إني مثل قلب الليل ، أبلع كل شيء داخلي ، أعصف بهدوء نية عدم الإزعاج وإيقاظ العائمين في صدري. لكن هل يرغب بي أحدٌ بالرغم من ذلك؟ بالرغم من هدوئي وصلابتي بالرغم من عدم معرفتي لنفسي في أوقات كثيرة بالرغم من إظهار محاسني وإبطان سيئاتي -لكيلا أؤذي أحدًا، وياللأسى ؛ إني فقط أزرع الأذية لنفسي يا عزيزيلاتعلم كيف أنني أخشى البوح، على الرغم من أنه عالقٌ في أول حلقي كحروف لغتي الأبجدية الشتّى التي تختلف مناطقها ، رغم بيانِها ووضوحها إلّا أن بوحي هادئ لا صوت له ، ساكنٌ و صامت.
ربما قلة حديثي هذه ، هي سبب الخشية من أنني أفتح فمي فلا أتوقف عن إزهاق الأنفس التي تسكن صدري، فأبذل قصارى جهدي في كتمان أموري خشية موتهم ؛ فألمهم وقسوتهم، جبروتهم وطغيانهم هو ما جعلني على قيد الحياة
وفي زاوية أخرى: لا أنفكّ عن تمسكي بفكرة أن الحياة قيد خانق كحبل المشنقة بل أقسى وأقوى وطأة، إنها تخنقك بلا كلل أو ملل حتى تخشى التنفس فتطأك بشدة وقوة مجددًا. ولكن هذا الحبل؛ وأعني به حبل المشنقة، سيطأك بحنيّة ، سيأخذك بعجلٍ إلى عالم آخر ، تتمتع به الأنفس بشقاء وتقلّبه بين كفّيها وتدور به كلعبة الأطفال " فتّحي يا وردة " ثم تقتله عندما تصرخ (بصوت منخفض) " سكّري يا وردة "