17- قصر مالك

2.1K 180 123
                                    

لويزيانا - نيو اورلينز
19 تشرين الثاني
8:55 PM
.

دخلت أقدام لايرا إلى (قصر مالك) كما أطلقت عليه، علمت كم يُحب جده التفاخُر وهذة الصفة الوحيدة المُشتركة بينه وبين حفيدُه التي تلتف يديه حول خصرها.

أغلقت الخادمة الباب بعد أن أصبحت بالداخل بينما تُلقي نظرة إعجاب على الأموال التي كان بإمكانها إطعام قرية من الفقراء طوال حياتهم، تحرك من جانبهم خادم يحمل حقائب لايرا والتي اشتراها زين، بعدما بدل ملابسها المتهورة إلى ملابس -مُحتشمة- كما قال، لم تري إختلاف كبير فقد بدلت سُترتها الجلدية بمعطف طويل و واسع، و أرتدت حذاء عالي بدلًا من حذائها الريفي، و أرتدت قميص أبيض حريري بدلًا من قميص ستيف بدون الأكمام، أجل السروال كان الشئ الوحيد الذي تركه لها.

"حاولي مُجاراتي" همس زين وعيناه مُثبتة على طريقُهما، لقد علم مسبقًا من الخادمة أن السيد مالك ينتظره في غرفة المعيشة مع ضيوفه، و لايرا علمت قبل أن تدخل أنها لن تكون المُفضلة لدى أحد، بالنسبة لفتاة تقف أمام جد زين الأكبر وأمام الفتاة التي توشك على الزواج بأحد أهم الرجال في نيو اورلينز، ستنال مُعجبين كثر اليوم.

استطاعت رؤية تجمُع صغير على أرائك من الصوف، نظرة رجل عجوز ارتفعت على الباب و توقفت على جسد لايرا، توقعت أن هذا هو سبب المشكلة حتى قال زين:
"مرحبًا، جدي"

"من هذة ؟" قال الجد بصوت حاد، يبدو كصوته الطبيعي أكثر، تحمحم زين ونظر إليها قائلًا:
"إنها لايرا، رفيقتي"

"ما أسم شُهرتك، لايرا ؟" سألها الجد وفي عينه نظرة غير مُحببة، ضاعت في أفكارها ولا تعلم ماذا تفعل في موقفها، لم يُخبرها زين أنه يجب عليها التحدث عن أسم شُهرتها، ترددت وقد شعر بها لذا تحدث صوته:
"لايرا كارلوس"

"لقد سألتُها هي" حذر الجد وكان الهواء مُشتعل، تحمحم أحد الضيوف الجالسين كي يأخذ انتباههم قائلًا:
"من الجيد أن تُحضر رفاقك الزفاف، بُني"

نظر إليه زين ببرود وقال مبتسمًا:
"إنها رفيقتي، ولن تحضره إذا لم تكن العروس، بل وأنا كذلك"

"ماذا تقصد ؟" تحدثت فتاة مُماثلة في السن وتوقعت لايرا أنها الفرع الأكبر في المشكلة، رفعت نظرها نحو زين لتجد وجهه مُحتد قبل أن يقول:
"ماذا في كلامي صعب الفهم، ميرندا ؟"

"أليست تلك التي كانت في غرفة باترسون ؟" قال الجد بإهانة، شعرت وقتها أن حرارة جسدها ترتفع، أرادت التحدث ولكن شئ يشل لسانها، وأرادت شكر زين لحديثة بالنيابة عنها:
"هل لم تفعل شئيًا، وأنا أصدقها"

"بالطبع سوف تُصدقها، وأي فتاة سوف تنام جوارك في الفراش تخبرك عن براءة عُهرها، تُصدقهم جميعًا" قال الجد ملوحًا بيده في الهواء، شعرت لايرا أن زين في موقف صعب محاولًا تبرئتها لذا قررت الدفاع قائلة:
"وما دليلك لإتهام عفتي ؟"

Wanted | مطلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن