مغترب

49 2 2
                                        

................................................

عيناكِ يا عسلية العينين وطني الأسير
لم أراها ذابلة ؟
فــأن كان ما بيننا ما أبكاكِ فأعذري خوفي و ولعي
فقد ولدنا في زمانٍ لا يشبهنا

زمان تبكي عليه مقطوعات الكمان
و ينعي بهِ الفن وفاة الأوطان
في ذات المكان الذي لعبنا فيه بات اللقاء مستحيل
أعلمُ أن شمس وطني لم تشرق حتى
تخمد صرخات شابِ عاشق ... و أمٍ ثكلى ..
حتى تخمد صرخات الطواغيت
أتظنين كنا سنموت شوقاً و توقاً لملاقاة بعضنا
لو ولدنا في زمانٍ آخر ..
حيث العراق زاهرُ بقوانين حمورابي و آشور و نبوذ نصر
آهٍ عَلَي و عليكِ و على غدري و خوفي .. آهٍ على وطني الذي أفرُ منه
لألوذُ أليكِ .. كمنفي يعودُ من الغربة
و كم أكرهُ غربة الاوطان
لكن لما أراكَ يا وطني الغربةَ
في بعض الأحيان
ألأنَ ملهمتي العراقية صارت غريبةً عنكَ
أوَ لأن أمثالي و من غيرهم دفنوا عشقهم في تُرابكَ
الـدموية .. تحت نخيلك التي سُقيت بدم الشهداء
بتُ ألمحُك يا وطني بغربة الاوطان ..
فالاوطان جميعها تعيدُني أليك ..
و حين أعود .. أذكرها فأجمعُ شتاتي الى غربة الاوطان من جديد
لعلي أعود ..
حين تضحكُ جبالكَ بدبكات نوروز ..
حين تهيجُ المواجع ويبكي العراق بأجمعه ع دمائه العفيفة
لعلي حينها أعود لأقبل تربتُكَ الطاهرة ..
وأعودُ لـ نفسي الـسومرية التي أحبث آشوريتِكَ الشقراء
لعلي ألمحها كأول لقاء
ليُكتب علينا قدرٌ جديد ...!
و كيف لي أن أنسى
أن الحُلم بعيدُ بعيد ..
وأن الذي يخطهُ الشاعر ليس الّا .. كلاما عابر
ستطوى صفحاتهُ .. و يبقى العراقُ .. أسيراً أسير

كنفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن