٣/ داخل عقلِك زين

113 9 14
                                    

صارَع ذاك الألم القاتل ليفتَح عيناهُ بصعوبة وكأنما وُضعت حجارة فَوْق جفونه من ثقلِهما ،

" اُخرج من رأسي يا هذا ! ، "

حاول نطق جملتِه بهدوء لكنه لِمَ يقدِر بسببِ ألمِه المُسيطر ،

" لوي أرجوك إنه يتألّم ، أنا احتاجه ، هو يعلمُ شيئاً مهماً ! ، أرجوكَ لوي "

ترجّت أميليا بصوتٍ باكٍ لصديقها الذي إرتدى ملامح الصرامة لإبعادها ظنّاً منه كونَ زين مجنون أو شيء من هذا القبيل ،

" اميليا انُظري إليّ ، الا ترينه ؟ ، إن لِمَ يكن يتظاهر فلابّد من انه يتعاطى الممنوعَات فكيفَ تثقينَ به اخبريني ؟ "

وبخّها بشكلٍ مسموع بينما عي لا تنفّك تتمسك بقرارِها في الذهاب له فهي تعلمُ داخلياً أن ما يقوله لوي خاطىءٌ تماماً ، لكنه هاتِه المرة أخذها بعنف في طريقه مُبعداً إياهاً مسافة كافيةً ،

بينما يرتمي زين على تلك الارضية البارِدة ممسكاً برأسه بينما يشعر بأن الألم قد خفّ قليلاً ليُخفف قبضته عن رأسه ،

" اللعنة عليك ! ، اتركها وشأنها ! "

صرخ بينه وبين نفسه يحادِث أحدهم وهو في أشدّ العِلْم أنه متواجدٌ بالقرب ،

" إسمعني زين ، تلك الطفلة أُصيبت بِلعنة مُماثِلةً لخاصتِك ، كم هي غبيّة ، أنقذت شخصاً كاد يموت مِن لعنة لتصابَ هي أيضاً ، لن تنجوا صدّقني ! "

نفث أنفاسه بعصبيّة بينما يتحدثُ بهدوء تام يغلّفه الغضب وهم يبحثُ عن صاحب الصوت ، لوهلة شعر أنه أُصيب بالجنون ،

" لماذا هي بالذات ؟ ، أنتَ سافلٌ بحق ، كُنتَ تمنعها طيلة هاتِه السنواتِ من إنقاذ أشخاصٍ عدة وهي كَانَت تُنفذّ ذلك خشيّة أن تُصيبها لعنة ، ارِني نفسك أيها الجبان ! "

صرخ في نهاية جملته مِمَّا جعل بعض المارة يلتفونَ إليه ، أغمضَ عيناهُ في محاولةٍ لإمساك أعصابه ،

" أنا هنا ، داخل عقلِك زين ، لا داعي للبحثِ حولك ، ليلة سعيدة "

عاد ذاك الألم مُجدداً بينما يسقط أرضاً مُجدداً ليصرخ ،

" أيها الكاذب الحقير ، ساُريك ! ، سأتخلصُ مِنك "

--

صباحُ يومٍ آخر جاء برفقةِ شمسٍ دافِئة بأشعةٍ خفيفة ورفيعة ، لتجعَل الثلجَ يلمعُ قبل ذوبانه بخفّة ،

في زاوية غُرفتها تجلسُ بعينانِ ذابلتان ، تضربُ رأسها على الحائِط بخفة ، ضامًة قدميها إلى صدرِها ومن الواضِح من معاليمِ وجهها الذابلة أنها حرمت نفسها مِن النومِ ليلاً بأكملِه ،

" أميليا بُنيّتي ، هل إستيقضتِ ؟ "

عكّر هدوءَها صوت والِدتِها تصرخُ من الأسفل ، إنتفضت من مكانِها لتنظُر إلى نفسها في المرآة ، أمسكتُ شعرها وعدّلت وجهها الذابل قليلاً لترسم إبتسامةً مصطنعة تُقابل بِهَا اُمّها ،

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن