•
وكأن الوقت قد توقف في ذاكَ المشهد المُهول والمأساوي ، هاري الذي إتكىء على السيارة خلفه من هول الصدمة لا يستطيع استيعاب ما حصل للتو ، لوي الذي كان بين يدي أميليا والذي ينزف كان قد أغمض عيناه تحسراً غير مُصدق ، اما اميليا التي حاولت الوقوف للإقتراب نحو زين بخطواتٍ مُتزعزعة غبر متوازنة وهي تذرف دموع الحُرقة ،أمسكت به من الخلف تُديره نحوها لتنظر الى وجهه الْخَالِي من الملامح ينظر اليها بعيون لامِعة لترتجِف شفتيه بأسى ،
" براد ! "
حرّك رأسه نافياً فكرة موت براد تواً لتحتصره اميليا بين يديها وتحتضنه بقوة كي تمتص ألمه الذي في قلبه ، ليُفاجئها بصرخة دوَّت في آذانهم و كسرت قلوبهم ،
" لاا !!! "
وأخيراً ذرف تلك الدموع المحتجزة في مُقلتيه بحرارة و حزن ، قلبه يتقطع حزنا على صديقه الوحيد ، براد ومزحاته السخيفة ، زارت الذكريات عقله ، ذكرياته مع براد ، مما زاد حزنه و هو يتشبث بأميليا كالطفل الباكي الذي فقد مكان بيته ، سقطا الاثنانِ على رُكبتيهما لتحتضن رأسه وهي تبكي معه ، لا تحتمل كونه يتألم بهذا
الشكل ، كما ان براد كان صديقاً لها أيضاً ،" زين تماسك ارجوك ، كم قوّياً ، في وحدتنا ضعفه ! "
حاولت التخفيف عنه لكنها لم تعلم بالفعل ما تقول ، حاولت ان تكون جملتها قوية ولكن نبرتها الباكية خانتها في نهايتها ، هي ضعيفة أيضاً لكن عليها ان تقوّي نفسها لأجله ، عليها ذلك ،
___•
بعد يومان .
كان زين في مكتبه يلعب بأوراقه المتناثرة وهو يفكر ما حدث قبل يومان ، حيث اجبر نفسه على ان يكمل حياته الملعونة ويُشغل نفسه بالعمل علّه ينسى فقدان صديقه ، أميليا التي تشعر بأن جرح زين عميق للغاية بالرغم من انه يلبس قناع التماسك والقوة ، اما لوي فقد نُقِل الى المشفى ليتم تضميد ذراعه ، وهاري فقد بقي يلازمه في المنزل ،
لا احد منهم إستطاع نسيان ما حدث ، وهل ما حدث يُنسى ؟ ، كانت حادثة وفاة براد صدمة نفسية لكلٍ منهم ، بالأخص زين الذي اصبح وحيداً جداً ، بالرغم من ان اميليا تحاول البقاء بجانبه إلاّ انه يرفض هذا خوفاً من ان يفقدها هي الاخرى و يعلنَ دماره الشامل ،
استلقى على ذاك السرير المُخصص للمرضى بينما الطبيبة كيربي تجلس بالقرب منه تمسك قلماً و ورقة تنظر اليه من خلف نظاراتها الطبيّة بتمعن ،
" اذن سيّد زين ، مالذي تشعر به الان ؟ ،"
نفث انفاسه التي تعبر عن نشوب حريق في داخله يُشابه الذي حدث في منزله واودى بصديقه براد ، و الذي حدث بالمشفى الخاص به والذي أدى الي لعن اميليا بسببه أيضاً لانها أنقذته ،
أنت تقرأ
| حـضرَة العِشــق |
Fanfictionيُحكى أن آخر شخصٍ بقي على الكرة الأرضية حبس نفسه في غُرفة..فَسَمِع صوتَ طرقِ الباب ! " أينما تُغمض عيناكَ ستراني ، أما عند فتحِهما ستلقىَ حتفَك حتماً ، في تلك اللحظة تماماً ، لا العِشق ولا بطلك الإفتراضيّ سينقذك ! " قاتِلٌ مُتسلسل و مكالمات هاتِفي...