20- خادمة لي

2.4K 171 42
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
26 تشرين الثاني
12:07 PM
.

"لماذا أشعر بالجوع ؟" تمتمت لايرا بإستياء، لتوها قد تناولت الطعام وجعلت جسدها يسترخي على فراشها الذي لاحظت كم هو قاسي بعدما رأت نعيم منزل مالك، جعلت جسدها يتقلب في حركات غير مفهومة عساها تنال الراحة من ذلك الكسل الرهيب الذي يُسيطر عليها، تشعر أنها لا تُريد فعل شئ في الحياة سوا الاستلقاء في الفراش، وبذات الوقت يُغضبها جلوسها في الفراش هكذا بلا حراك، صفعت نفسها وهمست:
"أنتِ مجرد فتاة مشوشة، أفيقي"

اليوم عطلة من المقهى، تتبادل الفتيات في أيام العطلات كي يبقى المقهى مفتوح طوال الأسبوع، روز هي الوحيدة التي لا تنال راحة مطلقًا لكن على حسب قولها "هذا حُلمي وأنا سعيدة أن أكون مرهقة منه" وهو شئ تفهمه لايرا تقريبًا، مرت خمسة أيام منذ حفلة زين والذي قد سافر في اليوم التالي إلى نيويورك مباشرتًا.

علمت في النهاية أن خطته كانت مُركتزة على التأثير في الجد بإستخدام طريقته الخاصة، وهي أنه يخشى على سُمعة العائلة وأحاديث الناس، لذا لم يستطيع أن يُكمل في إعلان خُطبة حفيده من فتاة والناس يرونه يقبل فتاة أخرى، ليس لأنهما في نظره واقعيين بالحب، مازال الجد لم يتقبلها كليًا كما أوحى للجميع في ذلك اليوم، لكن ذلك أخر همها فليس كأنها على علاقة فعلية مع حفيده.

"أشعر بالملل يسير بين ضلوعي" همست ودفست رأسها على الوسادة، حتى قطعة الخردة كما تُسميها والتي هي الهاتف لم يستطع الهاء مللها، هي لا تحب إستخدامه مطلقًا ولكنها وجدته في سترتها عندما عادت، وكان زين يطير في الهواء لذا لم تستطيع إعادته.

وقفت على قدماها ثم جلست أمام المرآه التي في الغرفة، وضعت كفيها فوق وجنتاها قائلة:
"جمعي شتاتك لايرا، لستِ حاملًا كي تبقي هكذا في المنزل، لذا اذهبي و أرتدي ملابسكِ وكوني جميلة كعادتكِ لنرى أين ستأخذك الرياح أيتها المثيرة، هيا ؟ جيد"

وكلمحة عما حدث في الأيام الماضية كلمة -لا شئ- هي المُناسبة، لم ترى هاري أو زهور الإعتذار، حتى أنها لم تستطيع تتبعه لإحدى الحانات بعد الآن فهي متأكدة أن له عيون في مؤخرة رأسه، و مازال ليام يعجز عن إثبات أي شئ ضده كسارق حتى تستطيع تسليمه وأخذ المكافأة الكبرى.

في البداية كان انزعاجها يزداد عندما تتأخر في تلك المُهمة خوفًا أن يكشف سره أحد الصيادين الأخرين، لكنها مع مرور الوقت استوعبت براعته في إخفاء أي أثر.

رفعت نظرها نحو المبنى الكبير الأبيض، لم تنتظر الكثير حتى صعدت الدرج كي تدخُل، كانت رائحة النظافة والأوراق تنتشر في أرجاء هذة المكتبة العامة، ولم يكن بها الكثير من الزوار، وخمنت أن نصفهم طُلاب.

عدلت وشاحها حين شعرت بالبرودة وتقدمت بين أرفف الكتب القديمة، كانت تبحث عن قسم خاص وابتسمت حين وقعت عيناها عليه وهمست:
"الفنون القديمة"

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن