الفصل الثالث والعشــــرون

99.6K 2.7K 533
                                    

الفصـــل الثالث والعشرون :

في منزل عبد الحق بالزقــــاق الضيق ،،،،

إتجهت إحســـان إلى باب المنزل بعد أن سمعت قرع الجرس ، ثم فتحته ونظرت إلى الواقفة أمـــامه بنظرات حادة وهي تهتف بجدية :

-خشي يا أم نجاح ، أنا مستنياكي من بدري !

إبتسمت لها إبتسامة سخيفة وهي تجيبها قائلة :

-ماشي يا أم عبده ، يا رب يا كريم

بخطوات متثاقلة ومتهادية - بسبب جسدها الممتليء - ولجت القابلة (الداية ) " أم نجـــاح " إلى الداخــل ، وتسألت بتلهف :

-خير يا أم عبده ، ابنك جالي على ملى وشــه يقولي إنك عاوزاني

أشـــارت لها بيدها وهي تقف أمامها مُجيبة إياها بجدية :

-تعالي عاوزاكي في حاجة مهمة !

ثم إلتفتت حولها لتنظر نحو الباب ، وتسألت بفضول :

-بس الواد عبده فين ؟

لوحت بيدها للخلف وردت عليها بنبرة عادية :

-راح يجيب فكة للأسطى لأحسن مكنش معايا فكة

مطت فمها في إستجهان وهي تتابع :

-ممم... طيب

جلست الإثنتين على الأريكة ، فتسألت أم نجــاح بجدية وهي تُعيد لف حجابها المتدلي حول رأسها :

-ها ، في إيه ؟

لوت إحســـان فمها في تأفف وهي تجيبها بـ :

-البت المزغودة مرات الواد ابني ، بتقول إنها حبلى ، وأنا عاوزاكي تكشفي عليها قصادي وتأكديلي إن كانت بتتكلم جد ولا .. ولا بتكدب

قطبت جبينها في إستغراب ، ثم هزت حاجبها بحركة مستنكرة وهي تردف بـ :

-هو الحاجات دي فيها كدب يا أم عبده ؟!!

ربتت على فخذها وهي ترد بنزق :

-ماهو عشان كده جيباكي ، ما أنا أصلي مش مطمنة لعمايلها ، دي بت مش سهلة ، وأنا أدرى بيها !

هزت أم نجــاح رأسها – وكأنها تؤيدها في رأيها – وردت بخفوت :

-وماله يا حبيبتي ، غالي والطلب رخيص !

نهضت إحســـان أولاً من على الأريكة ، وإتجهت صــوب غرفة ابنها عبد الحق ، ودقت على الباب بقوة وهي تهتف عالياً بـ :

-بت يا بطة ، افتحي الباب ، خالتك أم نجاح هنا !

أجابتها بصوت مرتفع من الداخل بـ :

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن