١٤/ صديقٌ من الجحيم و إلى الجحيم

36 3 2
                                    

تذكير من البارت الفائِت :
• تأخر عقاب زين
• محاولة قتل براد مسموماً
......
أمسك بيديه المرتعشتان بقوّة ، اصبح يخشى الفقدان ، هو فقد والدته قبلاً ،وكان قد دخل في حالةِ انهيارٍ عصبي لشدّة لومِ نفسه على ذلك ، تلك اللعنة التي كانت تداهم حياته ، أراد فقط لو كان هو الضحية لا أحبابه وأقربائه ، لماذا فقط لا تقتله اللعنة ! ،

لكن لا ، تذّكر انه هو من أخطأ واخترق القانون ، وذلك التأخير في العقاب لم يكن تأخيراً ، بل كان تمهيداً له ، عقابٌ شديد وقوي عليه ، لكن ما ذنب براد ؟ ، رغم سذاجته لكنه صديقٌ وفي ، هو يعلم ان براد مستعد على إعطاء حياته له لكن زين لن يقبل بهذا ،

هو لا يريد ان يفقده و يعود الى انهياره العصبي ويصبح كالمجنون في مركز اعادة التأهيل ، لا يريد فقدان ما تبقى من عقله ، بالأحرى لانه لا يريد تركَ اميليا لوحدها ، هي لُعِنت بسببه ايضاً ، ولن يسمح بفقدانها ايضاً ، لانه اذ فقدها ، فكأنما تلك نقطة النهاية في حياته ،

" براد أبقى معي ارجوك ، حاول ابقاء عيناك مفتوحتين ! "

تكلّم بشفتيّن مرتعدتان وهو يضع كفيّه على وجنتي صديقه الذي يكافح ليعيش ، ابتسم ابتسامة ألمٍ لزين  ،

" تباً اين الإسعاف الى الاَن ؟ "

صرخ بحزنٍ لا يُضاهى امام الذي بداخله ، وبالرغم من الم قدمه الى انه حمل صديقه الى الخارج ليجِد الإسعاف قد قدِم للتو ،

" أسرعوا من فضلكم يكادُ يفقد انفاسه ! "

تم وضع براد على تلك الحمالة و أدخلوه في سيارة الإسعاف وكانوا قد منعوا زين من الدخول ،

ركب سيارته بسرعة ليلحق بسيارة الإسعاف وهو مُشتت الذهن لا يعلم حقاً ما يفعل ، لكنه يعلم حقاً ان اللعنةِ لن يقفَ هنا ، وهذا ما يُخيفه ! .

جلس على كرسي المشفى البارد بتعبٍ مُوزّع في أوصاله ، إتكىء رأسه على الحائِط خلفه ، حالياً يريد غلق رأسه ومنعِه من التفكير الذي أنهكه ونهش روحه ،

ساعة ثم تليها ثلاثون دقيقة بِبطىءٍ يُتعب النفوس ، خرج الطبيب من الغرفة التي بِهَا براد و يُطمئِن زين ان صديقه قد نجى بصعوبة ولا يزال على قيد الحياة و انه يستطيع اخذه الى المنزِل في أي وقتٍ أراد .

اخرج تنهيدةً طويلة علّه يُريح نفسه ، لقد نجى براد ، اذن كيف يقول اللعنةِ ان الموت منقذه الوحيد ؟ ، هو يعلم انه جعل براد يتورط و هو الذي سيتحمل هذا العبىء ، اخذ خطواته نحو غرفة براد ليجده جالساً على ذاك السرير متعب الملامح ويبدو عليه انه لا يريد المكوث ،

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن