الفصل الثامن والأربعـــــون

88.5K 2.7K 534
                                    


الفصل الثامن والأربعـــــون :

ترجلت تهاني من الحافلة وهي لا تدري كيف وصـــلت إلى قصر عائلة الجندي ..

ولكن كان تفكيرها منصب على رؤية ابنها ، وإستعادته مرة أخـــرى خاصة بعد أن أنكـــر وجودها ..

فرفضه هذا كان بمثابة خنجر مسموم طعنها – بلا رحمة – في قلبها .. لذا لم يعد لديها ما تخسره ، فإتجهت على الفور إلى المكان القاطن به ..

هرولت راكضة في إتجــــاه البوابة الرئيسية ، ووجهها متلهف لرؤيته ..

كانت عينيها حمراوتان ، وأعصابها مشدودة للغاية ..

رأهـــا الحارس جمـــال وهي تتجه نحوه ، فتأهب في مكانه ، وسألها بصوت مرتفع بـ :

-جاية هنا ليه يا ست؟ برضوه تايهة ؟!

لم تجبه تهاني ، بل أكملت طريقها للدخـــول ، فهب من مكانه ، وأوقفها عنوة قائلاً بخشونة :

-رايحة فين يا ست إنتي

هدرت به قائلة بصوت منفعل وهي تحاول المرور :

-وســع يا بني خليني أخش

نظر لها شزراً ، وأردف قائلاً بتهكم :

-هي وكالة من غير بواب ؟ ارجعي لورا

صرخت فيه بإنفعال وهي تلوح بيدها :

-مش هامشي من هنا إلا لما أشوف ابني

نهرهــــا بصوت حــــاد وهو يفرد ذراعيه أمامها ليسد عليها الطريق :

-روحي دوري عليه في حتة تانية ، يالا اتمشي

تحركت بلا وعـــي للجانبين محاولة إختراق جسده الضخم الذي يحول بينها وبين الدلوف للداخل قائلة بعصبية :

-اوعى ، أنا عاوزة أشوف ابني !

ثم صــــاحت بصوت مرتفع وغاضب وهي تشرأب بعنقها للأعلى :

-يا أوس .. أنا أمك يا أوس !

رمقها بنظراته المستهزأة قبل أن يصيح بصوت قـــوي :

-أوس مين يا ست إنتي ، انتي مجنونة ولا إيه ؟!

هتفت بصوتها المتشنج وهي تحاول دفعه :

-أنا مش مجنونة ، أنا أمـــه الحقيقية ، وســـع من السكة !

حذرها جمـــال قائلاً بصوت متصلب وهو يحدجها بنظرات جافة :

-لو مامشتيش من هنا ، هاتترمي برا

هزت رأسها بإعتراض وهي تشيح بيديها أمامه :

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن