الفصل الرابــع والثلاثون

87.3K 2.8K 713
                                    

الفصل الرابع والثلاثون :

في المقر الرئيسي لشركات الجندي للصلب ،،،،،

ســــار عدي بخطوات سريعة إلى حد ما في الرواق المؤدي إلى غرفة الخدمات الأمنية - و المتواجدة في الجانب الخلفي من الشركة - حيث تجلس فيها زوجته ليـــان ..

كان الفضول والحيرة يعتصران عقله لمعرفة سبب إشتباكها مع هذا الرجل ..

وقد حـــاول قدر الإمكان أن يتحكم في غضبه وفي إنفعالاته حتى لا يرتكب حماقة يندم عليها لاحقاً ..

وصــل إلى باب الغرفة ، وإستمع إلى نحيب وصراخ ليـــان من الداخل وهي تقول :

-افتح الباب خليني أموته ، مش هاسيبه ، ده السبب في كل اللي أنا فيه

أدار هو المقبض ، وفتح الباب ووقف متسمراً في مكانه ، مراقباً إياها بأعين كالصقر .. ثم سألها ببرود :

-مين ده يا .. يا مدام ؟

بادلته هي نظرات حـــادة ، وركضت نحوه ، وأمسكت به من ياقته وهي تهدر بصوت مختنق :

-بتسألني مين ده ؟ عني مش عارفه ؟

رفع حاجبه للأعلى في استغراب واضح ، وسألها بجدية وهو يحاول إبعاد يديها عن ياقته :

-نعم ؟ انتي قصدك ايه ؟

لم تفلته ليـــان بل إستمرت في حالة هياجها العصبي وهي تجيبه قائلة :

-هو ده اللي ضحك عليا واستغلني ، هو ده اللي وهمني إنه بيحبني واتجوزني كدب ، سيبني أموته ، قول للأمن بتوعك يجبوه عندي وأنا هاقتله ، أيوه هاقتله !

إتسعت مقلتي عدي في محجريهما من الصدمة ، وتحول وجهه للجمود ..

كذلك ألجمت المفاجأة لسانه ، فعجز عن الرد عليها .. ورغم هذا حـــاول عقله سريعاً أن يستجمع خيوط الأمــــر معاً ..

بينما تابعت ليان صراخها الباكي بـ :

-هو ده اللي خلاني أوافق عليك ، واتجوزك ، وأرمي نفسي في النار بإيدي

تبدلت حـــالته للصدمة الممزوجة بالغضب .. وإتضحت الصورة كاملة في عقله .. إذن فذلك البغيض المحبوس في غرفة الأمن هو من إعتدى عليها بصورة مقنعة ..

وهي كانت ضحيته المغيبة ..

راقبهما الحارس الأمني الأخـــر بفضول ، ولكنه لم ينبس بكلمة ، بل أطرق رأسه للأسفل ، وتراجع خطوة للخلف وكأنه صنم لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ....

أجهشت ببكاءٍ أشد وهو تكمل قائلة بصراخ أعنف :

-خليني أروح أقتله بايدي دول ، أنا معدش فارق معايا حاجة ، أنا مش عندي أهل ولا آآ...

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن