"الفصل العاشر"

215 13 2
                                    

في تلك الشرفة تقف بملابس النوم الشفافة تلقي على جسدها قطعة ثمينه من الستان الفاخر مُطعم بالحرير، ابيض ناصع كأنها ملاك بذلك الشعر المجعد يغطي تفاصيل ضهرها حتى خصرها النحيل ، نعومة سيقانها تحدد معالم انوثتها حتى من على بعد اربع طوابق من على اسفلت الشارع الهادئ لتلك المنطقة المليئة ببيوت الاغنياء عالية الفخامة،، مازالت تقف هناك ترسل قبلات مع ضحكات انثوية ساحرة الى طفل صغير يشير بيديه  يودعها يحمل حقيبة الضهر الصغيره متجه الى المدرسة سالكاً طرقاً مختصرة ،،
نظرت بعينيها الخالية من مستحضرات التجميل التي القت بها في الحوض ليلة أمس تلعن الكحل الأسود الذي فضح دموعها أمام ذلك العشيق السيء الطباع، وهو لا ولن يعترف بطفله ..

سيارة بيضاء تقف أمام باب العمارة ليترجل منها ذلك الوسيم ،بطابع ملابسه المعتادة بدلة سوداء حالكة يصفف شعره البني الى الاعلى كالمعتاد خطى خطواته الهادئة نحو باب العمارة الكبير ، ركضت الى الداخل تصفف شعرها لاتعرف كيف ستغير ملابسها بتلك السرعه،
"لحظه وجهي يبدو شاحب جداً"
قالت ذلك وهي تقف أمام المرآة بحيرة ،
" لقد جاء دون موعد "
كيف سيكون له موعد بتلك الحالة..
كانت تعيد القليل من عُلب التجميل المرميه داخل الحوض لعلها تساعدها في تقليل ذلك الشحوب تمسح آثار الدموع تضع أحمر الشفاه القاني ، مع خط الكحل داخل عينيها الواسعه لتبدو بأفضل حال عن دقائقها السابقة ،..
طرق الباب بهدوء قبل أن يتيح لها الوقت لتخلع قميص النوم الشفاف ذاك ، لفت نفسها بقطعة الستان القصيرة تبرز افخاذها الناعمه المثيرة تشد خصرها بحزام حريري ، فتحت الباب بهدوء وكأنها لاتعلم من يقف خلفها
" من هناك؟"
بنبرة بريئة عفوية على غير طبيعتها ،
نظرته القاسية لتلك العينين تحمل الكثير والكثير من الكلام ، دون ان ينطق بحرف ابعدها من أمام الباب ودخل ولم يُكلف نفسه عناء خلع حذائه أمام الباب فهو غير مجبر على احترام اصحاب هذا المنزل ، جلس على اريكة الجلد التي لطالما كان يحب الجلوس عليها رغم انها قديمة الا انها لم تغيرها مع الاثاث الذي تغيره كل سنه ..
" مازلت تحب الجلوس هنا كعادتك "
قالت ذلك وهي تعلم بأن اليوم لن يعدي على خير ،
" أتشرب قهوة ؟"
قالت تخفي خوفها متحاشية غضبه ، فهو لن يصمت بتلك الطريقة بعد كل مافعلته الا اذا كان سيعاقبها بأشد عقاب !
نظر لها يبتسم بإستهزاء
" لماذا؟ ألم تنتهي عُلبة المخدر في المرة السابقة؟ لن أشرب قهوتكِ"
بينما يرخي جسده ويتقدم الى الامام واضعا قدميه بمحاذات بعض يشبك اصابعه بينهما متخذاً وضعية المهاجم ،صمت لدقائق حتى قال بهدوء
" الى اين تحاولين الوصول بتصرفاتكِ بتلك الطريقة؟ طفلٌ منك؟ اهكذا تعتقدين بأنك ستحصلين عليّ؟"
ابتسمت بثقة ثم جلست أمامه تضع ساقها العارية على الاخرى تكشف مفاتنها ، تنهدت قائلة بنبرة اوقح من ان تكون خائفة من خطئها الذي لايغتفر،،
" احاول الوصول اليك...الى بيتك ..الى سريرك..الى أحضانك "
" أحضاني؟" ابتسم بسخرية
" اتعتقدين زواجي بكِ سيوصلكِ الى أحضاني؟"
" لدي الكثير من الطرق المؤدية اليك ، لن اتراجع حتى احصل عليك "
فز واقفاً لايستطيع السيطرة على اعصابه اكثر من ذلك 
" مرام،، تحاولين اصابتي بالجنون ؟ لن تنالي مرادكِ "
بغضب يصر على اسنانه بشكل قاطع !
" سأخذك يا آسر ، ستكون لي في النهاية، مثل تلك الليلة التي أخضعتك فيها من اجل رغباتي ، شهوتي وجنوني ، انت ملكي منذ الان، لن أسمح لتلك المرأة بأن تحصل عليك "
" مرام استسلمي لن اتزوج فتاة مثلكِ ستذهبين الى جدي وتخبريه بأن هذا ليس طفلي وإلا اقسم بالله سأجعلكِ تتمنين العيش في قعر الجحيم على ان تكوني بجانبي هذا آخر تحذير لكِ مرام غادري بإرادتكِ "
قال ذلك بينما يزرر سترته الموضوعه على جسده بصورة عارضي الازياء او اشد جمالاً ، انها تعشق ذلك الجسد، ذلك الجمال ، تلك الرجولة الطاغية على نبرته العنيفة في التعامل معها ، لطالما ارادت الحصول عليه والتقرب منه الى درجة اقامة علاقة معه على سرير واحد لايفصلها سوى حرارة جسدهما المثيره !
أمسك مقبض الباب يحاول الخروج لم يشعر الا ويديها تطوقان خصره من الخلف تتشبث به بقوة تضع رأسها على خط كتفيه العريضين ، انها تبكي بهدوء دون ان يسمع صوتها
" أحتاج اليك ابقى معي قليلاً بعد "
يشد اصابعه على مقبض الباب الذي لولا انه من الحديد لكان قد تحطم تحت قبضته ،، افلت يدها من على محيط خصره
يسيطر على اعصابه بصعوبه
" اما ان تكوني بارعه في التمثيل أو انك عاهرة من النوع الطاهر ، ولا تسأليني كيف اجتمعتا "
انزلت يدها دون اصرار ثم التفتت الى الجهة الاخرى
" رافقتك السلامة كُن بخير "
لم يهتم الى ذلك الانكسار ، تلك الدموع ممزوجة بالكحل الذي اختلط مع حِلكة سترته ، لطالما كانت نقطة ضعفه ، لكنه كان يحاول تركها بإصرار
"لايجب ان تختلط حياتها القذرة بحياتي "
قال ذلك بينما يفتح باب السيارة ويرمي بجسده أمام المقود بغضب لم يهدأ برؤيتها منكسرة بل أشتعل بشكل اسوء أمام جمال ساقيها المثيرة التي كانت شغفه منذ خمس سنوات ، جسدها الممشوق ، متناسق بإحترافية، على الرغم من انها لم تكن من حساباته للزواج الا ان جسدها كان يجعله ينتظر الحصول عليه بفراغ صبر ، ولأنه كان يحب فتاة اخرى ، هذا الشيء الوحيد الذي ابعده عن فتنتها ، لم يرغب بأن يؤذيها وهي تأتي اليوم وفي رحمها طفلٌ من رجل يجهله لتنسبه اليه بكل وقاحة...

أزهار الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن