19- فتاتي العزيزة

2.1K 183 33
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
20 تشرين الثاني
11:26 PM
.

"ستايلز" همست لايرا وهي تتجول في المكان، كانت كمن تبحث عن قط تائه تُتمتم بإسمه وهي تعلم أن لا أحد يسمعها، ذهبت إلى الممر الذي يصل الحديقة الخلفية بالطريق الأمامي للمنزل، لم يكن به أحد أو أضواء حتى، لكنها رأت ظل أحدهم، وساورها الفضول لاستكشافه، وظهره كان يكفيها كي تتعرف إليه.

الدليل الثاني هو نبرته التي يتحدث بها على الهاتف، وقفت في مكانها تُراقبه حين أغلق هاتفه والتفت، لم يسمع خطوات أحد يقترب من هذا المكان، لذا تفاجئ عند وجود أحدهم، بالأخص هي، حين ابتسمت تجاهه شعر كأنه يقف في نهار شهر مارس، و قالت بهدوء:
"مرحبًا"

لم تجد أفضل من هذا لتتفوه به، وهو حين استعاد أشلائه قال بنفس النبرة:
"مرحبًا"

الموقف شُحن بالإحراج بينهما، خاصتًا أن لايرا لم تُخطط لما ستفعله حين تجده، بل لم تتوقع أن تجده، لذا هزت رأسها وقالت:
"أشكرك على الأزهار، لم يجب عليك فعل ذلك"

أشكرك ؟ ما هذا التي تتفوهين به، وتلك كانت الأفكار التي تدور في رأسها، شعر هاري بتوترها الغريب فقال بهدوء:
"ماذا أفعل ؟ انا مُتباهي"

"هل تحب التباهي دائمًا ؟" قالت لايرا بسخرية وطوت يديها على صدرها، أبتسم هاري وأجاب:
"لا، فقط أمام الفتيات الجميلات"

هزت رأسها على طريقته في المداعبة، قضمت شفتاها على ذاكرتها التي تخذلها وقالت:
"هل تعلم، لقد ذكرتني بفتى خرجت معه في المرحلة الأخيرة، قد أخبرني أنه أراد إحضار الأزهار لكنه خشى أن أطعمه إياها"

ضحك هاري واقترب منها قائلًا بسخرية:
"عنيفة منذ نعومة الأظافر، هذا جميل، لأبد أنه محظوظ"

شددت لايرا على ضمة يدها مُتجاهلة تلك المجاملة قائلة:
"ماذا تفعل في هذة الحفلة ؟"

وضع هاري الهاتف في معطفه الطويل قائلًا:
"ما أفعله بكل حفلة"

"وهو ؟" قالت بإبتسامة جانبيه، توقف أمامها تاركًا بعض الإنشات تفصلهم وأجاب:
"إنها أسرار لايرا، أصبحتِ فضولية"

"أتساءل من منا أكثر فضولًا ؟" قالت بينما تنظر بعيدًا وتمرر أطراف الزهرة على شفتاها، ضحك هاري على تذكيرها له بما حدث في أخر مقابلة بسبب فضوله حتى يُجيب بإندفاع:
"حسنًا أنا كذلك، لكن فضولي كلفني إعتذار يومي بالأزهار، ماذا سوف يُكلفكِ فضولك أنتِ ؟"

فتحت لايرا شفتاها بدهشة متصنعة وقالت:
"سيد ستايلز، هل تستغل طيبة قلبي لمسامحتك مقابل أزهار ؟ أعتقد أنه يمكنني فعل المثل"

"بإختلاف لايرا" قال بحدة و أقترب أكثر نحوها، أكمل بنبرة منخفضة:
"أنا لست طيب القلب كي أسامح مُقابل أزهار"

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن