صارَع ذاك الألم القاتل ليفتَح عيناهُ بصعوبة وكأنما وُضعت حجارة فَوْق جفونه من ثقلِهما ،
" اُخرج من رأسي يا هذا ! ، "
حاول نطق جملتِه بهدوء لكنه لِمَ يقدِر بسببِ ألمِه المُسيطر ،
" لوي أرجوك إنه يتألّم ، أنا احتاجه ، هو يعلمُ شيئاً مهماً ! ، أرجوكَ لوي "
ترجّت أميليا بصوتٍ باكٍ لصديقها الذي إرتدى ملامح الصرامة لإبعادها ظنّاً منه كونَ زين مجنون أو شيء من هذا القبيل ،
" اميليا انُظري إليّ ، الا ترينه ؟ ، إن لِمَ يكن يتظاهر فلابّد من انه يتعاطى الممنوعَات فكيفَ تثقينَ به اخبريني ؟ "
وبخّها بشكلٍ مسموع بينما عي لا تنفّك تتمسك بقرارِها في الذهاب له فهي تعلمُ داخلياً أن ما يقوله لوي خاطىءٌ تماماً ، لكنه هاتِه المرة أخذها بعنف في طريقه مُبعداً إياهاً مسافة كافيةً ،
بينما يرتمي زين على تلك الارضية البارِدة ممسكاً برأسه بينما يشعر بأن الألم قد خفّ قليلاً ليُخفف قبضته عن رأسه ،
" اللعنة عليك ! ، اتركها وشأنها ! "
صرخ بينه وبين نفسه يحادِث أحدهم وهو في أشدّ العِلْم أنه متواجدٌ بالقرب ،
" إسمعني زين ، تلك الطفلة أُصيبت بِلعنة مُماثِلةً لخاصتِك ، كم هي غبيّة ، أنقذت شخصاً كاد يموت مِن لعنة لتصابَ هي أيضاً ، لن تنجوا صدّقني ! "
نفث أنفاسه بعصبيّة بينما يتحدثُ بهدوء تام يغلّفه الغضب وهم يبحثُ عن صاحب الصوت ، لوهلة شعر أنه أُصيب بالجنون ،
" لماذا هي بالذات ؟ ، أنتَ سافلٌ بحق ، كُنتَ تمنعها طيلة هاتِه السنواتِ من إنقاذ أشخاصٍ عدة وهي كَانَت تُنفذّ ذلك خشيّة أن تُصيبها لعنة ، ارِني نفسك أيها الجبان ! "
صرخ في نهاية جملته مِمَّا جعل بعض المارة يلتفونَ إليه ، أغمضَ عيناهُ في محاولةٍ لإمساك أعصابه ،
" أنا هنا ، داخل عقلِك زين ، لا داعي للبحثِ حولك ، ليلة سعيدة "
عاد ذاك الألم مُجدداً بينما يسقط أرضاً مُجدداً ليصرخ ،
" أيها الكاذب الحقير ، ساُريك ! ، سأتخلصُ مِنك "
--
صباحُ يومٍ آخر جاء برفقةِ شمسٍ دافِئة بأشعةٍ خفيفة ورفيعة ، لتجعَل الثلجَ يلمعُ قبل ذوبانه بخفّة ،
في زاوية غُرفتها تجلسُ بعينانِ ذابلتان ، تضربُ رأسها على الحائِط بخفة ، ضامًة قدميها إلى صدرِها ومن الواضِح من معاليمِ وجهها الذابلة أنها حرمت نفسها مِن النومِ ليلاً بأكملِه ،
" أميليا بُنيّتي ، هل إستيقضتِ ؟ "
عكّر هدوءَها صوت والِدتِها تصرخُ من الأسفل ، إنتفضت من مكانِها لتنظُر إلى نفسها في المرآة ، أمسكتُ شعرها وعدّلت وجهها الذابل قليلاً لترسم إبتسامةً مصطنعة تُقابل بِهَا اُمّها ،
أنت تقرأ
| حـضرَة العِشــق |
Fanficيُحكى أن آخر شخصٍ بقي على الكرة الأرضية حبس نفسه في غُرفة..فَسَمِع صوتَ طرقِ الباب ! " أينما تُغمض عيناكَ ستراني ، أما عند فتحِهما ستلقىَ حتفَك حتماً ، في تلك اللحظة تماماً ، لا العِشق ولا بطلك الإفتراضيّ سينقذك ! " قاتِلٌ مُتسلسل و مكالمات هاتِفي...