك.*
مصلحة؟؟ مصلحة يا عمي؟؟ مابك!!
* ربما إذا أخبرتك بأسمائهم سيسهل عليك الأمر, ماذا تقولين؟*
رباهُ أنزل عليّ صبرك, أحتاجه أكثر من أي وقتٍ مضى..
*إنهم ياسر وعمر..*

خريف | Autumnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن