السيدة : أهكذا تقابل والدتك بعد غياب دام لأكثر من عشرين عام !
دونغهي بغضب : انت لستِ والدتي وليس مرحباً بك في هذا المنزل أبداً
السيدة : لن أغضب على أسلوبك الوقح في مقابلة امك ، يبدو انك ورثت وقاحة والدك واسلوبه الفظ
دخلت هيورين مسرعة بعد سماعها صوت صراخهما الذي يعلو في المكان
تفاجأت .. ذهلت عندما علمت ان هذه السيدة لم تكن سوى والدة دونغهي الذي تخلت عنه منذ كان في العاشرة من عمره
دونغهي : ما الذي جاء بك بعد هذه السنين
السيدة : اتيت لرؤية ابني
دونغهي : اتمازحينني ، الان فقط تذكرتي ان لك ابن
السيدة : اود التحدث معك
دونغهي : ليس لدي اي رغبة بسماع حديثك
السيدة : لكنك مجبر على سماعي فأنا لن ارحل قبل ان اقول ما لدي
أدار ظهره لها ببرود وتكلم بكل ما لديه من برود : تكلمي ..
السيدة : الن تواجهني ؟
دونغهي : ان لم ترغبي في التحدث يمكنك الرحيل
السيدة : لا بأس ، اتيت لاراك ، لاعلم الى اي حال قد وصلت ، يبدو انك أصبحت نسخة طبق الاصل عن والدك
لديك قسوته وبرود اعصابه ، جبروته الذي كان يسحق كل ما حوله بلا ادنى رحمة ..
دونغهي : وهل تستحقين الرحمة
السيده : انا لم اخطئ معك ، انقذت نفسي من ذلك الرجل فحسب ، اتعد حمايتي لنفسي ذنباً
دونغهي ببرود : وماذا عن ابنيك اللذين تركتهما خلفك ، ألم تفكري ولو للحظة بهما قبل ان تديري ظهرك لهما !
السيده : اخترت الأفضل لكما ، لو أخذتكما معي لكنتما عانيتما بالتنقل من مكان لاخر هرباً من بطش والدكما
لو اخذتك معي ما كنت لتصل لما انت عليه الان ، انظر الى ثروتك ومكانتك ..
دونغهي : عانيت بما يكفي لاصل لما انا عليه الان ، لذلك لا تحاولي التظاهر بانك كنت تهتمين لمصلحتنا
كل ما كنت تفكرين به هو حريتك ، تخليت عنا حتى لا نعيق حياتك وهربتِ مع عشيقك اللعين
السيدة : كانت هذه الطريقة الوحيدة لابقى ، لو لم اغادر في ذلك الوقت كنت سأموت هنا
كان علي اعتباركما ميتين ، توجب علي نسيانكما لأحيى
دونغهي : كنا انا وميونغ هي العقبة في طريقك !
السيده : اجل ، تعذبت كثيراً حتى اتخذت قراري وتمكنت من الفرار
عانيت في محاولاتي لنسيانكما والتقدم بحياتي حتى اقتلعتكما من قلبي للابد
دونغهي : وما الذي تريدنه مني الان
السيدة : أريد المال ..
نظر لها بغضب ، نيران تشتعل بداخله ترغب باحراق قسوتها وبرودها
دونغهي : أكنت تلومين قسوة والدي منذ قليل .. ألا تملكين أي حياء ..!
لم اتوقع قط انك تملكين قلباً ولكنك لا تخجلين أيضاً من القدوم الي الان تطالبين بالمال !!!
السيدة : لست محتاجة للخجل ، لدي الحق بالمال مثلك تماماً فوالدك حتى موته لم يطلقني
لقد احتملته ما يكفي من السنين لاستحق امواله بعد وفاته
شد قبضته ليمنع نفسه من التهور ، يرغب بقتلها ، بالصراخ فيها حتى يفرغ ما كومته السنين في قلبه من الغضب عليها ..
شعر بيد هيورين تعانق يده بلطف ، تخبره انها معه ، وان كل شيء سيكون بخير فشد على يدها اكثر
دونغهي : غادري هذا المنزل ولا تعودي اليه مجدداً
السيدة : ليس قبل ان تعطيني ما احتاجه اعطني على الاقل ثمن اتعابي بتربيتك حتى اصبحت في العاشرة من عمرك
دونغهي ببرود : وتسمين نفسك أماً !
السيدة : لست اماً لأحد ..
تنبهت على يد هيورين التي تعانق يده قبل ان تغادر ببرود
تركته وحيداً بعد ان فتحت جروحة التي بالكاد اندملت فعادت لنزيفها الحاد
ضرب الطاولة امامه بغضب ، صرخ حتى برزت عروق رقبته
لديه رغبة جامحة بتدمير كل ما امامه لولا تلك الفتاة التي عانقته بسرعة لتخفف من حدة غضبه
تكلم بغضب : لماذا عادت الان ، لماذا بعد ان رأيت بصيصاً من النور عادت لتخنقني بالظلام
كيف يمكنها ان تكون بهذه القسوة ، كيف امكنها النظر في وجهي بعد كل تلك الاعوام من الغياب والخذلان !
هيورين تهدئه : اهدأ ارجوك ، تمالك نفسك
دونغهي : كيف يمكنني ان أهدأ وتلك المرأة تحاول تحطيم ما تبقى مني
شعر بدموعها التي بللت قميصه لكثافتها ، جسدها الذي يرتعش من البكاء وبحة الحزن في صوتها
هيورين : ارجوك .. ابكي ، لا تكابر أكثر ، فقط اخرج ما في قلبك من ألم
لم يجبها ، حتى لو حاول فلا يملك القدرة على البكاء ، حتى الدموع خذلته وغادرته منذ وقت طويل
بات يعجز عن استحضار الدموع ، احيانا من عمق الوجع تغادرنا الدموع
حتى لو حاولنا ذرفها واستجديناها لترحم قلباً فاض به الشجن ما كانت لتخلع ثوب كبريائها وتحضر بجليل قدرها ..
مسحت على ظهره بنعومة ، لأول مرة تشعر بهذا البرد من جسده ..
كأنها أحيت الجليد في قلبه وعاد لينتشر بين عروقه يجمد كل ما تطوله يداه فيه ..
لم تتركه لوحده خلال ذلك اليوم ، رغم ما بدا منه من تماسك .. من برود وهدوء
كانت وحدها تدرك كيف هزم الألم قلبه ، وأحيى فيه اوجاعاً ظن انه تخطاها
تكلمت بعد صمتٍ دام طويلاً : سيكون من الأفضل تخطي ما حدث اليوم كأنه لم يحدث
دونغهي : هي لا تهمني كثيراً ، تفاجأت لظهورها فحسب لكنني لن اسمح لها بتدمير حياتي من جديد
هيورين بحزن : في الواقع ، ظننتها ستطلب عفوك وتحاول اعادة المياه لمجاريها .. لكن ..
دونغهي : هي لا تؤمن بانها أخطأت ، لو كان لديها ولو شعور بسيط بالذنب كنت لاتخذ لها عذراً لكنها لا تملك قلباً ..
هيورين : كل شيء انتهى الان
دونغهي : لست متأكداً ، اظن انها ستعود مجدداً لتحصل على ما تريده
هيورين تغير الموضوع : لكنك رجل قوي !
دونغهي : ما الذي تقصدينه ؟
هيورين : اعني انك تماسكت جيداً لو كان اي شخص اخر غيرك ما كان ليتمكن من الصمود ، وستبقى كذلك لو عادت
دونغهي : انها الطريقة الوحيدة للبقاء في هذا العالم ، لو كنت سأنهار مع كل ضربة موجعة عندها لن اتمكن من الاستمرار
اعتدت ان اواجه الالم حافياً ، ربما هي كثرة الخيبات التي واجهتها جعلت مشاعري تتبلد
لم يعد لدي ما أخسره لذلك ، سأنهض بعد كل صفعة يوجها لي القدر وانسى ...
هيورين تبتسم : يسعدني انني احسنت اختيار الرجل الذي احبه ، وجودك بجانبي سيشعرني بالامان دائماً
سأجد كتفك لأستند عليه كلما واجهت موقفاً صعباً ، وانت ستكون هناك لمساعدتي على النهوض كلما سقطت ..
دونغهي : اما انا فلم يكن حبك اختياري ، منذ البداية كان قدري هو من يتلاعب بي ولم يأخذ بالاً قط لرغبتي او ارادتي .. هو يحكم .. وانا انفذ ..
اتسعت ابتسامتها وهي تسند رأسها على كتفه لا تعلم كيف انقلب الحال هكذا
كانت هي من تقف بجانبه وتحاول مواساته ، لكنه انتهى بها المطاف ليطمئنها هو ويشعرها بالأمان الذي تحتاجه ..
اما هو فكان سارحاً بأفكاره وهو يداعب شعرها الحريري الذي انزلق على صدره من عناقها ..
يفكر بالحمل الكبير الذي تركته على عاتقه هذه الفتاة، يدرك تماماً انها بقدر قوته ضعيفة ..
فتاة هشه رقيقة ، يمكن لنسمات الهواء العابرة ان تجرحها ..
وهو من يجب عليه حمايتها ، هو من سيقف بوجه كل الرياح التي تهدد براءتها ويتصدى لكل ألم يحاول العبث بحياتها ..
من اجلها سيحارب ، بعد ان وجد سبباً للحياة وشخصاً يرغب بالبقاء معه وعدم خسارته
لن يسمح لأي شيء ان يؤذيها او ان يمس طفولتها وروحها الجميلة ..
في اليوم التالي ، فور وصولها كانت السيدة مين يونغ تحاول الدخول لرؤية دونغهي لكن السيد يون يمنعها
السيد يون : أخبرتك سيدتي ان السيد يرفض رؤيتك ارجو ان تغادري في الحال
السيدة : لن أغادر حتى اقابله
السيد يون : ارجوك سيدتي ..
قاطعته بتدخلها : ما الأمر سيدتي ؟
نظرت لها باستهزاء : لست مهتمة بالحديث معك يا صائدة الثروات
هيورين : عذراً سيدتي !
السيدة : أتظنين انني حمقاء ولن اتمكن من ملاحظة ما يدور بينك وبين دونغهي
هيورين : ولكنني لست صائدة ثروات
السيدة : اذا لم تكوني كذلك فما الذي يجعلك تتقربين من شخص منتهي مثله
هيورين : منتهي !!
السيدة : ألا يبدو ذلك واضحاً من النظر الى عينيه ، انه رجل ميت من الداخل لا يملك اي مشاعر
هيورين : هذا ليس صحيحاً ؛ قد يبدو بارد الملامح ولكنه يمتلك قلباً أطهر من الثلج وانقى من الماء
السيدة : لا تهمني العلاقة التي تجمعكما او رأيك به ما يهمني هو استرداد حقي
هيورين : ألا تملكين قلباً بداخلك ؛ ألم تشعري بالندم ولو لمرة لتخليكي عن ابنائك
كيف امكنك الظهور بعد كل تلك السنوات كأن شيئاً لم يكن وتطالبي بالمال
قد اعذر قسوتك في سنين الغياب ، ولكن عندما رأيته على تلك الحال ألم يرأف قلبك له
أحقاً لا ترغبين في البقاء بجانبه ، بتعويض الحرمان الذي دام طويلاً
السيدة : كما أخبرتك سابقاً لم يعد لدي أبناء فقد ماتو منذ وقت طويل من قلبي
هيورين : ارجوك سيدتي ، لابد من وجود ولو جزء بسيط من الحب في قلبك له
اذهبي اليه ، اعتذري منه ، حاولي ان تنالي سماحه وابقي معه
والده الذي فريت هاربة منه قد توفي بالفعل فما الذي يمنعك عن ابنك !
السيدة : لدي حياة جديدة مع رجل احبه ولا اريد اي شيء يذكرني بذلك الماضي
هيورين : لكن دونغهي لا ذنب له بكل ما حصل بينك وبين والده .. بل كان هو الخاسر الأكبر بما حدث
السيدة : لقد ضيعتي من وقتي ما يكفي ، أريد ان ارى دونغهي الان
نظرت لها بيأس ، ايقنت ان قلبها من حجر ، فكيف تلوم برودة دونغهي وقسوته بينما نشأ في هذه العائلة !
تركتها وذهبت اليه ، كان يحبس نفسه بمكتبه كي لا يواجه والدته ثم انفرجت اساريره لرؤية هيورين
هيورين : صباح الخير
دونغهي : تأخرتي كثيراً
هيورين بحزن : انها في الخارج
دونغهي : لا يهمني أمرها كثيراً
هيورين : ماذا لو حاولت
دونغهي : احاول !
هيورين : اعني ربما لو اعطيتها فرصة وحاولت التقرب منها ، لازال لدي بعض الأمل ان بداخلها شيء من الحب لو كان بسيطاً
دونغهي : لابد انك جننتي
هيورين : ربما لو عاملتها بلطف واعطيتها المال الذي تريده ، اعني هي لم تأتي بهذا الاصرار الا لانها بحاجة ماسة للمال
قد تكون هذه هي الخطوة الأولى لعودة المياه لمجاريها
دونغهي : اتريدين مني ان أذل نفسي لتلك المرأة التي لا تهتم لوجودي حتى !
هيورين : محاولة كسب قلبها لن يكون ذلاً لك ، بل ستكون الرابح الاول والأخير اذا تمكنت من كسبها لجانبك وستعوض كل تلك السنوات التي لم تكن معك فيها
من يدري ربما يكون القادم اجمل لكليكما ، ما الخطأ في محاولة فتح صفحة جديدة !
دونغهي : هيورين انت لا تفهمين ، هذه المرأة لا تملك قلباً بداخلها ولا يمكنها ان تحبني
اي صفحة جديدة وهي قد مزقت الدفتر بالفعل ، لا يمكن لشيء ان يجمعنا الان سوى الكراهية المتبادلة ، لا يمكن
هيورين : اعلم انك رجل قوي ، وليس لديك ما تخسره
دونغهي : هذا جنون
هيورين : سأكون معك في هذا الجنون ، ما أسوء شيء قد يحدث ، ان ترفض ، فليكن .. ستكون قد حاولت على الأقل وتعود الى هنا .. الى هذه النقطه
دونغهي : كيف سنبدأ
هيورين تبتسم : من مكان اقامتها ، لنذهب اليها في الغد ونتحدث معها بهدوء
دونغهي : لا رغبة لدي برؤيتها او عودتها
هيورين : قد تكون هذه خاتمة الأحزان ، وبداية لحياة مليئة بالفرح ..
في اليوم الذي يليه ، تجهزت للخروج الى عملها ، توقفت عن والدتها اولاً
هيورين : امي تمني لنا الحظ ، فنحن بحاجة له اليوم
والدتها بتعجب : لماذا ؟!
هيورين : سنذهب انا ودونغهي لمقابلة والدته وسنحاول استمالة قلبها لابنها ..
انتفضت والدتها من مكانها بغضب وقد تغيرت ملامحها فجأة
هيورين : ما بك ؟
والدتها : لا يمكنك ، انت لن تذهبي لأي مكان
هيورين بتعجب : ما الذي تقولينه يا امي ، يجب ان أذهب مع دونغهي فهو بحاجتي
والدتها بعصبية : أخبرتك انني لن اسمح لكِ بالذهاب ، ومن اليوم انت لن تعودي لذلك المنزل ابداً وستقطعين علاقاتك به كلها ، واولها مع هذا الرجل
هيورين : لا يمكنني ، لا افهمك يا امي لماذا تحاولين ابعادي عن السعادة بعد ان وصلت اليها أخيراً
والدتها تمسكها من ذراعيها : افهميني ارجوكِ ، لا اريدك ان تتأذي
هيورين : دونغهي لن يؤذيني ، نحن نحب بعضنا افهميني انت يا امي ارجوكِ
والدتها : لابد انني افرطت بدلالك حتى اصبحت تعارضين كلامي وترفعين صوتك علي
لن تذهبي الى اي مكان وستبقين في المنزل ، لن اسمح لك برؤيته ابداً
هيورين : لا يمكنك ، دونغهي يحتاجني ؛ وقد وعدته بالبقاء معه هذا اليوم لذلك .. انا سأذهب اليه ..
حاولت والدتها منعها ولكنها تجاهلت نداءاتها المتواصله وذهبت الى القصر
دخلت مكتبه ، كان يدور فيه متوتراً وسرعان ما تنهد عند رؤيتها
حاولت اخفاء حزنها والدموع التي اغدقت وجهها طول الطريق الى القصر ولشدة توتره لم يلحظ انتفاخ عينيها
هيورين : ما بك
دونغهي : لدي شعور سيء لهذا الأمر ، دعينا نتوقف هنا
هيورين : انت متوتر فحسب ، لنذهب الانمع انو التفاعل ع البارت السابق كان كتير سيء بس قلت بكفي لازم ينزل بارت جديد
شكرا لكل المتابعين يلي.تعبو وهنه يصوتو ويطلبو من الباقيين يصوتو وبعتذر عن تأخري عليكم
بتمنى هاد البارت يوصل ل30 فوت لحتى.ينزل البارت يلي بعدو
بانتظار ردودكم على احر من الجمر

أنت تقرأ
" سيد الظلام "
Fanficسيد الظلام .. رجل رافق وحدته طويلا .. عايش فصول الألم وتقلباته .. حتى اقتحمت وحدته .. قلبت موازين حياته ، غيرت الوان عالمه بيديها .. بقلبها وبابتسامتها .. هل يجد النور أخيراً بين يديها بعد ان غرق في الظلام حتى اذنيه ..!! ماذا عن القدر هل سيسمح له...