الفصل الحادي والعشرون

101K 3K 1.3K
                                    


الفصل الحـــــادي والعشرون :

في منزل عبد الحق بالزقــــاق الشعبي ،،،،

تعمدت بطـــة أن تتمايل بجسدها وهي تنظف الأرضية الخشبية القديمة بقطعة القماش البالية أو ما يُطلق عليها مجازاً " الخُرقة " أمـــام زوجها عبد الحق لتثير غرائزه ، وبالفعل نجحت في هذا ، فقد إرتفعت درجة إثارته ،وظل ينظر لها برغبة وإشتهاء وهو يتحسس صدره قائلاً بهمس :

-تتاكلي أكل يا بنت الأيه !

تابعتهما والدته " إحســــان " بنظراتها الساخطة ، ولوت فمها في إمتعاض ، ثم أردفت بصوت شبه حــــاد :

-نضفي يا بت عدل ، بلاش مياصة وقلة أدب

توقفت بطة عمــا تفعل ، وإعتدلت في وقفتها ، ورمقتها بنظرات محتجة وهي تهتف بإعتراض :

-ما أنا طالع عيني أهوو ، مش أعدة بألعب

غمغمت إحســان بخفوت وهي تحدجها بنظراته الإحتقارية قائلة :

-الوســخ هايفضل طول عمره وسخ مهما نضف !

حدجها عبد الحق بنظرات إستنكار وهو يعاتبها بـ :

-إيه يامه الكلام ده ، ماهو البت مش بتقولك لأ أبداً ، وبتعمل اللي بتؤمريها به

رمقته بنظرات جـــادة وهي ترد بصرامة عليه :

-هي تقدر تقولي لأ ، ده أقطم رقبتها!

زم فمـــه في تأفف ، وحدث نفسه بسخط قائلاً :

-أعوذو بالله ، هو اللي يقول الحق في الزمن ده يكفر !

تمتمت بطة هي الأخـــرى مع نفسها بكلمات غاضبة وهي تزيح المياه بالخرقة وتضعها في الدلو بـ :

-ولية حيزبون عقربة عاوزة الحرق ، إن ما طلعتهم على عينك مابقاش أنا بطة

وضـــعت بطــة خطة محكمة – من وجهة نظرها – لرد إعتبارها من تلك المرأة البغيضة ، والإنتقـــام منها دون الحاجة للإشتباك معها ..

وستنتظر الفرصة المناسبة للبدء في تنفيذها ..

نهضت إحســـان من على الأريكة ، وتوجهت نحو المطبخ ، فتابعها عبد الحق بنظرات فرحة ، ثم بخطوات محسوبة نهض هو الأخــر من مكانه ، وتوجه نحو زوجته ..

بدأ هو في مداعبتها بكلمات شبه معسولة وهو يتلمس ظهرها هامساً بـ :

-يا قايدة في قلبي النـــار وآآ...

قاطعته بدلال وهي تزيح يدها :

-لأ أوعى ، مش عاوزاك تلمسني !

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن