Part 2//ْ حُلُمُ اليَقضةَ و بِدايةُ القِصة

93 15 27
                                    

فجأةً عند وصولها الى الباب الخارجي توقف صوت وقعُ الاقدام الخفيف ..فخرجت ثم توقفت لـتنظر خلفها مُتفحصة فلم تجد شيء قالت مستغربة : هل يُخَيلُ إلي يا ترى ..

فأكملت مسيرتها الى ان وصلت الى نقطة العبور فتوقفت لان الاشارة حمراء فجأة رن هاتفها فأرادت ان تخرجه ..
فشعرت بيدا تدفعها الى الشارع العام ..

فأذا بها وسط الطريق و شاحنة تصدمها..

(عودة للماضي)
"عندما دفعتها تلك اليد التي لم تعلم مصدرها او صاحبها الى منتصف الطريق والأشارة لا تزال حمراء فأتسعت عينيها فشعرت بقدمها تتيبس للحظات عند رؤيتها للحافلة التي صدمتها .. لم تستطع أن تتفادى الحافلة بسبب قدميها اللتى تيبستا بسبب شعور الخوف والرعب وعدم مقدرتها على الصراخ او أي شيء"

(عودةللحاضر)
فور اصطدام "لآن" بالحافلة تمددت بمنتصف الطريق والدماء تسيل من رأسها وفمها ...
الحافلة التي صدمتها هرع صاحبها بالنزول الى "لآن" فيرى وضعها و يأخذها الى المشفى ..

فهرع يركض نحوها قائلاً : يا أبنتي هل أنتي بخير .. فرأى الدماء التي كانت تغطيها فأتصل بالأسعاف..
فأخذتها الاسعاف الى المشفى وادخلوها في العناية المركزة لما في الموقف من خطورة الحادثة .. فقد تسببت في ارتجاج الدماغ لديها مما سبب نزيف داخلي في رأسها ..وبعض الكسور في اضلاع صدرها ومعصم يدها..وبعض الخدوش على وجهها...

في أثناء نومها في المشفى في تلك الغرفة المملوءة بالاجهزة وصوتها..ندخل الى حلم "لآن" حيث ستبدأ الاحداث..

(حلم "لآن")
^ "لآن" الان في داخل بؤرة من الظلام ..حيث انها هرعة تجري هنا وهناك وتقول خائفة بصوت مرتجف : أين .. انا .. م ماهذاا .. المكان .. كيف أتيت الى .. هناا ..
فجأة تعثرت ووقعت فقالت وهي تحاول ان تحكم قبضة يدها لتسيطر على نفسها بصوت واثق مرتجف خائفاً بعض الشيء لكي لا تهرع او تبكي : ل يساعدني أحداً ما .. أية مساعدة .. أريد الخروج من هناا .. المكان بارد .. ومظلم .. ومخيف ....
فمدت بيدها الى الامام تترجى بيدها المرتجفة علها تجد أية مساعدة .. لكن لم تجد أحد ...
فجأة فقدت وعيها وهي متمددة وسط بؤرة الظلام تلك .....

(عودة الى"لآن" النائمة في المشفى)
كان الطبيب يقوم بفحصها فـفحص عينيها ونبضاتها فانتهى من الفحص قائلاً : ان نبضاتها ضعيفة بسبب الإصابة التي في رأسها .. فأجابت الممرضة قائلا بحزن طفيف على وجهها : يألهي ان هذا مؤلم هي لا تزال صغيرةً حتى ..

فقال الطبيب ملتفتا لها : الم يأتي أي احد من عائلتها أو اقربائها ..
فنفت برأسها قائلة: لا ليس هناك اي احد يا حضرة الطبيب ..
فقال معيداً نظره الى "لآن" : ابحثوا بين اشيائها فلعلكم تجدون شيءٍ فيها ..
لكي نعطي علماً لعائلتها او أقربائها ..

فأجابت الممرضة قائلة: ح حاضر يا حضرة الطبيب .. فخرجت مسرعة من الغرفة ..
نظر الطبيب الى "لآن" قائلاً ب صوتاً خافت مع نظرات إهتمام : لم أرى اسوء من هذه الحالة في حياتي ك طبيب مختص .. هذه الفتاة حالتها معقدة جداً .. فأخذ يعيد الفحص ويحضر تقرير حالتها وهو يكلم نفسه: *هناك عدة احتمالات تزعجني وتقلقني* ..
* 1) ربما سوف نفقدها ان لم تستيقظ .. فأن دخلت في غيبوبة سوف يكون الوضع صعباً جداً حيث الاصابة في رأسها ستؤدي الى خلل في عمل الدماغ وبالاحرى سوف لن يستطيع ان يعطي الاوامر الى بعض اجزاء جسدها او تنظيمها ومن ضمنها القلب ..
2) ان غابت عن الوعي ودخلت في غيبوبة سأستطيع السيطرة على الوضع وأخراجها منها بصعقة كهربائية ب فولط عالً .. لكن لا اظمن انها سوف تستيقظ ربما لن ينفع معها وفي هذه الظروف سوف تموت ..
3) في حالتها هذه ..هذه أول مرةً أرى مريضاً مثلها كيف حدث الحادث ؟.. هل رمت بنفسها امام الحافلة يا ترى؟ لا .. لا أظن هذا ملامحها تدل على أنها تريد الاستمرار بالحياة وليس الاقدام على الموت .. فلا يمكن ل فتاة في مقتبل عمرها ان تقبل على الانتحار الا اذا كانت هناك اسباب .. حتى انه لم يزرها أحداً من عائلتها او أقربائها !
اخذ يتنهد بملل مبعثراً شعره ويقول: اووه يا الهي ما هذه الحالة انها معقدة وصعبة ..
لكن فجأة اقشعر جسده وجائته نبضة قلب سريعة فأستدار الى "لآن" وهو وعلامات الخوف والارتباك على وجهه .. فقال : ماذا.. ؟؟ مالذي شعرت به تواً .. ما هذا الشعور المخيف ؟؟. انه كما لو ..... فأخذ يتنهد بارتياح ويقول لا اظن هذا ؟؟ بل من المستحيل فنحن لم نعد في القرون الوسطى .. لتلك الأيام .. *

فقام فتمشى وهو يرتب التقرير الذي كتبه قبل لحظات.. فأخذ يكلم نفسه قائلاً : لا بأس سوف اقوم بالاجراءات الظرورية في حالة هذه الفتاة ..فوجه نظره البارد لها قائلا بأبتسامة سخرية : أيتها الفتاة سوف تُرهقينني اتعلمين بهذا ..

فجأة فتح الباب بقوة فنظر مستغرباً فأذا بالممرضة "سوي" تلهث من التعب ..
فهرع اليها قائلاً بأستغراب : مالذي يجري معك هل وجدتي أية معلومات عن هذه الفتاة؟؟..

فقالت مجيبة : ل.لم.. ا اجد.. ش شيئاً..ل لقد ب بحثت.. في حقيبتها المدرسية..فلم..اجد.. سوى..هاتفها..
قاطعها قائلاً بصوتا علا قليلاً : هل وجدتي به شيءٍ او معلومات ؟؟..
فمدت يدها اليه والهاتف بها قائلة وهي تاخذ نفساً عميقاً :لم أجد اي شيء في هاتفها انه فارغ ولكن يوجد فقط رقمين و....
قال باهتمام : و...ماذا؟
نظرت له ب خوفاً قائلة: * رقماً مجهول الهوية اتصل بها قبل الحادث بثواني معدودة.. *


يُتبع...

ظَلامٌ رُوحِيّ و سِهامُ أَمَلْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن