١٧/ في وحدتنا ضُعفه

34 2 2
                                    

الطريق الاصعب ؟ ، مقبرة ، فقدان عقلها ، ما الذي يعنيه بكلامه تحديداً ! ، شد زين بعصبية على المقود و هو يحاول ان يكون هادئاً كي يستطيع التفكير ، مالذي يقود اميليا الى المقبرة ؟ ، وكيف حتى اختارت الطريق الاصعب ، هو قال لقد بالغت ! ، لكن بالغت في ماذا ؟ ،

" سُحقاً ! "

تمتم من بين شفتيه بينما يركن السيارة امام تلك المقبرة و يقف امام بابها ، هو لا يرهب تواجده في مكان كهذا و في وقت كهذا بقدر ما يرهب تواجدها هي هنا ، دخل يمشي بهدوء بين تلك القبور، تنفسه كان متسارع ، ما الجحيم الذي يبحث عنه تحديداً ؟ ، هل هو اسمها في مقدمة قبرٍ ما ؟ ، ابتلع ريقه من هذه الحقيقة المرة ، وما اصعب موقفه هذا ، يتمنى فقط ان لا يجد اسمها بين هذه القبور المتناثرة ، لا يريد ان يعثر عليها تحت التراب ! ، لا يعقل هذا البتة ،

----------------

نظرت الى ذلك الحارس بحذر وهدوء ، اقترب منها قليلا لكنها تراجعت للوراء ،

" لقد حاول العديد من قبلك عزيزتي ولكنهم فشلوا تماماً مثلما يحدث معكِ الان ! "

ابتلعت ريقها ولازالت تنظر اليه وتعود للوراء ببطىء ، نظرت وراءها لتجد نفسها قريبة من الجدار ، وكان أمامه  حاوية لمواد تنظيف و مكانس ومن هذا القبيل ، وبحركة خاطفة كانت قد مسكت المكنسة لتضربه باقسى ما تملك من قوة على راْسه ليفقد توازنه ، أمسكت المُنظف لتركض عكسياً و ترمي محتواه أرضاً و تُبعثر قطع الصابون كي يتعثر الحارس ولن يتمكن من الوصول اليها ،

اكملت الركض رغم صداع رأسها ولكنها تريد حقاً الخروج من هنا ، تريد زين ولوي ، تريد السلام ،

اعترضت طريقها ممرضتان مما جعلها تغير اتجاهها الى اليمين و هي تركض ولا تعلم حقاً أين تؤدي بنفسها ، كانت الممرضتان تلحقانها وتصرخان بشدة مما جعل اميليا تمسك اداة إطفاء الحريق من الزاوية للحيطة وتكمل الركض نحو ذاك المصعد ،

وبسرعة فائقة دخلت المصعد ليُغلق قبل وصول الممرضتان اليها مما جعلها تدفر بتعب و هي تراقب تنفسها المتسارع واوشاكها على فقدان توازنها ، اختارت مخرج السيارات كي تخرج منه وقد كان اخر وجهةٍ المصعد ،

-----------

لازال يمشي وسط تلك القبور و قلبه يكاد يغادر صدره خوفاً ، ذهبت نظراته نحو اسمه المنحوت على مقدمة ذاك القبر ' زين مالك ' ، نبض قلبه بسرعة وهو يتقدم نحوه ينظر بغير تصديق ، هو لا يخشى الموت ، و يتمنى ان يجد اسمه بدل اسمها فهذا أفضل بالنسبة اليه ،

انتقلت أنظاره نحو القبر الذي أمامه و الذي كان يحمل اسمها ' اميليا كولِن' ، سقط على ركبتيه ينظر مجدداً ويتحقق من كل حرف ، نزلت الدموع من مقلتيه دون إذن منه حتى ، شهق بألم وهو يبكي بصمت ، هل هذا معقول حقاً ؟ ، هل فعلها اللعنة ؟ ، هل قتلها ؟ ، نظر الى القبر مجددا ليجده فارغاً ، استقام بغير وعي يحاول فهم ما الذي يحدث ، إذاً هي على قيد الحياة ؟ ، ابتسم ببلاهة وهو يسمع اصواتاً غريبة داخل رأسه فجأة ،

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن