في احد الايام ، كانت تجلس مع ميني بملل لا شيء يفعلانه بعد انتهائهما من مراجعة دروسه
تثاءبت بملل : ماذا علينا ان نفعل الان
ميني : لا اعلم
هيورين : لدي ما اسألك عنه
ميني : تفضلي
هيورين : هل تحب دونغهي ؟
ميني : ما هذا السؤال -_-
هيورين : اخبرني هياا
ميني : اجل بالتاكيد فهو كل عائلتي الان
هيورين تبتسم : وهل سبق لك ان اخبرته بذلك ؟
ميني : اخبره بماذا !!
هيورين : انك تحبه
ميني : ما المهم باخباره ذلك ، هو يعلم انني احبه
هيورين تمط شفتيها : يجب عليك اخباره بمشاعرك ألا تظن ان ذلك سيوطد العلاقة بينكما
اعني انني متأكدة ان كلاكما يحب الاخر ويهتم به ولكنكما لا تظهران ذلك
ميني : ما الفائدة من كل هذا
هيورين : انا احب والدتي كثيراً واخبرها انني احبها كل يوم عند استيقاظي صباحاً وعند عودتي من العمل مساءاً
ميني بخجل : الا تظنين ان ذلك محرج
هيورين : ابداً بل انه يشعرها بالسعاده وافرح انا ايضا عندما تقول لي انها تحبني
سيكون هذا عنوان درسنا لليوم ، عليك ان تكون صادقاً وصريحاً مع كل من حولك
اظهار مشاعرك الايجابية للناس سيجعلك شخصاً محبوباً وصادقاً
اخبر كل من تحبهم انك تحبهم ؛ لن يجلب لك ذلك الا السعادة وستكسبهم الى جانبك
ميني : كيف يمكنني قولها ببساطة !!
هيورين : ان كنت تشعر بها فستقولها ...
لمحت السيد يون يمشي من بعيد فنادت عليه لتوقفه واتجهت نحوه مع ميني
هيورين تبتسم : سيد يون انا احبك ..
السيد يون متفاجئاً : اوه وانا ايضاً احبك يا ابنتي * اضاف ممازحاً * ولكنني سبق وتزوجت منذ وقت طويل ..
هيورين تضحك : اذاً فقد فاتني القطار
السيد يون يغمزها : ليس تماماً هناك من هو اكثر شباباً مني واكثر وسامه ..
هيورين بخجل : ااه لكنني لا افكر بالرتباط افضل البقاء حره ..
ميني : ما الذي تقصدانه !!
هيورين : اوه ميني هيا اخبر السيد يون بمشاعرك نحوه
ميني : لا يمكنني .. كيف افعلها ؟!
هيورين : اغمض عينيك وفكر بمشاعرك نحوه وستتكلم بنفسك
ميني يغمض عينيه : عمي يون انا احبك حقاً واشعر بالامتنان نحوك لانك تعتني بنا جيداً ..
السيد يون : ياه هذا اسعد ايام حياتي ، اشكرك يا صغيري فانا احبك ايضاً ويسعدني ان تكون سعيداً
هيورين تمسك يد ميني : هيا بني اليه فانت مستعد الان
ميني : لكن خالي ...
هيورين : هيااا دعك من الخجل ..
دخلا مكتبه ليجداه يجلس باسترخاء وهو يشرب فنجاناً من القهوة الداكنة ويستمع لموسيقى كلاسيكية ليرخي اعصابه
هيورين : سيدي لدا ميني ما يرغب في قوله لك
نظر الى ميني ليحثه على الكلام بينما ذلك الاخر يضغط على يديه بتوتر ولا يعلم من اين يبدأ
" انا احبك ... "
تكلمت بدون تفكير ؛ ارادت تشجيع ميني فحسب دون ان تدري انها بكلمتها تلك فجرت القنبلة الكامنة في صدره ..
نظر اليها بعينيه المتسعتان ، جف حلقه ، وتعالت ضربات قلبه معلنة مدى خطورة كلمتها تلك عليه
هيورين تبتسم : هيا ميني يمكنك قولها كما فعلت تماماً
رمش بعينيه عدة مرات عاقد الحاجبين في محاولة يائسه منه لاستيعاب ما يحدث
ميني بتوتر : خالي .. انا .. انا احبك حقاً ، اعتذر لانني دائماً ما اسبب لك المشاكل واقلقك علي
لكنك الان كل عائلتي واقرب الناس الى قلبي بحق ، لولاك لا ادري كيف كنت سأعيش ..
عم الصمت في المكان لدقائق كانت كافية لدونغهي بفهم كل ما يحدث لكنه لم يجب على كلمات ميني
هيورين بنفاذ صبر : ماذا عنك سيدي ألن تخبره بمشاعرك الحقيقية ..؟
دونغهي ببرود : يمكنكما المغادرة الان
هيورين : ماذا !!!
دونغهي ينظر الى ميني : اشكرك ..
هيورين : ذلك فقط !
ميني بخيبة : لنغادر الان انسه هيورين
نظرت اليه بغضب قبل ان تلتفت مغادرة خلف ميني لمواساته
هيورين : ميني لا تحزن انه فقط شخص عنيد ولا يجيد التعبير عن ما يشعر به
ميني يبتسم بحزن : لا تقلقي انا بخير ، اعلم جيداً انه يهتم لأمري ويعتني بي دائماً حتى لو لم يعترف بذلك ..
هيورين : سيعترف بذلك عاجلاً ام اجلاً .. يبدو ان درس الاعتراف بمشاعرك ومصارحة من حولك سيكون للسيد دونغهي ايضاً ..
ميني : ما الذي تنوين فعله !!
هيورين تبتسم بثقه : سأجبره على الاعتراف ، اما انت فسيكون عليك ان تخبره انك تحبه كل يوم
ميني : كل يوم !!!
هيورين : اجل ...
تركت ميني بعد ان حان وقت قيلولته وعادت الى مكتب دونغهي
حدقت فيه لثوانٍ غاضبه ولم يكن منه الا ان يتجاهلها كانها ليست موجودة حتى
هيورين بغضب : كيف تمكنت من فعل ذلك ؟
دونغهي ببرود : ما الذي فعلته
هيورين : تركته يذهب خائباً ، كل ما اراده ان يسمع منك كلمة لطيفه .. ان تخبره كم تحبه ..
دونغهي : الا يمكنك ملاحظة اني مشغول ولا وقت لدي لسخافاتك
هيورين بعناد : انها كلمة واحدة فقط ما الذي ستخسره ان قلتها له !
دونغهي : انا اعمل الان ..
اقتربت منه حتى اصبحت امامه مباشرة ؛ تأملت عينيه وكذلك فعل
همست : احبك ...
ارتجف قلبه للمرة الثانية في هذا اليوم ؛ تجاهله لنبضاته الخائرة نحوها يلبكه عند سماعها تنطق هذه الكلمة امامه
هيورين : ارأيت انها مجرد كلمة بسيطة
تمالك نفسه ، بصعوبة جمع بعثرته ، فتاة مثلها تعبث باوتار قلبه وتعزف عليها سيمفونيه يكره ترددها بداخله ..
مجرد كلمه بسيطة من اربع احرف تقسمه نصفين لخروجها من شفتيها
تغتاله كزلزال ، تجتاح نبضه كالعاصفة ، تشن بداخله حرباً طاحنة بين قلبه وعقله ..
دونغهي ببرود : انت تزعجينني ..
هيورين : لن اتركك وشأنك حتى تقولها لميني فهو ينتظرها منك
دونغهي : افعلي ما شئتِ .
تجاهلها وعاد للعمل باكوام الملفات على مكتبه . اما هي فقررت عدم الاستسلام
بقيت تحوم حوله ، تزعجه بكل الطرق وتحاول تشتيت انتباهه عن العمل
دونغهي بغضب : الن تتوقفي عن جنونك !!
هيورين : ستتخلص مني ان قلتها له
دونغهي : او ان قمت بطردك والتخلص منك نهائياً
هيورين بثقة : لا يمكنك طردي
دونغهي : لا تختبري صبري حتى لا ينتهي بك المطاف مكسورة الجناح بلا عمل
هيورين : لن يسمح لك ميني بطردي
دونغهي : لا تدفعي حظك كثيراً حتى لا تصدمي بالنهاية
هيورين : الم تشعر بالسعاده ؟
نظر اليها بغير فهم فتابعت : عندما اخبرك انه يحبك الم تشعر بالسعادة ، الم يتسلل الى قلبك شيء من الامل ان هناك على هذه الأرض من يحبك بصدق ويعدك عائلته ..!
صمت لوهلة ، هو بالتأكيد فرح بما قاله ميني لكنه يعجز عن الاعتراف بذلك .. يعجز عن قول ما يدور في خلده ..
هيورين بسعادة : من النظر في عينيك اعلم كم انها اثرت بك .. وكم انت سعيد بوجوده في حياتك ..
دونغهي ببرود : لقد اخرتني عن عملي كثيراً
رمت نفسها على الاريكة الداكنة التي في مكتبه بغيظ
هيورين بيأس : فقط لمرة واحده اعترف بما في قلبك لمَ انت عنيد هكذا ، ما الذي ستخسره ان قلتها له واسعدت قلبه
تجاهلها وعاد لعمله ، حتى هو لا يعلم لماذا يصعب عليه ان يقولها ..
اما هي فمن كثرة تفكيرها بوسيلة تحثه على الاعتراف استسلمت للنوم بدون ان تشعر ..
مضت نصف ساعة دون ان يسمع صوتها المزعج وهي تتذمر من بروده وهدوئه ..
نظر اليها ليجدها تغفو على اريكته ، نهض من مكانه واقترب منها
تأمل شعرها المبعثر بعفوية حولها ، بشرتها البيضاء الصافية وجفنيها المتعانقين ..
عنقها البيضاء وخط ترقوتها البارز وشفتيها الكرزيتين اللتين تقطران حلاوة يشتهي تذوقها ..
تنهد بانزعاج من افكاره التي تسبقه بعيداً اليها في كل مرة يتأمل جمالها الأخاذ
خلع سترة بدلته ووضعها عليها برفق فتحركت بانزعاح وهمست بصوت أخذه النوم : احبك ..
نظر اليها بتعجب قبل ان يسحب السترة ويرميها على رأسها بغيظ لتصمت وعاد لمكتبه ..
حتى في نومها لازالت تذكر تلك الكلمة امامه دون ان تشعر بكمية المشاعر التي تحييها بداخله ..
عاد لعمله الممل وهو يشعر بانفاسها النائمه تحيط به .. لشدة رقتها تخنقه ..
تشن عليه حرباً تسحق بروده ، تنهال عليه كالمطر في صيف حارق .. فتبلل جفاف روحه وتهوي به عميقاً في بحر الحب دون ادراك ...
مضت عدة ساعات حتى افاقت من نومها ، نظرت حولها بهدوء حتى استوعبت اين كانت تغفو
نظرت اليه بخوف لتجده على حاله يعمل
نظرت الى سترته التي كانت عليها ، شعرت بدفئها فابتسمت بحماقه ..
أهو دفئه ذلك الذي غمرها أثناء نومها .. قربت السترة من وجهها لتشتم رائحة عطرة المثير العالقة بها ..
شعرت كما لو انها في حضنه مجدداً .. عادت بذاكرتها الى اليوم الذي اصابت قدمها به وحملها بين ذراعيه القويتين ..
ذات العطر الشهي ، وذات الشعور بالدفئ والضياع برجولته المشبعة بالفتنه ..
افاقت من غفلتها على صوت تقليب الاوراق بين يديه، حتى اللحظة لم يشعر باستيقاظها
فاغتنمت الفرصة لتتأمله بهدوء ، كانها تراه للمرة الاولى على طبيعته
منغمس في العمل وفقد الاحساس بكل ما حوله ، عقدة حاجبيه لا تنفك عن جبينه ابداً ..
عروق يديه البارزة الغارقه في كومة من الاوراق ، شعره الذي تأبى خصلاته الا السقوط على عينيه ..
فيبعدها بانزعاج لتظهر عينيه ذات السواد الحزين والجمال العميق ..
أنت تقرأ
" سيد الظلام "
Fanfictionسيد الظلام .. رجل رافق وحدته طويلا .. عايش فصول الألم وتقلباته .. حتى اقتحمت وحدته .. قلبت موازين حياته ، غيرت الوان عالمه بيديها .. بقلبها وبابتسامتها .. هل يجد النور أخيراً بين يديها بعد ان غرق في الظلام حتى اذنيه ..!! ماذا عن القدر هل سيسمح له...