Wanted | مطلوب

5- القهوة

لويزيانا - نيو اورلينز
27 تشرين أول
12:51 PM
.

استندت لايرا على أحد عواميد الإنارة المُعطلة في هذا الشارع بينما تُدخن، لاحظت صوت الرعد الذي تكرر في السماء وهي تحاول تجاهله.

رأت هاري يخرُج من منزله ويُحرك قدمه متجهاً إلى نهاية الطريق، تقدمت من منزله بحذر وراقبت جميع الإتجاهات، جميع أجزاء المنزل مُظلمة.

إما أن المنزل فارغ، إما انه يعيش وحيداً، إما أن هناك شخص نائم في الأعلى، وستأخذ التخمين الثالث من واجب الحذر.

كان هناك نافذة مفتوحة بالأعلى، صعدت لايرا على الشجرة الكبيرة التى أمام المنزل ونظرت من فوق الغُصن إلى مكانها لتجد انها دورة المياه، بسرعة كانت تركض على الغُصن وتقفز لتسقط داخل الغرفة مُحدثة ضجة.

توقفت في مكانها عدة دقائق وعندما لم تجد إستجابة أضاءت كشافها الصغير مُتجولة في هذا المنزل.

يبدو كبيراً على شخص يعيش وحده، هناك غُرفتان في هذا الطابق الذي تقف فيه ودورة المياه التي خرجت منها، فتحت الغرفة الأولى لتكشف عن سرير كبير في الزاوية، خزانة ملابس وطاولة أسفل النافذة عليها مزهرية، اقتربت نحوهم وقد وجدت ورقة على الطاولة، فرفعتها قارئة:
"مرحباً"

كان هذا ما كُتبَ عليها، تعجبت ووضعتها مكانها ثم خرجت في طريقها إلى الغرفة الأخرى، فتحتها بهدوء وخطت للداخل، كانت تلك الغرفة مبعثرة تماماً عن الغرفة الأولى، مكتب كبير عليه الكثير من الأوراق، هناك مكتبة مليئة بالكُتب على جهة، والجهة الاخرى يوجد..

"اللعنة" همست لايرا ووضعت يدها اليسرى على فمها بصدمة، لقد كانت الجهة الأخرى عبارة عن حائط به صور، لكنها ليست مجرد صور.

اقتربت سريعاً من الحائط وتفحصت صورة تلو الأخرى بدقة، لقد اعتقدت أنها تُراقبه، لكنه هو من كان يفعل، أسوء التخيُلات اندفعت إلى رأسها.

"في البداية كُنتِ تُريدين قضاء حاجتك في الزقاق، والآن انتِ في منزلي، هل تُريدين إستخدام دورة مياه منزلي؟" قال صوت ثقيل قد علمت انه يخص هاري، بالرغم من هذا انتفض جسدها وهي تنظر له بصدمة، لقد كان يُمسك آلة تصوير فورية بيده، خرجت صورة منها والتي تبدو أنها صورة عن صدمة لايرا الآن.

"من انتَ؟" سألت بحدة وهي ترفع المصباح إلى وجهه، ابتسم وهو يُجيب بهدوء:
"ليس انتِ من يسأل هذا السؤال"

أقترب هاري ببطئ لكنها اومئت بالرفض كتحذير له أن يبتعد، رفع راحة يديه في الهواء معلناً خضوعه وتبادل النظر بين الصور المُعلقة على الحائط ووجهها، تحدثت بنبرة صارمة:
"اريد تفسيراً لتلك الصور الآن قبل أن أُعلق رأسك بجانبهم"