الفصل التاسع والأربعون :
جلست تهاني على عتبة باب المنزل وهي تنتحب بصوت مكتوم ، وفركت ركبتيها المتآلمتين من أثر سقوطها بعد أن عادت خائبة الرجــــاء وفشلت في مقابلة ابنها ..
ظلت تصدر أنيناً خافتاً ، وتلوم بنفسها بشدة عن تفريطها في حقها في الظفر بإبنها قائلة بندم :
-يا ريتني ما سبته يمشي من هنا ! آآآه .. !
إستمعت إلى صوت تأوهاتها الجـــارة إجلال ، وفتحت باب منزلها لتقف إلى جوارها وتردف قائلة بقلق :
-خشي بيتك ياختي ، مالهاش لازمة الأعدة كده
تنهدت بحســــرة ، وهزت رأسها للجانبين في إستنكار ، وردت عليه بنشيج :
-أخش إزاي وأنا قلبي واكلني على كل اللي بأحبهم ؟!
مطت شفتيها ، واجابتها بهدوء قائلة :
-ده نصيب ، ومقدر ومكتوب !
لطمت على فخذيها وهي تندب قائلة بصوت مختنق :
-آآآآه .. يا مين يعترني فيهم
ربتت إجلال على كتفها في حنو ، وأردفت قائلة بنبرة مواسية :
-إن شــاء الله تلاقيهم ، خشي بس جوا ، واقعدي جمب أختك ، كفاية اللي هي فيه ، هتلاحق على بنتها ولا جوزها
أطرقت رأسها في خزي ، وأضافت بصوت منكسر :
-آآآه ، ده أنا عيني منها في الأرض ، ابني السبب في اللي جرى لبنتها
تابعت إجلال حديثها بهدوء بـ :
-هو إنتي كنتي عارفة إن ده هايحصل ، ربنا رايد
رفعت تهاني عينيها الدامعتين للسمـــــاء ، وهتفت قائلة بصوت باكي :
-يا رب مـــد في عمري لحد ما أصلح اللي فات كله ، يا رب !
إبتسمت لها إجلال إبتسامة باهتة ، وهتفت قائلة بنبرة متفائلة
-إن شــاء الله ، ارمي همومك على ربنا ، وعليه التدبير وجبر الخواطر ، قومي يالا
نهضت تهاني بتثاقل من على الدرج ، وإستندت بيدها على الدرابزون لتعتدل في وقفتها ، ثم قرعت لها إجلال الجرس ، لتفتح لها فردوس الباب بعد لحظات ..
لم تنطق الأخيرة بكلمة ، ولكنها رمقت أختها بنظرات ساخطة وتحمل العتاب.. ثم أولتها ظهرها ، وولجت للداخل
ربتت إجلال على ظهر تهاني ، وهمست لها :
-معلش اعذريها ، وربنا يهدي سركم
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅
Romantizmتستمر المعاناة مع الضحية التي اختيرت بعناية لتكون فريسته، قيده المحكم عليها دفعها للتهلكة، وللخوض في أشد التجارب قساوة، اغتصاب شرعي .. فهل ستنجو أم ستنتحر؟ جميع حقوق النشر محفوظة لموقع https://www.facebook.com/LoveStories.by.ManalSalem/ قصص ور...