يا الله ،
إنّي لا أعلم أبدًا ، إن كنتُ قصير الأُفق و الأَمد .. ولكنّي دومًا اتسائل -بالرغم من أني أيضًا لا أُشكك في حُسن خلقك و إبداعك. بل يا إلهي ، هل كان الإنسان يستحقّ كل هذا الإبداع و الحسنَ البهيّ ، حتى تحوّل هذه المشاعر المؤلمة إلى عباراتٍ فيزيائيةٍ تتدفق كدموع حارقة ومريحةٍ في آن واحد ؟ أو حتى أن تجعل الثُّقل و العذاب الذي ينهَش الأبدان ويُضيق الصدور كشعور ألم الدماء التي تسيرُ إلى حجراتِ القلب الصغيرة بتدفق شديد إلى حدٍ قاسٍ. و ربما أيضًا أن تُشل الأطراف -كخاصتي خصيصًا- من عُمق الألم ، ماذا كان يعني ذلك ؟هل الإنسان ، كأيّاي والجميع ؛ كُنا نستحقّ هذا الفَضل و الرَّونق الذي لا يصوّر بهاءَهُ غيرك ؟
إني على مقدرةٍ بالتفكير في هذا الأمر بشكل عميق و دقيق رُغم قلة حيلتي و عدم معرفتي الكامنة و الكاملة بإبهارك الذي لا أنفكُّ عن التشوق للمعرفة بالمزيد عنه. وأيضًا بشأنِ التفكير ، هل تركيب دماغي الذي لا يحوِي سوى الأفكار السحيقة و القاتلة مُبهرًا كما يُبهرني إبداع خَلقِك ؟ هل كُنت أستحقّ فعلًا أن أحتوي هذا البهاء و التألقَ في جُعبتي ؟ أو بالأصح .. هل استحقّيت أن أكون - أنا - ؛ و أدخل في تفاصيل البديع الذي أسكُنه ، وعلى حدِّ أفكاري ، فما زِلت أظُنني دخيلًا فحسب!وإني مجددًا ، لا أشكك بمقدرتك أبدًا. بل وعلى العكس تمامًا ؛ ممنونٌ بهذه النعمة التي لن أُعطيها حقّها أبدًا ، وما زِلت أتسائل :
" أحقٌ عليَّ بأن أستقر بالجُثمان الآسر الذي ما زال رأسُه ينهشني ؟ "