24- لديك أنف كبير

2K 170 70
                                    

خطوط طيران جت بلو
الوجهة : مطار جون إف كندي- نيويورك
1:26AM - ( 1 كانون الأول )
-

تحرك هاري في مقعد الطائرة بعدم راحة، ليس الجلوس هو ما لا يُريحه بقدر صمت لايرا الرهيب التي بجانبه، لم يريد فتح محادثة أخرى بذلك المزاج المُتعكر الذي تملكه، حاول إشغال نفسه بأحد الأفلام الغريبة التي على الطائرة بدلًا عن ذلك، وفي منتصف الفيلم المُمل شعر برأسها فوق كتفه، نظر لها بدهشة لكنها كانت نائمة، يبدو عليها الأرق كما لو كانت لم تنام طوال اليوم، أبتسم بخفة ولم يدوم الأمر طويلًا حتى أغلق عينه و أسند رأسه فوقها لينام.

تحركت المُضيفة بعربة الطعام في الممر بين المسافرين بحذر، توقفت أمام هذان الثنائي و أبتسمت على مظهرهما اللطيف ثم حركت الفتاة بخفة، فتحت لايرا نصف عين ونظرت لها حتى تقول:
"هل تريدان الطعام الآن ؟"

"أجل" قالت وحاولت الاعتدال لكن رأس هاري منعتها فأمسكت به وسحبت نفسها بخفه، وضعت المُضيفة طبقان مغلفان أمامهما وذهبت في طريقها، نظرت لايرا له ويدها أسفل وجنته كي تُسند رأسه، لم تشعر برغبة في إيقاظه لكنها مررت أصابعها فوق خصلاته المبعثرة ببطئ، أبتسمت على السخافة التي تفكر بها وقالت بخفة:
"ستايلز، أستيقظ"

دقائق وأستيقظ ثم تراجع بتلقائية عندما لاحظ تقاربهما، شعرت بالحرج لذا نظرت في الإتجاه الأخر بينما يستوعب قائلًا:
"أنا أسف، لقد غفوت"

"لا بأس إنه فقط.. كنت أتساءل إذا أردت تناول الطعام" قالت بهدوء وأشارت على الطعام المُغلف أمامهما، نظر إليه ثوانٍ ثم قال:
"أجل بالفعل، شكرًا"

"هل تبقى الكثير ؟" سألت بملل واعتدلت في جلستها، نظر إلى ساعته وقال:
"لا، تبقى ساعة تقريبًا"

"جيد" قالت وبدأت بتناول الطعام الذي كان بسيطًا نظرًا لقصر مسافة الرحلة، قرر إستغلال ذلك الوقت وقال:
"هل يمكننا عقد صفقة أخرى ؟"

نظرت له لايرا بعدم راحة وأكملت طعامها لذا تحدث بإبتسامة:
"إنها لعبة الأسئلة مجددًا، أعني لتوطيد علاقتنا أكثر.. سوف نُصبح شركاء عمل وبالكاد أعلم أسمك الأول"

"ومكان سكني، وعملي، وعملي الأخر، ورغبتي في إيذائك" قالت وهي تُعدد أصابعها، ضيق عينه وقال:
"أجل، وهؤلاء"

أشاحت بنظرها دليلًا على عدم اقتناعها لذا حاول مجددًا:
"إذًا لنقول أنها هُدنة، ما رأيكِ ؟ طوال تواجدنا في (نيويورك) أعني للأربعة أيام، لا عداء أو حدة ويمكنكِ عند عودتنا أن تستمري بما تفعلين"

"أعتقد هذا جيد" قالت ونظرت له، إبتسامة خفيفة حاولت الظهور على وجهه وأبعد نظره قائلًا:
"هل جئتي إلى نيويورك مسبقًا ؟"

"في الحقيقة لقد ترعرعت في بروكلين" قالت وتابعت النظر إلى توتره الواضح، أظهر علامات اندهاش فقالت:
"ماذا عنك ؟"

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن