16- الرفيقة الخائنة

2.2K 175 105
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
19 تشرين الثاني
11:30 AM
.

دخلت لايرا إلى المقهى بملابس العمل، الشئ الأول الذي فعلته كان رفع رأسها نحو طاولة هاري، كانت فارغة كالعادة هذة الأيام، ذهبت نحو طاولتة ونظرت إلى الزهرة التي فوقها، أمسكتها ونظرت إلى لونها المشتعل.

لقد استيقظت مبكرًا كي تلحق به، حتى أنها لم تشرب قهوتها وقد داهم الصداع رأسها، ظل يضع لها الزهور يوميًا منذ مساء الحفلة، في صباح ذلك اليوم عندما أتت للمقهى وجدت روز تخبرها أنه ترك لها شيئًا على طاولته، ذهبت وتفاجئت بزهرة لونها أحمر، وضع معها ملاحظة فقرأتها:
"هذة توليب حمراء إنها المفضلة لي، أتمنى أن تُعجبك وأعتذر عما بدر مني، فأنت في براءة هذة الزهرة"

وكرد فعل منها هو الإبتسام بسخرية مع دحرجة عيناها قائلة:
"هراء، ذلك الرجل يتمتع بمراهقة متأخرة"

لم تره طوال اليوم بعد ذلك، في صباح اليوم التالي وجدت نفس الزهرة على طاولتة لكن بدون ملاحظات، وهذا اليوم الثالث على التوالي ولم تلحق به، لا تعلم لكم من المرات سوف يترك تلك الأزهار على الطاولة، لكن الفضول يساورها حول ذلك التصرف الغريب.

نظرت إلى خارج النافذة بتلقائية، لا تعلم لماذا تذكرت هذا اليوم الذي اقتحمت منزله و وجدت ملاحظة منقوش عليها كلمة "مرحبًا" فوق الطاولة، ولا تعلم سر ابتسامتها الآن، هاري لديه تلك الطرق الغريبة في الإهتمام بالتفاصيل.

اعتدلت ملامحها إلى الحدة ووضعت الزهرة في مئزرها، أمسكت دفترها وذهبت نحو الزبائن كي تبدأ عملها، لم تقوى كثيرًا قبل أن تستسلم لأخذ راحة وتصنع كوب من القهوة لها، جلست على إحدى الطاولات ونظرت للخارج.

تراقب المارة بهدوء، كانت لديها تلك العادة لكنها توقفت، تنظر للأشخاص ومن تعابير وجوههم تصنع لهم حكاية في رأسها، مثل ذلك الرجل الأصلع الذي يأكل الغضب وجهه، وتخيلت أنه يملك من الأبناء ثلاثة، والزوجة التي لا تُسر بمجيئه، و رئيس العمل النرجسي الذي يتعالى بأمواله، طردت تلك الأفكار من رأسها ووقفت لتُكمل عملها، ذهبت نحو روبن عندما رأته أعينها وقالت:
"مرحبًا، روبن"

رفع عينه إليها وأبتسم بخفة قائلًا:
"مرحبًا لايرا، هل أنتِ بخير ؟"

تذكرت المرة الأخيرة لزيارته المقهى حيث فقدت وعيها وقالت:
"بالتأكيد فلقد رأيتك، كعك المافن ؟"

أخذت تدون على دفترها حتى تحدث بهدوء:
"ليس اليوم، أريد كعك التوت"

عقدت حاجبيها ونظرت إليه في حيرة قائلة:
"ماسبب هذا التغيير المُفاجئ ؟"

رفع كتفاه الصغيران قائلًا:
"لقد أعجبتني المرة الماضية حين أحضرها هاري، أين هو ؟"

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن