الفصل الســـادس والثلاثون

91.1K 2.8K 485
                                    

الفصل الســـــادس والثلاثون :

في المقر الرئيسي لشركــــات الجندي للصلب ،،،،

جثى أوس على ركبته أمـــام فراش ليان المنخفض بعد أن رأى حالتها النفسية السيئة ، وأمسك بكف يدها ، وضغط عليه قليلاً بأصابعه ، ومسح بيده الأخــرى على وجنتها ، وهمس لها قائلاً :

-ليــان ، أنا أوس

ذرفت عبراتها الحارقة ، ولم تجبه ، فمسحها بأنامله برقة ، وأضاف قائلاً بتوعد :

-انا هاجيبلك حقك ماتقلقيش

حركت ليـــان رأسها في إتجاهه ، ونظرت له بأعينها الدامعة ، وقالت بتشنج :

-جاي ليه ؟ عشان تشمت فيا ؟ قولي ؟

ابتلع تلك الغصة في حلقه ، فحــالتها البائسة ذكرته بتقى التي كانت تشبهها كثيراً في حالة الضعف والعجـــز وقلة الحيلة ..

هو لم يكنْ يوماً شقيقاً حقيقياً لها .. بل مجرد صورة زائفة .. وربما يكن له ضلعاً - بطريقة غير مباشرة – فيما حدث لها ..

تنفس بعمق ليسيطر على غضبه ، ونطق بصوت شبه مختنق :

-ليـــان ، اهدي !

صرخت فيه بصوتها المتشنج قائلة بعصبية :

-انتو كلكم زي بعض ، أنا ماليش أهل أصلاً !!

ضيق عينيه في عدم فهم ، وسألها بجدية :

-ايه الكلام الغريب اللي بتقوليه ده ، أنا عرفت اللي حصل كله ، وهاجيب حقك من ابن الـ آآ..

قاطعته بصراخها الحــاد وهي تسحب يدها من كفه قائلة :

-بسسس ، مش عاوزة أسمع حاجة منك ، انت السبب ، انت السبب !

أمسك بكفها عنوة ، وأسند رأسه على جبينها ، وأردف قائلاً بصوت نـــادم وآسف :

-شششش .. ماتكلميش !

هزت رأسها بعصبية وهي تتابع قائلة بنشيج :

-محدش فيكم حاسس بيا ، وليه هاتحسوا ؟ إنتو مش أهلي ، مش أهلي ، أنا مش أعرفكم !

سألها أوس بإهتمام واضح بعد ترديدها لتلك العبارة لأكثر من مرة فأثارت حفيظته قائلاً بفضول :

-ليه بتقولي كده ؟

نظرت له بعينيها اللامعتين وأجابته بصوت مهتاج :

-عشان دي الحقيقة

فغر فمه في عدم فهم ، وهتف قائلاً بجدية :

-حقيقة ، أنا مش فاهمك !!

أشاحت بوجهها عنه ، وتشنجت أكثر وهي تضيف قائلة ببكاء مرير :

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن