في يوم جلسة المحكمة الثانية التي كان موعدها الساعة الحاديه عشر والنصف في الثاني والعشرون من شهر اغسطس استيقظ ريان الساعة الخامسة على صوت رنين الهاتف بعد ان وصلته عشرات الرسائل من المشفى ، فز من نومه يصرخ بسبب ذلك الحلم المرعب نهضت ميرا من فراشها تحاول ايقاضه ، كان يصرخ "ميرا ميرا" دون وعي
" ريان إستيقظ مالامر؟ "
تهزه بقوة ،نظر اليها بعيون حمراء هلِعة يرتجف بخوف ، أشاح بنظره الى ملائات السرير مازال يرى الدماء عليها إلا انها كانت نظيفة تماماً
" هل ... هل انتِ بخير؟"
مازال لم يستطع تمييز ماحدث
" بخير ريان انه كابوس إهدأ "
يتلفت حوله يلمس الملاءات بيديه
" دماء .. انها دماء.. انتِ لم تقومي بالأنتحار صحيح انتِ بخير ؟"
يمسك وجهها بكلتا راحتيه
" أنا بخير لا يوجد دماء على السرير ريان إهدأ ..إهدأ "
وما إن استوعب مايدور حوله حتى سمع رنين الهاتف يتردد الى اذنه ، اسرع في الرد عليه انه احد الاطباء المقيمين، حيث اخبره بأن عوائل مجموعة من المرضى قد سببوا فوضى في المشفى وهم يطالبون بإقالتك
" ماذا؟"
صرخ بالهاتف وكأن الرجل له يد بما حدث رمى هاتفه، بعدها فز واقفاً من السرير وبدون اي تخاذل ارتدى ملابسه بسرعة والتقط مفتاح السيارة ينزل السلالم دون حذر الى الخارج مستقلاً سيارته ، اخذ يقود بسرعة الى ان وصل الى المشفى ، وجد الفوضى تعم المكان اولئك الاشخاص يطالبون بإقالته من منصبه كمدير مشفى
"يقفون أمام المبنى منذ ساعات أحتجاجاً"
قال ذلك رجل الامن الذي يحرس باب المشفى، بعد ان طردوهم من قسم الطوارئ أثاروا ضجة في الخارج ولم يهدؤا حتى وصلت سيارات الشرطة الى موقع الاحتجاج قبل ان يتدخل ريان بالامر ، بعدما نزل من سيارته أوقفته الشرطة أمام المدخل يرافقهم مجموعة من الصحفيين يتناقلون فيما بينهم خبر موت عدد من المرضى بسبب إهمال الاطباء وإعطائهم دواء منتهي الصلاحية ، بالطبع ريان لم يفهم شيء مما يحدث ..
تقدم أحد الضباط الى ريان وطلب منه الذهاب معهم ! وبعد أن تسائل
"ماالذي يحدث سيدي الضابط ؟ حقاً لااعلم اي شيء عما يتحدثون عنه"
يقف أمامه بتلك البدلة الرسمية ،النجوم التي اخذت جزءاً من كتفيه لتزيده هيبة وصلابة يُجيبه بكل إحترام وتعاون
" ستفهم كل شيء في مركز الشرطة ستأتي معنا لوقت قصير فقط"
وما أن وصلوا الى مركز الشرطة أدخلوه الى غرفة التحقيق فوراً ، وبعد تبادل الحديث بينه وبين المحقق الذي أخبره بتهمته كطبيب فاسد يأخذ المال من الناس دون اعطاءهم العلاج وقد توفي العديد من المرضى على يديه ،
"العوائل رفعوا دعوى قضائية ضدك لإقالتك عن العمل وسحب رخصة ممارسة الطب منك ماقولك حول هذا الامر؟"
اجابه ريان بفراغ صبر
"انا اطلب المحامي"
رد عليه بسخرية "دكتور ريان لو كنا نريد ان نتعامل بشكل قانوني لما جئنا بك الى هنا "
ثم رمى أمامه بعض الاوراق قائلاً
" وقع على التنازل عن الدعوى التي رفعتها وستخرج خلال دقيقة، لديك ساعة واحدة لأتمام الامر قبل ان تُغلق المشفى وتشمع بالشمع الاحمر وكذلك فأنك ستحاكم بتهمة القتل المتعمد"
فز من مكانه بغضب
"هل هددتني للتو؟"
لقد نفذ صبر المحقق ،ضرب الطاولة بالاوراق التي كانت بيده
"إسمع أنت ستوقع على هذه الاوراق شئت أم أبيت في النهاية نحن من سيكسب القضية وانتم من سيعاني وبالتأكيد يا"ثم اشعل سيجارته البنية ونفث الدخان بوجه ريان واكمل
"دكتور ريان لن يؤخذ بشهادتكم ياعزيزي لانكم انتهكتم القانون "
" انتهكتم القانون؟ من تقصد ؟"
ينفث دخان السيجارة بملل يرفع شعره الى الاعلى بغضب ، انه من اصعب المحققين وافسدهم في هذا المركز
" هذا ليس شأنك ركز بما انت هنا لأجله"
يشدد على قبضته كل مااجتاح عقله هو ضربه لكنه مازال يسيطر على غضبه بصعوبة ان إعتدى على المحقق بالضرب سيفقد آخر فرصة له للنجاة ..
أنت تقرأ
أزهار الياسمين
Romanceليس المرض هو ماكان يجعل من حياته صعبة ، لكنه ذلك العجوز اللعين ! يحملون دمائي يجب أن يطيعوني! بين الماضي والحاضر هناك فجوات مظلمة ليس من السهل الخوض في الحياة دون الوقوع فيها،التمرد والغطرسة، حب الذات والرغبة في الحرية ، الخوف من المجهول ،إنعدام ال...