٤/ إختِراقٌ لِلقانون

81 8 0
                                    

- الصورة : أميليا ❄️💫 -

----------

مرّت السحبُ في سماءِها بِبطىء لتغرب الشمسُ بمِثاليّة لتغرق في أُفُق البحر ، تجلسُ هي في ذات الحديقة لوحدِها ، الجوّ بارد أجل ، لكنّها لا تهتم ، فقط تذهب بعقلِها وتفكيرها بعيداً أينما تلك الأفق .

" يُقال أن البِحار تساعدكِ على رفعِ معنويّاتك لإحتوائه ملح اليود ، "

سمعت صوتاً مألوفاً من جانبها لتعلم تماماً عن صاحبته ، إيمّا إبنة عمّها ، وهي كَذَلِك أخصائيّة نفسية .

" هل أرسلتكِ والدتي إلّي ؟ ، همم دعينا نقول أنه لوي لو صحّ الأمر "

قالت بِبرودٍ يشابه الطقس ، نظرت إليّها إيما بشفقة في عينيّها لتسترسِل الحديث ،

" في الحقيقة يا إبنة العم ، لوي من اخبرني ، تذكّري أنكِ تقربين لي وسأتفهمّكِ جيّداً ، وأعلـ.."

" ماذا تعلمين إيمّا ماذا ؟ ، لا تعلمين شيئاً ولن تفهميني ، رأسي و جسدي في وضعية حرجة الاَن ، لا احد يُتقبَّل الآخر ، لذا انا لا احتاج سوى مساعدة نفسي ! "

دورّت إيمّا عيناها بقلق ، فهي حقاً تريد معرفة حالتِها أكثر وتريد مساعدتها ايضاً ، لكن أميليا لا تساعد البتّة ،

" كما تريدين ، إن إحتجتِني سأكون بالقرب ، سترتاحين عندما تتحدثين ، عمتّي مساءاً "

رحلت هي الاخرى لتعود أميليا الى خلوّتها مع نفسها والسماء والهواء والبحر ،

-------.

في الظلّام الحالِك تستطيع تمييز جسد أحدِهم مرتميّاً أمام ذاك القبرِ يبكي بهدوء ،

" أنتِ من كنتِ تُخففّين جرحي اُمّاه ، من لي غيركِ الآن ؟ ، "

يغمض عيناهُ بألم ثم يتنفس الصعداء مُجدداً ليتحدث ،

" هي لا تفهم ، مضى فقط يومٌ على لعنتِها واُنظري ماذا حلّ بها ، كيف ستُكمل حياتها ؟ ، هي لا تعلمُ انّي مرّرت على ما مرتّه وما ستمرّه ، لا تعلمُ أننّي خسرتكِ بسببِ هذه اللعنة ! "

ضرب التراب بأسى عند تذكرّه فقدان أعزّ ناسه ، من أنجبته ،

" ساُحاول مساعدتها ، ساُحاول إخبارها العديد من الأشياء وانا متأكد أنّها ستقوى بعدها ، لأنها ستعلمُ أن ما سيُواجهُها يتطلّب شخصاً قويًّا ، لا اريدُها أن تخسر مثلي ! "

اخفض رأسه بهدوءٍ يذرفُ ما تبقّى من دموعٍ في مقلتاهُ علّه يُشفي جرحه ، إستقام ليمشي خارج المقبَرة مستعيداً أمله في مساعدتِها ،

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن