الثبات في حضرة السقوط.

1.7K 113 3
                                    



كلما إستجوبته نفسه وحاول الحديث ، كان يغرق في صمته أكثر فأكثر.

لم يَهب طول الإنتظار، لم يكلّف نفسه عناء تجرّع مرارة الحزن، لقد زاره بقسوة كما يقرع الشتاء أبواب ديسمبر حتى يبيت عنده لعدة أشهر ويمضي ، على مدار الأعوام.
لم يتعجّل لقاء السعادة، لم يحاول اللحاق بها، لأنه مازال يعتقد أنها كالثلج ، ستذوب عند وضحِ النهار ، حينما تمدد الشمس أوتارها ، محرقةً أطنانًا من الثلوج. سيغيم ضياء الحزن عليه ثم ها هو ، يُذيب سعادته ، كما لو أنها كانت لا شيء يُذكر.


ولكنّه قاوم، كان يعلم في النهاية إن واجهته المصاعب سيضحك ، ثمّ ينفث السجائر في وجهها ويعود ثابتًا، يمدّ يده إن إحتاج العون لنفسه، واقفًا وإن كان كل ما بِه يتأهّب للسقوط.

مُلامسة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن