"الفصل السابع"

224 11 0
                                    

ليالي الصيف الدافئه، من اكثر الليالي محبةً للجد في كل يوم يجمع العائله بعد العشاء ويخبرهم قصه من قصصه التي عاشها في الماضي، تُرى مالذي اصاب أزهاري الصغيرة هذه الأيام كي يتغيرون الى هذه الدرجة ؟ لقد اصبحتُ لاافهمهم في الآونه الأخيرة ، كل يوم في مشكلة ، كما انهم لايتحدثون الى بعضهم مثلما كانوا في السابق ، هل انا اظلمهم بتفكيري بتلك الطريقة؟ أنا حقاً لاأعلم ،
كان الجد يتحدث مع نفسه وهو ينظر الى وجوه احفاده الصامته ، كل واحد منهم في وادٍ ...
بعد انتهاء العشاء دعى الجد آسر وريان الى غرفته ليتحدث اليهم بشأن ماحدث في الصباح ، كان الاثنان خائفان من غضب الجد لكنه قبّل جبين آسر
" حسنٌ مافعلت لقد اخبرتني مرح بكل شيء ، ولكن أيضاً ماكان يجب ان تفتعل شجار في الحرم الجامعي"
"لو كنت مكاني ماذا كنت لتفعل ؟ يحاولون خطف اختي امامي وتريدني ان اسكت؟"
" انتم لن تسحبوا الدعوى اليس كذلك؟"
اجابه ريان بشكل قاطع
"بالطبع لا "
"مهما فعل ذلك اللواء نحن لن نتنازل انها مسألة شرف "
اتحد الاثنان لأول مرة منذ سنوات ..
******
عاد مروان الساعة التاسعة مساءاً بعد ان انتهى من عمله ، اتجه الى اعلى دون ان ينطق بحرف، حيث كانت العائلة مجتمعه في غرفة الجلوس، دخل الى غرفة فرح وأغلق الباب خلفه بقوة حتى انه أثار فزعها ، التفتت بسرعه نحو الباب فإذا به يقف ضاماً ذراعيه لبعضهما ويُحدق بوجهها بغضب شديد ، قبل ان يتكلم ارادت تبرير الموقف قائلة بنبرة خائفة
"لاتفهم خطأ نحن مجرد أصدقاء لااكثر"
انها تعلم تماماً حجم خطأها ، هل التبرير سيمحي ذلك الخطأ ؟
"متأكدة من انكم اصدقاء فقط؟"
بإتهام يوجه لها الكلام ثم صاح
"وهل هناك معنى للصداقة بين الرجل والمرأة؟"
على الاقل ليس في قاموس مروان
"مروان صدقني انه"
قاطعها "انه على علاقة بك منذ اكثر من عام ، ماذا هل انا مخطئ ؟"
قالها بعد ان رآها تفتح عيناها الزرقاء بعدم تصديق كيف علم ذلك؟
" يالا العار ، اختي ترافق شاب ؟ يمسك بيدكِ ويحاول تقبيلكِ ؟ هل جننتي يافرح؟ منذ الصباح ورأسي يشتعل غضباً لم استطع حتى مرافقة ذلك الرجل طوال اليوم "
نكست رأسها على كلماته ، انه يصفها بأبشع الطرق ..
" مروان ارجوك اخفض صوتك آسر في غرفته سيسمعك "
" هل تخافين من آسر ولم تخافي من نظرة الناس لك؟ ستفقديني صوابي "
طرق الباب آسر بعد أن سمع صوت مروان يتعالى ، فتحها بهدوء ثم نظر الى مروان ، بصوت منخفض
"لقد تعدت الساعه التاسعة لماذا تصرخ في وقت كهذا؟"
" آسر تعال انظر الى اختك ماذا تفعل تستغفلنا منذ سنه وهي ترافق شاب وتخرج معه كل يوم "
ردت بعصبيه " مروان هذا يكفي لقد طفح الكيل نعم انا على علاقة به ونحن نحب بعضنا وسنتزوج عن قريب لا تتدخل في حياتي "
أمسك آسر بيد مروان التي كادت ان تصفعها ثم صاح بوجهه
" مروان هذه الاشياء لاتحل بتلك الطريقة "
"اترك يدي يجب ان أُربيها بنفسي "
تفكير غير منطقي فهي كبيرة بما يكفي لتعلم ماذا تفعل ..
ضغط على يده بقوة
"قلت لك هذه الامور لاتُحل بهذه الطريقة"
" اذا ماذا تريد مني ان افعل ؟ هل اشجعها على ذلك؟ آسر ماذا أصابك؟"
غطت فرح وجهها بيديها تبكي بخوف ، كانت خائفة من أن يعلم الجميع بالأمر ، احتضنها آسر وأدار ضهره الى مروان كي لا يؤذيها ، كان يحاول ضربها مجدداً
"مروان اخرج اتركنا وحدنا قليلاً "
فتحت ميرا الباب "ماذا هناك؟ هل تتشاجران مجدداً ؟"
" نعم نتشاجر بسبب تصرفات أُختكِ ال...." قاطعه آسر بصوت شديد " مروان "
ثم نظر اليها " ليس هناك مايدعو للقلق نحن نتشاجر كل يوم على اتفه الأشياء انتِ لاتشغلي بالك هو سيهدأ بعد قليل "
ضحك بإستهزاء " أقسم بأني لا استطيع ان افهمك ياآسر "
" مروان ارجوك اهدأ الآن وإذهب مع ميرا ، سوف نتحدث عن هذا الأمر فيما بعد، هل يمكنك ان تترك هذا الأمر بيننا فقط ؟" 
رمقه بنظرة حادة ثم خرج من الغرفه يملؤه الغضب وهو لم يفهم لماذا كان آسر هادئ الى هذا الحد ولم يفعل شيء ..
بالطبع آسر يعلم ان العنف لن يجدي نفعاً معها لذلك حاول ان يحل الامر بهدوء دون اثارة ضجة كما فعل مروان ، على الرغم من ذلك فهي كانت خائفة من آسر اكثر من مروان لأنه لا يظهر مشاعره بسهوله ، ولكن من جهة اخرى فهو لم يكن غاضب بعدما علم بالامر لانه كان يفكر بأنه يوماً ما كان على علاقة بفتاة ايضاً فليس من الغريب ان تفعل اخته ذلك ..
أسرعت ميرا وامسكت بيد مروان قبل ان يصعد السلم ، ميرا دائماً ماتنحاز الى اخوانها الأولاد اكثر من البنات ،
" ماالذي يحدث بينكم ؟"
" اتركي يدي لا اريد ان اتكلم اذهبي واسألي اختكِ "
بعد ان خرجت ميرا من الغرفة لتلحق بمروان التفت آسر الى اخته واخبرها ان تجلس "لنتحدث قليلاً "
نظر اليها مطولاً أملاً منها ان تبدأ بالحديث لتخبره الحقيقه ، لكنها لن تفعل
"هل تذكرين قبل فترة عندما سألتك أن كان لديكِ شيء تخبريني به ؟ "
"نعم اذكر "
" هذا ماقصدته وانتِ لم تفهميني ،فقد رأيتك يومها معه ايضاً لكني أردت ان تخبريني بنفسكِ "
ليس دائماً ما يكون الإنتظار هو الحل الأمثل ،
" هل كنت تعلم طوال هذا الوقت ؟ لماذا لم تفعل مثلما فعل مروان اذاً؟ "
" لأنكِ لاتعلمي بأني أعرف ، لو كنتِ رأيتيني أيضاً لاأعلم ماذا ستكون ردة فعلي حينها إسمعي مروان لم يبالغ في ردة فعله كما تظنين لو كُنت مكانه من يدري لكُنت فعلت نفس الشيء فرح انا لست ضد الحب لكني ضد الخطأ وما تفعلينه انتِ خطأ "
"نحن سنتزوج ماالخطأ في ذلك؟"
" اذا كنتِ واثقة من ذلك اذاً فليتقدم لخطبتكِ "
اجابته بعدم ثقة " لكني مازلت أدرس "
ايُّ حجة خرجت بها ؟ فهي لا تعرف مشاعره بعد ..
" دعيه يتكلم معي على الأقل ان كان صادق بحبه لكِ لن يتوانى عن فعل ذلك "
انزلت رأسها محاولةً تغيير الموضوع
" هو لايعلم بأن لدي اخوه "
رفع حاجبه وابتسم بسخرية
" مالذي يعرفه عنكِ اذاً بماذا كنتما تتحدثان طوال سنه؟ هل متأكدة من انه يحبكِ ؟"
اجابته بإنزعاج " آسر ماالذي ترمي اليه ؟ نعم متأكدة من انه يحبني وسأثبت لك ذلك "
" وهل قلت غير ذلك؟ اجعليه يقابلني فقط وانا سأتأكد بنفسي "
اثناء حديثه رن هاتفه نظر اليه ثم ضحك
" انها لينا لقد نسيت بأنها اخذت مني موعد بعد العشاء "
ربت على كتفها "حبيبتي انا اخاكِ واكثر شخص يخاف عليكِ لاتعتقدي بأني يرضيني ان افرقكِ عن من تحبين الابتعاد بحد ذاته عذاب انا اعرف ذلك الشعور ولكن العلاقات الغرامية هي ايضاً عذاب من نوع آخر هل تفهمين مااحاول قوله؟"
لن تفهمه طالما سيبقى يتحدث بمثالية هكذا  ، نهض وخرج من الغرفه دون اضافة شيء آخر ، بعد ان اغلق الباب رفعت فرح هاتفها واتصلت بحبيبها لتخبره بأنها تريد رؤيته غداً في الجامعة..

أزهار الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن