عقارِب الساعةِ تُشير الى الرابعة فجراً ، تقِفُ بذعرٍ تتنفسُ بغير انتظام ، صدرها يرتفع وينزل بحيثُ يغطي وجهها العرَق ، أمسكت رأسها مُغمضة العينيّنِ تُفكر أي نوعٍ من الأحلام التي تُراودها .
منذُ أن كانت في عُمر الرابعة عَشَرَ ، وَكُل أحلامها ، السعيِدة و السيئة ، حتى الكوابيس ! ، تتحققُ بعد أربعٍ وعشرونَ ساعة من مُراودتها لها ، كان هذا يُخيفها و والِدتها بشدّة .
كانت تُخبر والدتها أنها حلِمت بوفاةِ والدها في ظروفٍ غامضة ، وكان هذا ما حدث بالفِعل بعدَ اربعٍ وعشريِن ساعة ، أي يَومِ كامِل .
كانَ هذا سبباً وجيهاً في ابتعادِ الجميعِ عنها ونفورهِم الواضح منها ، سوى أشخاصٌ يُعدُّون على الأصابع ، ولويس كان الأقربَ إليّها و دائماً ما يخبرها انها مُميزة عن أيِ مخلوقٍ وُجد ، كان هذا يساعدها على أن تكون قوّية دائماً .
والآن هِي في محطة الثالِث والعشرونَ مِن عمرها ، وفقَط هو الذيّ كان بجانبها ،
لويس صديقها المقرب ، وهو الآن في المشفى ، هي لا تعلم مالّذي جاء به الى هنا ، وهو لا يريد التحدث عن الامر ، حان وقتُ تخريجه وهي الان بجانبه تُمسكه مُساعدة له على المشي ،
" جلبتِ قططكِ الى هنا أيضاً ؟ "
إبتسمت بطفولية بينما تنظر الى علبة القطط التي تحملها باليد الاخرى ،
" اوه في الحقيقة قبل أن آتي إليك جمعتهم من ارجاء الحي ، هذا غريب اعلم ، لكنها سرّي الصغير . "
نظر إليها بإزدراء وسُرعان ما ضحك بسخرية ،
" اُحب شقاوتكِ يا فتاة !"
توقفت فجأة مذعورة تنظر في الأنحاء بخوفٍ ،
" سيحدث حريق هنا فليغادر جميعكم ،هيا لوي ! "
أمسكت بيده تركض وهو ينظر مدهوشاً .
" ما اللعنة اميليا هذا اسوء مزحة على الإطلاق ! "
توقفت لبُرهة مشوشة التفكير ، مالّذي تراه في ذهنها اذاً ؟ ، انها ترى حريق مشابه الى الذي رأته في حلمها ، ترى نفسها تهرب منه وتنجو ،في العادة أحلامها تكون إنذاراً لها من خطر ما ، وان لم تنفذ ما حدث في الحلم ، ستقع عليها لعنة للأبد .
تنفست جيّداً تنظر الى لوي بذعر وتوَّجه راسها يميناً ويساراً رافضةً الفكرة تماماً .
" لوي اسمعني ، علينا الخروج الان وفوراً "
ما إن قرر لوي الخروج حتى سمع إنذار الحريق في جل زوايا المشفى ، نظر نحو أميليا مذعوراً.
" هذا لا يصدق ! ، رهيب حقاً "
هرعت في هاتِه الاثناء شقيقة لويس الكبرى ' بياترِس ' نحوه لتمسكه بقوة وتركض بين كومة الناس الهائجة نحو البوابة الرئيسيّة ،
أنت تقرأ
| حـضرَة العِشــق |
Fanfictionيُحكى أن آخر شخصٍ بقي على الكرة الأرضية حبس نفسه في غُرفة..فَسَمِع صوتَ طرقِ الباب ! " أينما تُغمض عيناكَ ستراني ، أما عند فتحِهما ستلقىَ حتفَك حتماً ، في تلك اللحظة تماماً ، لا العِشق ولا بطلك الإفتراضيّ سينقذك ! " قاتِلٌ مُتسلسل و مكالمات هاتِفي...