الفصــل الثاني عشر

104K 3K 1.1K
                                    


الفصل الثاني عشر :

وصــــلت سيارة فارهة أمــــام بوابة مركز التجميل الشهير ، وقام السائق بصفها بمحازاة الرصيف ليترجل منها عدي الذي تأنق بصورة ملفتة للأنظــار ومثيرة للإعجاب .. حيث إرتدى حِلة سوداء – ذات ماركة شهيرة – وعَدَل من وضعية ( البابيون ) الخاص به .. ثم إتجه ناحية البوابة الزجاجية وهو يحمل تلك الباقة الأنيقة في يده ..

قـــام حــارس ما بفتح البوابة له بعد أن ألقى عليه التحية ، ثم ولـــج إلى الداخل وإبتسامة عريضة تكسو قسمــات وجهه ..

إستقبلته ناريمان بتلك الإبتسامة السخيفة على وجهها ، ثم إحتضنته بحذر وهمست له قائلة :

-مش هوصيك

أومــأ برأسه إيماءة خفيفة وهو يجيبها بإبتسامة واثقة :

-كل حاجة هاتكون زي ما إنتي عاوزة

-أوكي .. وعروستك مستنياك

قالتها ناريمان وهي تشير بيدها للجانب ليلتفت عدي برأسه نحو تلك الزاوية التي تقف عنده عروسه وهي في قمة جمالها ..

فغر عدي فمه في إنبهـــار ، فتلك هي المرة الأولى التي يراها في كامل زينتها ، فعادة كان وجودها مثل عدمه ، لا يشكل فارقاً معه ..

لكن منذ أن علم بفعلتها المشينة ، وعقده النية على أن تكون له ، وهو يراها بمنظور أخــــر ..

إبتلع لعابه وهو يبتسم لها بمكر .. ثم ســـار بخطوات متهادية نحوها ، ومــد ذراعه ليمسك كفها الرقيق ، وإنحنى بجذعه للأمـــام ليقبله بعذوبة ، ثم أردف هامساً :

-مبروك

ثم تقوس فمه للجانب وهو يبتسم لها بلؤم متوعداً إياها بليلة لن تمحى من ذاكرتها ..

نظرت له ليـــان بكبرياء زائف وهي تهز رأسها بحركة خفيفة ، وردت عليه هامسة :

-ميرسي ..

أعطاها باقة الورد البيضاء ، التي تكلفت الكثير في إعدادها ، لتمسكها في يدها ، وتأبطت هي في ذراعه الأخـــر .. وســـار كلاهما في إتجاه المدخـــل ..

إلتف حولهما صديقات العروس اللائي تبارين في فــرد ذيل فستانها الفريد وإلتقاط الصور التذكارية معهما ..

لم يخلو وجـــه ناريمان من تلك الإبتسامة المصطنعة أمــام المتواجدين ..

كانت تتمنى في نفسها أن يمر اليوم بسلام حتى تستريح وتعيد ترتيب زمـــام أمورها ..

رن هاتفها المحمول برقم ممدوح ، فتراجعت بحذر بعيداً عن الأنظار لتتمكن من الإجابة عليه ..

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن