مر يومين منذ ذلك اليوم المشؤوم ، لم تبارح فراشها وما كان منها سوى ان تسرح بالفراغ او ان تبكي
لا تعلم كيف ستكمل طريقها، وكيف تتغلب على الظلام الذي نبت في قلبها وبدأ بابتلاعها ..
تشعر انها قد بدأت تفقد ثقتها بالاخرين وتشفق على حالها القديمه وتنظر الى نفسها باستخفاف ..
تشعر انها كانت فتاة غبية حتى الان ، وان ما قاله دونغهي من قبل كان. صحيحاً
انها فتاة مريضة بالثقة المفرطة وبمحاوله النظر الى الحياه بعين التفاؤل
كان صادقاً حين قال انها ستتألم كثيراً عندما ستستيقظ من غفلتها وتدرك انها لا تعيش في ذلك العالم الوردي الذي تصورته ..
لم يكن هو أفضل حالاً منها ، يجلس في مكتبه بملامح باردة تخفي ما في قلبه من ألم
يترك الموسيقى الكلاسيكية تصدح في ارجائه الميته علها تغلب صوت صراخ قلبه وصوت صدى تكسره على يد الفتاة الوحيده التي سكنته ..
تلك الفتاة التي أحيت خراب قلبه وبثت فيه انفاسها رغماً عنه .. ثم بلحظة واحدة اقتلعت كل ما انبتته فيه من حياه وخنقت انفاسه بكلماتها القاسيه ..
كيف امكن ذلك الملاك الذي عرفه ان يخرج كل تلك القسوة وان تجرحه بهذا العمق
لكن اكثر ما يؤلمه ليس كلماتها البارده ، وليس رحيلها بتلك الطريقه
بل انه وقف عاجزاً عن حمايتها ، لم يتمكن من حمايتها من تلك الخيبة التي تسللت الى قلبها بينما كان يحدق بها كالأحمق ..
هو الذي عاهد نفسه ان يقف في وجه الريح والعواصف حتى لا تنحني زهرتها الرقيقة ، لكنه لم يستطع ان ينقذها من الانكسار امام عينيه ..
قرر أخيراً الذهاب اليها ، علها تمسح آثار ما احدثت فيه من أذى وتضمد قلبه الدامي بابتسامتها .. بحبها وبكل ما فيها ..
طرق على باب منزلها وانتظر بعض الوقت حتى أطلت والدتها بوجهها الشاحب
نظرت له متسائلة من يكون فانحنى لها باحترام وتحدث : انا لي دونغهي سيدتي ، اذا سمحتِ لي أرغب بالتحدث معك قليلاً
تغيرت ملامحها للحزن ولم يكن منها سوى ان افسحت له المجال ليدخل منزلهم بهدوء
بحث بعينيه اللاهثتين عنها بلا جدوى فجلس على الاريكة بأدب وكذلك جلست والدتها مقابلاً له
والدة هيورين : ما الذي جاء بك سيدي ؟
دونغهي : أتيت للاعتذار ..منك ومن هيورين
والدتها : تعتذر عن ماذا !!
دونغهي : عما صدر من السيدة مين يونغ ، اعلم ان ذلك سبب لكما الكثير من الالم ودمر حياتكما
والدتها بتفهم : ليس عليك الاعتذار ، لم يجبره احد على سلك ذاك الطريق
هو من اختاره بارادته وانا لا القي اللوم عليك او حتى على والدتك ..
دونغهي : ماذا عن هيورين .. هل هي بخير
والدتها تتنهد : كان وقع الأمر عليها كبيراً وحتى الان لم تشفى تماماً من صدمتها ..
دونغهي : أكنت تعلمين بالأمر مسبقاً سيدتي لا تبدين مصدومة جداً !
والدتها : اجل اعلم منذ وقت طويل ، عندما اتى والدك الي للبحث عن زوجته و .. زوجي ..
دونغهي : والدي كان يعلم انها مع السيد كيم ايضاً !
والدتها : بلى ، كان يبحث عنهما في كل مكان ووصل الي
دونغهي : اعذريني ان كنت ازعجك ، ولكنني لا اعلم احداً غيرك اسأله كيف حدث ذلك ، كيف تقابلا ووصل بهما الأمر لهذا ؟؟
والدتها : كان زوجي يعمل سائقاً خاصاً للسيدة هذا كل ما كنت اعرفه ، اظنهما قررا ذلك معاً خلال ذلك الوقت
دونغهي بحزن : كان قدراً متشابكاً بالفعل ...
والدتها : ما الذي تعنيه لم افهم !
دونغهي : أيمكنني رؤيتها ؟
والدتها تنهض : سأخبرها بوجودك لتتحدث معك
نهضت الى غرفة ابنتها تعلمها ان سيد الظلام في منزلهم يود التحدث معها
لم تكن تلك الأخيرة في حال يسمح لها بالتحدث مع أحد خاصة هو ..
هيورين : لا ارغب في الحديث معه ، دعيه يغادر
والدتها : تكلمي معه يا ابنتي فقد اتى كل هذا الطريق ليتحدث معك
يبدو انه حزين ويتألم مما حدث وقد اعتذر مني بالنيابة عن والدته
هيورين تصرخ : وما الفائدة من الاعتذار ، لقد سلبتنا والدته ابي وماذا بعد
هل سيصلح اعتذاره شيء ، دعيه يرحل لا ارغب برؤيته ابداً
والدتها : لا تصرخي هكذا سيسمع صوتك ، ثم انه لا شأن له بما حدث
هيورين تبكي : لا اريده ، لا اريد رؤيته او رؤية احد من عائلته ، لقد افسدوا حياتنا يا امي
لا اطيق النظر في وجهه ، انه يشبهها ، يملك ملامحها الباردة والقاسيه ..
اذا نظرت اليه ستتجسد امامي بخيالها اللعين وهي بجانب ابي .. وهما يرحلان معاً بلا ندم
امي انا مرهقة ، لا يمكنني الاستمرار بالعيش هكذا قلبي يؤلمني يا امي ولا شيء يطفئ ناره ..
ارجوك افهميني ، ساعديني يا امي ابعديه عني دعيه يختفي من هذا الوجود هو وعائلته وابي ...
دمعت عيناها على حال ابنتها الذي يشق الحجر من الشفقة عليها ..
تركتها عائدة لذلك الذي ينتظر في الصالة خارجاً ، كان يقف بلا اي تعابير
بدا وجهه خالياً من الحياة وهو يحدق بباب غرفتها البارد فجمد مشاعره ..
عندما تقابلت اعينهما انزل نظره للاسفل ففهمت انه سمع كل ما تفوهت به ابنتها بلحظة ضعف .. لحظة الم
![](https://img.wattpad.com/cover/110127708-288-k449409.jpg)
أنت تقرأ
" سيد الظلام "
Fanfictionسيد الظلام .. رجل رافق وحدته طويلا .. عايش فصول الألم وتقلباته .. حتى اقتحمت وحدته .. قلبت موازين حياته ، غيرت الوان عالمه بيديها .. بقلبها وبابتسامتها .. هل يجد النور أخيراً بين يديها بعد ان غرق في الظلام حتى اذنيه ..!! ماذا عن القدر هل سيسمح له...