2- المزاد

5.1K 276 161
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
21 تشرين أول
11:36 AM
.

حين كُنا صغار كانت المعلمة توزع علينا أوراق صغيرة ذات ألوان مبهجة، وتطلب منا أن يكتب كل شخص ماذا يريد أن يصبح عندما يزداد في العمر، وكانت الاجابات تتناقل مابين طبيب، مهندس، رجل إطفاء، راقصة استعراضية، وتمر السنوات ولا يبقى أحد على أمنيات الطفولة سوا القليل.

لايرا لم تكن فتاة تقبل بالقليل منذ صغرها، كانت تشعر بالتميز والاختلاف، وكانت تذهب لدار العبادة باستمرار مع والدتها، لقد اعتادت أنها مهما حملت من أثقال يأتي عليها بضع ساعات يجب ان تذهب فيهم لإخراج همومها في الدار.
كانت من المتفوقات في الدراسة حتى المرحلة الأخيرة..

لقد تعمقت لايرا في الدراسة الإجتماعية وكيفية التعامل، تطوعت في (مؤسسات خيرية) - (منازل رعاية لكبار السن) وكان هذا ضمن طلبها الجامعي.

لقد أحبت أن تزيد من خبراتها بالحياة في سن صغير كي تستطيع أن تكون مستقلة بلا حاجة إلى قيود.

تتذكر عندما هاجمها أحد السارقين بسكين حاد طالباً جميع أموالها بعد ان اخرج بعض أفعاله السادية على جسدها، لقد ابتسمت تجاهه وهي تعطيه ماتملك "ولم يكن الكثير".
رغم تألمها لكنها حافظت على كبريائها، كانت هكذا منذ نعومة اظافرها.

بعدها قررت أن تتدرب على فنون القتال، واستخدام الاسلحة، والدفاع عن النفس.. تفوقت فيهم كما تفوقت في أي شئ فعلته في حياتها قبلاً، وجدت بهم الشغف الذي كانت تبحث عنه.

استيقظت لايرا لكن ستيفاني كانت مستيقظة قبلها تعد الإفطار، مرت دقائق حين إنتهت من الاستحمام ومشاركتها الطعام.

رفعت ستيفاني نظرتها إلى لايرا في صمت حتى قالت:
"لم تنفذي خطتكِ بالأمس؟"
اومئت لها بالإيجاب، فاكملت:
"هذا سئ، ماذا الان؟"

ساد الصمت مجدداً حتى انتهاء الطعام، امسكت لايرا القهوة قائلة:
"لا احد يعلم بعد انه السارق ولا حتى انا، لذا اريد اللعب قليلاً، في النهاية هم يريدونه حياً"

"فقط خذري حذرك، لقد قُلتيها.. لا احد يعلم انه السارق ولا حتى انتِ" قالت ستيفاني بهدوء، ابتسمت لايرا وهي تقول:
"لا تقلقي"

اخذت سترتها الجلدية وخرجت من المبنى، وضعت نظارتها الشمسية وانطلقت فوق دراجتها خلال شوارع (نيو اورلينز).

لايرا تعمل كنادلة في إحدى مقاهي وسط نيو اورلينز، لم يبعد عنها الكثير بالأخص مع وجود الدراجة النارية.

هذا العمل ليس من اولوياتها كثيراً فهي تعمل من أجل شيئان، الأول هو ان صديقتها طلبت مساعدتها في هذا المقهى بسبب قدرتها على استمالة الناس وعدم رغبتها في تعيين اشخاص لا تثق بهم.

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن