١٨/دائرة الخطر

47 3 5
                                    

عّم الصمت بين الضحايا الخمسة ، لا احد يقدر على نطق كلمة بعد رسالة اللعنة الاخيرة ، لا احد منهم يستطيع تصديق ان واحد منهم مهدد بالموت قبل منتصف الليل ، لقد نجح اللعنة في حماية نفسه هذه المرة و ككُل مرة ، فقد رسم دائرة حول ضحاياه ، دائرة الخطر ،

" ماذا يريد تحديداً ؟ انا لا افهمه ! "

نطق لوي بعد تفكير طويل وهو ينظر الى وجوه رفاقه الممتلئة بملامح الرعب و الترقّب ،

" لو علمتُ ما يريد ما كنّنا قد وصلنا الى هذه النقطة تحديداً "

رد عليه زين الذي يبدو في نظرهم هادىء لكنه ليس الا هدوء ما قبل العاصفة ، يلوم نفسه كثيراً ، هو الذي أوصلهم الى هذه الحال ، هم ليسوا الا ضحايا ، هم لا يستحقون هذا العذاب ، ولن يسامح نفسه اذ ما تحقق تهديد اللعنة ، وهويكلف نفسه مسؤولية حمايتهم وهو مستعد
لذلك حتماً .

" ما يحصل لكم جميعه بسبَبي يا رِفاق ، كُره لوي لي لم يكن خاطِئاً ، هو فقط كان يعلم إنّي أجلب المتاعب لكم ، لذا أنا أُحمِّل نفسي مسؤولية حمايتكم جميعاً ، وإلّا فلن أُسامح نفسي مُطلقاً "

لازال الصمت يغلّف المكان بشكلٍ مُخيف ، فقط لوي من قرر الكلام والرّد على زين الذي كسر الصمت المخيف لتوّه ،

" هل تعني أنّنا لسنا قادرين على حمايةِ أنفسنا يا مَالِك ؟ ، إذ كنت تقول أن هذا كله بسببك فأجل انت مُحِق ، لكننا لسنا جُبناء لنحتمي بك ، شكراً على تطوّعك ! "

عقد زين حاجبيه بإنزعاج لاحظه البقيّة اللذين كانوا يترقبون ردة فعله من كلام لوي القاسي ،

" انا لا اعرض عليكم المساعدة ولَم أسألكم حتى ! ، فقط اُخبركم لتكونوا ضمن الإيطار ! "

أطلق لوي ضحكة ساخرة لترمقه اميليا بحنق ليصمت ، نظر هاري نحو ساعة الحائط ليجدها تُشير الى السابعة مساءاً ،

" إلاما تَنْظُر هاري ؟ ، تبقّت خمس ساعات يا صديقي ! "

ابعد هاري عيناه وحولهما نحو المتحدث والذي كان براد ، تنفس بإرتياب و ترقب فلا احد يعلم ما سيحدث خلال الخمس ساعات المتبقية ،

يبدو أن الصمت قد ملّ من المكوث في المنزل ليغادر بفِعل صوتِ الصاعقة الذي باغت الأسماع تليها إنقطاع الكهرباء المُفاجىء والمرعب في نفس الوقت ،

" ما هذا بحق الجحيم !!!! "

صرخ هاري بحنق وخوف وهو يقف في الظلام يستمع الى أنفاس رفاقه المرتعبة ،

" انا لا اصدق هذا ! ، ماذا يظن نفسه فاعلاً ! ، مسرحية نَحْنُ لُعبها ام فيلم رعبٍ نحن ابطاله ؟ ، اوه أسف ، نحن ضحاياه !! "

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن