كان يجلِس بجانب صديقه الوَحيد المتبقي لَه، الذِي كان على عتبات رحيله أيضًا على أَحد كراسيّ تلك الحديقَة المهجُورة ، ثم نظَر إلى أبعد نقطَة في السماء ..
وقال: هل تَرا القمر في نصفِ طوره؟
أومئَ له صاحبُه كأجابة 'نَعم'
ثم أكمَل: إنّه فقط.. يشبهُك، أنَا فقط على يقينٍ أن ذلك الجُزء المظلم يحتلّك الآن،مُظلم و بقوة..
ردّ صاحبه المعنيّ، بإجابةٍ استفهاميّة: إجعله مُضيئًا إن أردت؟
وكانت إجَابة الآخرِ بسرعَة: أنَّى لِي ذلك؟
ما لبثّ إلا قليلًا حتى أتاه ذلك الجوَاب-هل ترَا ذلك الجانِب المضيء من قَمري؟ أنْت سببه، أنت سببُ فرحي وابتساماتِي، أنتَ من جعلني أخرُج من عتمَتي دون ملاحظتِه، أنت الوحيد المتبقِ لي أيضًا، أمّا البقية؟مزيفون..