"الفصل السادس"

237 13 3
                                    

في صباح اليوم التالي ، بعد الأنتهاء من التحقيق خرج مروان وآسر من سجن التوقيف منهكان جداً فهما لم يناما طوال الليل وفي طريقهم الى سيارة ريان الذي كان ينتظر في الخارج قابلهم إبن اللواء رفعت أمام الباب ، هو الآخر قد خرج هو واصدقائه للتو عندما رآهم مروان ثارت اعصابه و اراد التهجم عليهم دون تفكير لكن آسر منعه من ذلك أمسك به من الخلف وابعده عنهم
" مروان نحن أمام مبنى الشرطة "
" أتركني هذا الفاسق يجب ان يعرف مقامه " بغضب يحاول التهجم عليه ، ضحك حسام بإستهزاء
" لاتستعجل ستعرف مقامي جيداً عما قريب وستلعن مقامك ياهذا "
آسر يمسك بأخيك الذي كان يحاول ضرب حسام مرة أخرى ، هَز حسام رأسه يوجه الكلام لأصدقائه
" لنذهب لن اتدنى بمستواي اكثر من ذلك لولا اني احب تفاصيل جسد اخته المثير لما نزلت الى مستوى تلك العائلة"
"تباً لك"  قالها آسر وهو يطبق على اسنانه ثم أفلت مروان من يده وخطى بخطوات سريعة نحوهم وقبل ان ينزل بقبضته على وجه حسام امسك ريان بيده
" آسر هل جننت ماذا تفعل سيعتقلوك مجدداً"
" الم تسمع ماذا قال عديم الشرف؟"
"تجاهله فحسب آسر سيطر على اعصابك انه يحاول استفزازك "
دفع مروان الذي كان سيضربه هو الآخر ثم صاح
" هذا يكفي"
التفت الى حسام أشاره له بإصبع واحد
" انت خذ اصدقاؤك واذهب من هنا "
رفع حسام اكتافه ببرود
" وهل فعلت لهم شيء؟ لماذا غضبا؟"
وكأنه لا يعلم ماذا فعل !
" قلت لك اذهب من هنا ، وانت الآخر"
سحب آسر من يده ودفع مروان أمامه الى السيارة ليبعده عن حسام الذي كان شديد الهدوء حتى بعد ان استمر مروان بتوعده
"لو تعرضت لأختي مرة اخرى سأشرب من دمك سمعت؟ سأمزقك سأبيد عشيرتك بأكملها "
على الرغم من ان ريان كان صاق في شعوره نحو آسر إلا ان الآخر حَقد عليه تماماً ،
" هل ستبقى نذل حتى النهاية ريان؟"
هؤلاء الاثنان اعمارهما متقاربه لكنهما لم يفهما بعض ابداً، الاختلاف البسيط بين بيئتي نشأتهما يجعلهما يصطدمان طوال الوقت حتى لو انهما كانا أعز الأصدقاء أيام الجامعه إلا أن خيانة ريان لآسر هي التي جعلته حانقاً عليه طوال تلك السنين ،
بطريقة ما تذكر آسر ذلك الحادث عندما رآه نائماً في سرير مرام في الليلة التي تسبق يوم زواجه من ميرا ، في تلك الليلة الممطرة ذهب الى بيت حبيبته ، وصل الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ، طرق الباب بهدوء ، الغريب في الأمر انها كانت أول مره يذهب في وقت كهذا ، كان يرغب بالمبيت عندها لطالما طلبت منه ذلك لكنه كان يتهرب منها بطريقة او بأخرى لكن هذه المرة لايعلم كيف تلاعب الشيطان في رأسه بعد ان طلبت منه المجيء هذه الليلة قبل يوم ، طرق الباب بهدوء وانتظر ثواني حتى فتحتها بقميص نوم شفاف أقرب مايكون الى العدم دون ان تلبس تحته شيء ، بتلك البراءة لف وجهه للناحية الاخرى خجلاً او خوفاً من ان يُفتن بها ، هو كان سيتراجع باللحظة الأخيرة لكن الارتباك على وجهها اوقفه ، ما ان اشاح بنظره داخل الشقه الى غرفة الجلوس حتى وجد ملابس رجل وهذه الحذاء قريبة من قدميه دون ان ينتبه لها من الوهلة الأولى ، لم ينطق بحرف فقط كان يريد ان يعرف من هو الذي يرقد في سريرها في وقت كهذا ؟ لا يريد ان يظلمها حتى يتأكد ،
" لم اعلم انك ستأتي كل مرة ترفض طلبي"  ابعدها من أمامه وهي مستمرة في قول
" لا تفهم خطأ آسر سأشرح لك كل شيء " لكن الغضب  اعماه في تلك الساعة ، دخل مسرعاً الى غرفة النوم  والصدمه عَلت وجهه ، فتح عيناه بغضب ، بخوف من فقدان اعز اصدقائه يشعر ان قلبه يعتصر ،
" ريان " قال بحروف متقطعة لايرغب بالمواجهه بعد ان استيقظ أمامه نصف عاري يفرك عينيه يتلفت حوله لايعلم ماذا يجري، بتلك الملاءات المبعثرة والملابس في ارجاء الغرفة، صدره مليء بأحمر الشفاه كتلك التي على وجهه ، ليس اخف من الاحمر على رقبتها، صدرها وحتى أن ذلك القميص الشفاف لم يستطع ان يخفي ألاثار على بطنها انها واضحة ، ينظر اليه بعيون دامعة أوقفها كبرياءه عن النزول لا يعلم ولا تعلم متى تحول اللون الابيض في عينيه الى كتله من الاحمرار كأنها شعلة ملتهبه لكن بلمعه قد تثقب قلبها من شدة سطوعها ، يحافظ على ماتبقى من كرامته كحبيب وصديق يحاول جمع أشلاء قلبه يلملمها من كل جانب كي لايهرب بذلك الحطام داخله ، بعد ان استوعب ريان مايدور حوله كان آسر قد خرج من الشقه ، ركض خلفه بأقصى سرعه  وجده امام باب المصعد سيكسر الازرار لكثرة كبسه عليها كي تفتح بسرعة لكنها لن تفتح اذا مااخذت وقتها في الصعود
" آسر انتظر "
لحق به فقط ليشرح له الموقف الذي كان يرغب بالموت على سماعه
" انتظر انا اعلم انك غاضب ولكن اسمعني لم يحدث ماتفكر به "
ولكن تلك الكلمه احدثت جرح في شفته السفلى بعد ان فاجأه آسر بلكمه افقدته النطق لثواني مستلقي على الارض يسند نفسه بمرفقه يتلمس الدم الذي خرج من شفته وهو يراه يذهب امامه الى داخل المصعد دون أن يقول كلمة
" آسر انتظر ...آسر.... "
يطرق على باب المصعد وكأنه سيفتح ثانية وكأنه سيسامحه اذا ما شرح له الموقف ، او سيسمعه من الاساس ،
ها هو يهرب من أمام باب العمارة يركب دراجته يقود بأقصى سرعته والهواء يضرب وجهه الذي ملئ بتلك القطرات الدافئة التي لطالما اعتبرها نقطة ضعف لن يبكي أمام احد الهروب كان افضل حل قبل ان يواجه اعز اصدقائه بالخيانة ، عاد بذاكرته بعد ان ركن دراجته في اعلى الجسر يطلق العنان لدموعه لصرخاته المكبوته يواجه بها الهواء العذب النسائم الهادئة للنهر بعد ان توقف المطر منذ دقائق ، هذا السر الذي اثقل قلبيهما طوال الخمس سنوات التي عاشاها معاً ..

أزهار الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن