لقد ابتدئ كل شيء عندما كنت في الرابعة عشر من عمري، حين كبرت في سنٍ صغيرة. حين فجعت بموت أفضل و أقرب أصحابي، كان يمر على مسامعي كالصديد، كان أمراً ثقيلًا على قلبي لدرجة أني عجزت عن البكاء، كان أمراً أقوى من طفلةٍ في الرابعة عشر من عمرها لتواجه هذا.(في الحقيقة لست طفلة ولكنك لقد كُنت دائما ما تنعتينني بطفلتي)
كبرت يا صديقتي بينما أنتِ لست بجواري، قلت و ما أزال أقول بأني لم أعطِك حقك، ولم أوفيكِ جزائك.
كبرت أنا بينما كنت أنتِ بعيدةً.. جداً جداً. كبرت في عامٍ واحدة ، فقط لأنك ابتعدت، و ابتعَدت الأمور الحسنة معك، بل و غابت أيضاً. لم يعد لها في حياتي وجود.مضيت عاماً، أبكيك.
و عاماً آخر، ألملم شتاتي.صعبٌ البقاء هُنا بعيداً عنك، و أنا أستوعب أننا لم و لن نعود، أننا مجردٌ روحٍ في جسدين، منفصلة. إحداهما في أعالي السماء -بإذن الله- و أحدهما ما زال ينتظر دوره.
بحقّ. أراك في أشيائي جميعها، كالحركات بين كلامي في سطوري، بين النسمات التي تمُر على غرفتي بعد أن أفتح نافذتي، أراك في رسماتي، في كلماتي، في منامي وفي يقضتي.
أنا أعلم أنكِ قريبةٌ للحد الذي يجعلك بجانبي و إن فرقتنا المسميات "ميّت و حيّ" أنا أعلم أنك بجانبي هُنا يا صديقة، وللأبد.إشتقت إليك بالقدر اللا مُنتهي، والعدد اللا معدود.
إشتقت إليك يا من أنهش التراب حُسنك، و سرق جمال روحك.رحمكِ الله يا من كنت سنداً للمائل، و جبراً لمن كُسر.