(37) طفح الكيل-الجزء الثالث (النسخة المعدلة)

33K 1.6K 801
                                    

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اذا ذهبت لآداء صلاتك، ستعود وسترى ان الفصل لا يزال موجودا.

لقد كانت مشية تسنيم نحو الغرفة مشابهة لخطوات جندي نحو ساحة المعركة، خطوات عزيمة واصرار..

"اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا، انت تجعل الحزن اذا شئت سهلا" تمتمت فور وصولها الى الغرفة وامساكها للمقبض.

دعاء يسهل عليها دائما الامور الصعبة في حياتها، كالمعركة التي كانت على وشك خوضها.

بعد البسملة، فتحت تسنيم باب الغرفة فقط ليقع نظرها على فريستها التي كانت جالسة على مكتبها كالعادة، وبنظرات ثاقبة مضت نحوه بثبات، ثم جلست مقابلة له على المكتب.

ولانه احس بحضورها، رفع رامي نظرته الباردة باتجاهها، ثم الحقها بحاجبه. على غير العادة لم تنهزم تسنيم امام نظراته بل وتابعت حملقتها الثاقبة كانها تتحداه.

لم يتحدث لكن تسنيم لاحظت شعور الشك الذي اعترى نظراته، "هل تظن بانك عبقري؟" سالته بنبرة مستفزة، قبل وضع ساعديها على الطاولة واسناد ذقنيها بيديها المتشابكتين.

بتعابير هادئة، امال رامي راسه نحوها قائلا "انا متاكد بانني عبقري بقدر يقيني بانك غبية"

لقد ازعجها جوابه، لكنها تمالكت نفسها كفاية لاجابته، "ربما انت عبقري، لكن على خلاف ما تظن، هناك من هو اشد ذكاء منك في هذه الكرة الارضية" تحدثت بسخرية استفزت رامي لانه اجابها بفك منقبض.

"دليني عليه" صرخ بعد ضرب يده على الطاولة لكنه سرعان ما ادرك خطاه، "اعني، وما شاني انا؟ اذهبي والعبي مع من هم في سنك، لقد اخطات الظن، ريم لا تصعد الى هذه الغرفة قبل التاسعة" بدأ يتمالك نفسه شيئا فشيئا لكن تسنيم حافظت على رباطة جاشها.

بابتسامة مشرقة وقفت على قدميها، "لا تقلق، انا اتفهمك تماما، انا ايضا، ان اكتشفت بان لي ندا قويا، جبني سيمنعني من السعي لمعرفة هويته، خصوصا ان كان بذكاء ومكر ندك" اخبرته ببراءة متظاهرة بالانشغال بتنظيف اظافر يدها.

"على العموم" ختمت المحادثة بنفس عميق، "ساتركك الآن، ساذهب لتحضير العشاء، على عكسك لا تنتظرني ساعات طويلة من القلق والغضب والتفكير" قلدت كلام الليلة الماضية الذي رماه في وجهها بدون شفقة ثم التفتت مبتعدة.

"انتظري" سمعته يقول، الامر الذي سبب ارتسام ضحكة جانبية على وجهها. بسرعة ارتدت تسنيم قناع البراءة ثم التفتت اليه.

"نعم.." رفعت حاجبها في طريقه.

"ما اسمه؟" سالها نبرته تدل على عدم الاكتراث لكن تسنيم كانت تعلم ان ما خفي مخالف تماما.

ولانها استقبلت السؤال المرغوب، ابتسامة رضا ارتسمت على محياها فقط لتجيب بنظرة ثاقبة بعد ضرب مطول للطبول "اسمه كونان"

زواج مع وقف التنفيذ (قصة فتاة مسلمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن