١٩ / الحُب الملعون

41 2 1
                                    


وكأن الوقت قد توقف في ذاكَ المشهد المُهول والمأساوي ، هاري الذي إتكىء على السيارة خلفه من هول الصدمة لا يستطيع استيعاب ما حصل للتو ، لوي الذي كان بين يدي أميليا والذي ينزف كان قد أغمض عيناه تحسراً غير مُصدق ، اما اميليا التي حاولت الوقوف للإقتراب نحو زين بخطواتٍ مُتزعزعة غبر متوازنة وهي تذرف دموع الحُرقة ،

أمسكت به من الخلف تُديره نحوها لتنظر الى وجهه الْخَالِي من الملامح ينظر اليها بعيون لامِعة لترتجِف شفتيه بأسى ،

" براد ! "

حرّك رأسه نافياً فكرة موت براد تواً لتحتصره اميليا بين يديها وتحتضنه بقوة كي تمتص ألمه الذي في قلبه ، ليُفاجئها بصرخة دوَّت في آذانهم و كسرت قلوبهم ،

" لاا !!! "

وأخيراً ذرف تلك الدموع المحتجزة في مُقلتيه بحرارة و حزن ، قلبه يتقطع حزنا على صديقه الوحيد ، براد ومزحاته السخيفة ، زارت الذكريات عقله ، ذكرياته مع براد ، مما زاد حزنه و هو يتشبث بأميليا كالطفل الباكي الذي فقد مكان بيته ، سقطا الاثنانِ على رُكبتيهما لتحتضن رأسه وهي تبكي معه ، لا تحتمل كونه يتألم بهذا
الشكل ، كما ان براد كان صديقاً لها أيضاً ،

" زين تماسك ارجوك ، كم قوّياً ، في وحدتنا ضعفه ! "

حاولت التخفيف عنه لكنها لم تعلم بالفعل ما تقول ، حاولت ان تكون جملتها قوية ولكن نبرتها الباكية خانتها في نهايتها ، هي ضعيفة أيضاً لكن عليها ان تقوّي نفسها لأجله ، عليها ذلك ،

___•

بعد يومان .

كان زين في مكتبه يلعب بأوراقه المتناثرة وهو يفكر ما حدث قبل يومان ، حيث اجبر نفسه على ان يكمل حياته الملعونة ويُشغل نفسه بالعمل علّه ينسى فقدان صديقه ، أميليا التي تشعر بأن جرح زين عميق للغاية بالرغم من انه يلبس قناع التماسك والقوة ، اما لوي فقد نُقِل الى المشفى ليتم تضميد ذراعه ، وهاري فقد بقي يلازمه في المنزل ،

لا احد منهم إستطاع نسيان ما حدث ، وهل ما حدث يُنسى ؟ ، كانت حادثة وفاة براد صدمة نفسية لكلٍ منهم ، بالأخص زين الذي اصبح وحيداً جداً ، بالرغم من ان اميليا تحاول البقاء بجانبه إلاّ انه يرفض هذا خوفاً من ان يفقدها هي الاخرى و يعلنَ دماره الشامل ،

استلقى على ذاك السرير المُخصص للمرضى بينما الطبيبة كيربي تجلس بالقرب منه تمسك قلماً و ورقة تنظر اليه من خلف نظاراتها الطبيّة بتمعن ،

" اذن سيّد زين ، مالذي تشعر به الان ؟ ،"

نفث انفاسه التي تعبر عن نشوب حريق في داخله يُشابه الذي حدث في منزله واودى بصديقه براد ، و الذي حدث بالمشفى الخاص به والذي أدى الي لعن اميليا بسببه أيضاً لانها أنقذته ،

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن