الفصل الحادي عشــــر

97.1K 2.8K 231
                                    


الفصل الحادي عشر :

في منزل أوس بمنطقة المعادي ،،،،

سعلت تقى وهي تتململ في الفراش ، وتأوهت بأنين مكتوم وهي تحاول تحريك ذراعيها ..

شعرت بوخز في كف يدها ، ففتحت عينيها بتثاقل ، ثم مالت برأسها -الموضوع على الوسادة - للجانب لتجد إبرة ما مغروسة فيه ، فإزداد ذعرها ، ورمشت عدة مرات لتتأكد من أنها لا تتوهم ما تراه ..

نهضت بصورة فجائية فشعرت بدوار رهيب يجتاحها .. فوضعت يدها على مقدمة رأسها ..

ثم وجدت يد ما تربت على كتفها بحنو ، وصوت أنثوي دافيء يهمس لها بـ :

-اهدي يا تقى ، انتي كويسة

إلتفتت برأسها نحو مصدر الصوت ، وضيقت عينيها بإستغراب حينما رأتها أمامها .. هل هي حقاً أمها ؟ أم أنها تتوهم رؤيتها ؟ هي حقاً تشتاق إلى حضنها ، تتوق إلى الدفء الموجود بمنزلها .. كم أنها تتلهف لرؤية والدها والتحدث معه كما كان يحدث سلفاً ..

أخــذت نفساً عميقاً ، وزفرته ببطء لتتحكم في نفسها ..

كانت الرؤية غير واضحة ، الصورة تهتز أمام عينيها بقوة ، ربما يحدث لها هذا نتيجة تأثير ذلك المحلول المعلق بجوارها ، أو لحركتها المفاجأة ..

أخفضت رأسها في ضعف ، ودعكت عينيها بوهن ، ثم عاودت النظر مجدداً ناحية تلك المرأة ، وتلك المرة ظنت أن حدسها قد أصاب ، فنهضت عن الفراش هتفت بحماس رغم ضعفها بـ :

-مـ.. ماما !

فتحت تقى ذراعيها لتحتضنها ، وتحركت بساقيها الهلاميتين نحوها ، ولكن سريعاً ما تراخى جسدها ، وفقدت الوعي مجدداً ، فأسرعت " عفاف " بإمساكها ، وضمها إلى صدرها وهي تصرخ بخوف :

-تقى .. تقى !!

ركضت في إتجاهها فتاة أخـــرى تبدو من هيئتها العامة أنها ممرضة ، وعاونتها في وضـــع تقى على الفراش .. ثم أردفت بجدية :

-حسبي يا مدام ، أنا هتعامل معاها

غطت عفاف تقى بالملاءة ، ودثرها جيداً ، وربتت على كفها برفق ، وقالت محذرة :

-خدي بالك منها

ردت عليها الممرضة بصوت جاف يحمل الجدية بـ :

-متقلقيش ، ده عادي في حالتها

تنهدت في حزن ، وتابعت بنبرة راجية بـ :

-ربنا يعديها على خير

.................

استمرت الممرضة في الإعتناء بتقى ، وحرصت على تنفيذ تعليمات الطبيب بدقة ..

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن