Chapter 7-2

37 6 2
                                    

                               *****
إستيقظت صباحاً في وقتٍ مبكر, إتجهت حيث مكان عملي.. كنت أشتغل وعقلي معلّق في مسألة ما حدث بيننا أمس, أعني جلسة الإعتراف تلك! كنت أتآكل من الداخل, أريد الذهاب إلى أمل وأريد أن أوضح لها ما حصل, هذا إن وجدت شيئاً أقوله!!.
إبتسمت بفرحٍ بعد أن أنهيت العمل, خرجت مسرعاً, إشتريت شطيرة سريعة تناولتها في السيارة.. عموماً المسافة من مكان عملي للمشفى تستغرق نصف ساعة على الأقل, لذا صرت أُرتب بعض الكلمات لأقولها لها..
عندما وصلت, أسرعت نحو أمل, فتحت باب غرفتها ووجدت عندها زوّاراً, إنتظرتهم حتى خرجوا وجئتها, كانت تضع يديها الناعمة على وجهها المتعب وتهزّ رأسها يمنة ويسرة كأنما لتطرد شيئاً عالقاً بها!! فجأة بدأت تبكي وبدأ صوتها يعلو.. اقتربت منها وقلت:
*أمل, أأنت بخير؟ أيؤلمك شئ؟ أأنادي الطبيب؟؟*
كانت تنفي برأسها وتبكي أكثر!! يالِغبائي الشديد, الطبيب لن يفعل لها شيئاً, مرضها نفسيّ!! يجب أن تمرّ بهذا وتتخطاه لوحدها! جلست قربها لأطمئن عليها فحسب.. سمعت صوتاً رقيقاً خائفاً يقول:
*ماذا بها؟؟ أخبرني!!*
كانت أريج, وكانت تحاول تهدئتها, لكني منعتها..
*لا, أتركيها, تحتاج أن تجد نفسها بنفسها, دعيها وشأنها*
* ماذا أصابك!! الفتاة أُصيبت بإنهيار, تحتاج لأختها!!* قالها ياسر بعد أن دخل خلف أريج وسمع كلامي!!
*لم يصبني عدم الفهم كما أصابك!! الفتاة تحتاج أن تكون بمفردها!! أختها ستسافر وتتزوج وتبني حياتها بعيداً عنها!! تحتاج أن تكون لنفسها وتحل مشاكلها الداخلية بنفسها!!!!* قلت ذلك..
*عمر, عليك أن تتراجع, لا أودّ أن أُخطأ في حقك!! دع أريج تتقدم!*
*لن يحصل هذا, ليس الوقت مناسباً لأريج!*
وقفت وحُلت بينهما وبين أمل, وأظن أن كلامي كان قاسياً بالنسبة لأريج, لأنها بالفعل بدأت تبكي!
*اسمعني, سأفعل مانندم عليه ابتعد وكفى..*
*أنا أعي ما أقول وأفعل, لن أندم على شئ!*
*حسناً, لقد....*
*ياسر أرجوك, إنه محقّ, لندعه معها* قالت أريج وهي تبكي, خنقتها عبراتها فقالت بـتلعثم:
*أمل, أنتي اسمٌ على مسمّىً, يجب أن تنجحي, سأنتظرك خارجاً, تغلبي على ضعفك, أنا أنتظرك..*
خرجت أريج مسرعة بينما تمتم ياسر غاضباً: *فيما بعد يابن عمي!! فيما بعد!.*
ذهب الإثنان لتأتي الممرضة بإبرة لكني منعتها وأخرجتها!! إنتظرت حتى تهدأ لكنها مع كل حديثٍ يدور في الخارج تبكي بصوتٍ أعلى, وكأنها تسمعهم.. أردت أن أخرج وأبعدهم لكني لم أقدر, كان منظرها يمزقني بشدة, تلك الفتاة فقدت كل شئ دفعة واحدة!! لا أب ولا أم, أخت وأخ سيسافران!! ولا أظنها ستأتي لمنزلنا!!
أقسم يا أمل أنني تمنيت أن الذي بكِ هو بي أنا!! لكن ما باليدِ من حيلة.
لقد بدأ صوتك ينخفض تدريجياً حتى أغمي عليك, عدّلتك في سريرك وربتُّ على كتفك وخرجت..
يبدو أنه يجب عليَّ ألا أشغلكِ بالمزيد من التُرَّهات! سأساعدك على النجاح والتغلُّبِ على كل شئ..
عندما خرجت من غرفتك, كنت قد أطلقت القسم على المساعدة ولن أحنت بهذا القسم مادمت حياً.

خريف | Autumnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن