"الفصل الثالث"

390 15 3
                                    

صباح يوم الجمعة يجب أن يجتمع جميع أفراد العائلة على طاولة واحدة للأفطار ، ومن يتخلف منهم يعاقب حسب قوانين ذلك الرجل المسن ..
الساعه السابعة صباحاً ولم ينزل أحد من غرفته بما أنهم كانوا مستيقظين طوال الليل ، ماعدا ديما التي استيقظت مبكراً كالعادة لتنال أستحسان الجد على الرغم من تحذير أخوانها الكبار لها في كل مرة ،
اوشكت أسيل على اكمال طعام الافطار ، كان جلال يساعدها في تحضير الطاوله ،
ميرا تغط في نوم عميق حتى بعد أن ايقظها ريان اكثر من مرة ولأنها لاتتحدث اليه لم تعيره اي اهتمام ، تركها نائمة ونزل الى اسفل ، جلس على طاولة الطعام معهم ، كانوا ينظرون الى بعضهم بقلق لأن الجد بدأ بالغضب والاولاد مازالوا في غرفهم ،لقد مرت ساعة وهم ينتظرون على مائدة الافطار ولم ينزل احد ، أخذ الجد شهيقاً واطلق زفرة غضب بعد صبر طويل ، انه فعلاً غاضب ،
في تلك الاثناء فتح أيمن باب المنزل ببطئ شديد ودخل بخطوات غير مسموعة لكي لايعلم الجد بأنه كان في الخارج لهذا الوقت ولكن دون فائدة فقد رآه وهو يدخل ، زمجر بحنجرته وطرق بأصابع يده على الطاولة يحاول لفت انتباهه ،
" أين كُنت حتى الآن ؟ "
فزع أيمن والتفت لفته سريعة ، نظر الى جده بتردد
" انا هالك لامحاله" قال بصوت خافت ثم تردد في الكلام قليلاً ، كان يتلكأ في كل كلمة تخرج من فمه
" العائلة مجتمعه بالفعل ؟ لقد كنت اجري في الخارج " 
سار نحو المائدة ليجلس على الكرسي وهو مستمر في الكلام ،
" لقد نسيت انه يوم الجمعة حسناً لنأكل اذاً ولكن اين الشباب الآخرين؟ الم يصحوا بعد؟"
سمعه آسر وهو ينزل على السلم ، كان يحاول احداث مشكله في الصباح ،
" اين كنت حتى هذا الوقت ؟ لقد كنتَ في الخارج طوال الليل "
بالرغم من أن أيمن كان يومئ له بعينيه إلا أنه أصر على إخبار الجد بأنه كان في الخارج طوال الليل ،
" ماذا تقول؟ من الذي كان في الخارج؟"
قاطعه الجد قبل ان يكمل حديثه ، ضرب الطاولة بقبضته بقوه ثم نظر الى أيمن بتلك العينين التي تغطيها التجاعيد بالكامل دون اي كلام جعل ايمن ينزل على ركبتيه أمامه ،
" آسف جدي لقد اخطأت لن اكرر ذلك مرة اخرى فقط سامحني هذه المرة "
بالرغم من ان الجد ليس متسامح الى ذلك الحد إلا انه لم ينطق بكلمة واحدة ، فقط نهض من مكانه وإتكأ على عكازه الخشبي ، ذهب الى غرفته دون اي حرف ، هذا دليل على سخطه على جميع افراد العائلة وليس على أيمن فقط ، ظل الجميع قلق ، نظرت الأم الى آسر ، كانت تتحدث بصوت منخفض جداً ،
" هل كان من الضروري أن تتحدث الى اخاك أمام جدك ؟ هل انت مجنون ؟ أتحاول جعله يغضب ؟ "
"وماأدراني انه لا يعلم بأن أيمن كان خارج المنزل " التفت الى أيمن بتأنيب ،
" لكن بالفعل أين كنت ليلة أمس ؟ هل مازلت تتسكع مع اولئك الأولاد المتنمرين الذين أخبرتك ان لاتتسكع معهم مرة أخرى ؟ "
جعل أمه ووالده يصيحان بصوت واحد ،
" ماذا؟ متنمرين؟ أيمن هل جننت ؟"
نظر اليه بغضب ،
" آسر ماذا أصابك لقد أخبرتك انه سر لقد وعدتني بأنك لن تخبر أحد انت بالفعل شخص غير موثوق "
" ألا تتذكر لقد اتفقنا على ان تفي بوعدك انت اولاً "
يتكلم بكل هدوء وثقة وكأنه لم يفضح أخاه للتو ليفتعل المشاكل ،
أرمقه أيمن بنظرات غاضبة ثم نهض من الأرض وذهب الى الخارج ، تبعه ريان الى الحديقة لتهدأته ، اوقفه قبل ان يفتح الباب الخارجي و يحاول الخروج من المنزل أمسكه من يده ،
" أيمن لاتخرج جدي سيغضب أكثر"
" ريان اتركني ارجوك "
" لن اتركك لاتكبر الموضوع انت تعرف آسر بالفعل هو لن يتغاضى عن شيء ابداً وانت مالذي جعلك تخبره بذلك ؟ الم تجد غير آسر كي تأتمنه على سرك؟ "
" لقد علم لوحده رآني معهم "..

أزهار الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن