ظَلامٌ رُوحِيّ و سِهامُ أَمَلْ

Part 4// مَا بعد دُخولُ الغابةِ

فقالت وهي فاقدة للأمل على وشك البكاء : أرجوكم أجيبوني على أسألتي .. أين أنا؟؟ فوقعت على الأرض تبكي بتألم ..

فجأة ظهر أمامها ذلك الشخص غريب المظهر المملوء بالدماء بهالته السوداء التي تحوم حوله ..

فنظرت له بنظرات ملئها الخوف والرعب قائلة : من أنت .. من تكون ؟؟

عندما سألته أبتسم أبتسامة خافتة .. هادئة ..
وفجأة اختفى ..

فنهضت تقف على قدميها راكضة خلف ذلك الشخص وظله علها تجد المساعدة منه .. ركضت خلفه متناسية خوفها منه وألم قدمها التي تؤلمها والمتورمة ..

كانت تناديه كان ظله يختفي شيئاً فشيئاً عندما وصلت مدت يدها الى ظله الذي كان بقي منه أشتات ليختفي فنظرت له قبل ان تقع فوجدته يبتسم أبتسامة خافتة جمليه فأتسعت عينيها وقعت على وجهها عندما أرادت أن تمسك بظله لكنه أختفى ..

فرفعت نظرها لترى أين هو .. لكن لم تجده ...

فقالت بنبرة غضب وبكاء : أي حلم هذا .. ألا يريد عقلي الاستيقاظ!!.. ألا يريد ؟؟ .

فظلت جالسة هناك في أطراف ذلك المكان الذي دخلته ..

كان الظلام والهدوء اللذان يعمان في المكان أحاطا بها ..
فجأة ظهر ذلك الشخص واقفاً أمامها قريباً جداً منها أقشعر جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها .. لكنها لم تحرك ساكنا ..

كانت تجلس على ركبتيها ومكورة قبضة يديها التي كانت تتكأ بها على قدميها بقوة ..

لم تكن تبدي أية شعور رغم شعورها بالخوف الشديد .. إلىٰ أن شعرت بأنه ينحني لها فشعرت به قد جثى على أحدى ركبتيه ..

فشعرت بخوف شديد جداً حتى انها كانت ترتجف بشدة وفي الوقت ذاته شعرت بنوعاً من الألم تجمع وسط صدرها بالقرب من مكان قلبها بسبب ذلك الخوف فشعرت به يهمس في أذنها ليقول بصوت خافت بدون مشاعر وكأنه بدى مألوف لديها : أأنتي خائفة !؟؟ .

أقشعر جسدها بالكامل لدرجة زعزت ثقتها بنفسها الى درجة كادت أن تشعر بنفسها تجمدت في مكانها وكأن الجليد أحاط بجسدها ..

لم تعلم ما تفعل أو بماذا تجيب فهي كانت خائفة ..
فسمعته يهمس مرة أخرى بشيء في أذنها من جديد شعرت بشيء من الحنان وكأن هذا المشهد وذلك الصوت مألوفان لديها من زمنً بعيد ..

فجأة عندما تشجعت لترفع بنظرها لرؤية شكله قفز من أمامها بخفة وسرعة فأختفى دون أن تتمكن من سؤاله حتى .. رأته يختفي بسرعة الضوء ..

ذلك الشعور ... في تلك اللحظة لقد تمنت أن تموت لقد تمنت ذلك وبشدة ..

لم تعلم أن من يمر بهذا الشعور من الخوف والألم وهذا الظلام والمكان الباردين والموحشان سوف يتمنى ذلك لانه يعلم انه لن يكون هناك أي امل لدرجة تجعله يتمنى الموت ...