" سيد الظلام "

Part 5

مضى شهرها الاول في العمل سريعاً مليئاً بالاحداث المدوية التي غيرت مجرى قلبها ..
تمكنت في الاونه الاخيره من تجاهل مشاعرها حتى ظنت انها اخمدتها قبل ان تحترق بها.
كانت قليلاً ما تتصادم مع دونغهي او تتحدث معه لكنها لم تتوقف ابدا عن اهدائه ابتسامتها لتشعل الأمل في قلبه ..

خلال نهار احد الايام ، كانت كعادتها تجالس ميني بعد الانتهاء من دروسه الخاصة .
حتى ناداها السيد يون ليتحدث معها بشكل خاص فذهبت معه
هيورين : ما الأمر ؟
السيد يون : لدي ما اخبرك به ، اظن ان اخبارك سيكون جيداً من اجل ميني
هيورين : تكلم انت تقلقني
السيد يون ضاحكاً : لا حاجة للقلق ، كل ما في الأمر ان يوم ميلاد السيد ميني قد اقترب وارتأيت ان اخبارك سيجعله يوماً مميز
هيورين بسعادة : حقاً من الجيد انك اخبرتني ، متى يكون ذلك ؟
السيد يون : بعد يومين
هيورين بحماس : يا الهي يومين فقط ، علينا الاسراع في التجهيز لحفل رائع !!
السيد يون يتنحنح : ولكن .. احم عليك أخذ موافقة السيد دونغهي اولاً
هيورين : لماذا ، انه ليس سوى حفل عيد ميلاد ميني !
السيد يون : لأن السيد دونغهي لم يقم له حفلاً قط ، بل يرفض الفكرة بشدة
هيورين : يا الهي ما العمل مع هذا الرجل العنيد لماذا يحرم طفلاً صغيراً من حفله !!!
السيد يون : لان اليوم هو ذكرى وفاة والدة ميني السيدة ميونغ هي ...
نظرت بذهول : اليوم ....!!
السيد يون : أجل

تنهدت .. فكرت قليلاً قبل ان تنطلق الى مكتبه ، دخلت عليه لتجده يجلس اعلى مكتبه مديراً ظهره
حدقت بمنظره من الخلف لثوانٍ قبل ان يتكلم هو : ما الذي تريدينه ..؟
هيورين : كيف علمت انها انا ؟!
دونغهي : اظن انني كنت اتوقع مجيئك في اي لحظة
هيورين : اذاً تعلم جيداً سبب وجودي هنا والان
دونغهي : لا تفكري بالأمر حتى ..
هيورين : لكنه طفل صغير ولا ذنب له ، اسمح له ان يفرح بيوم ميلاده
دونغهي ببرود : اعلم ان لا ذنب له ، لكنها والدته ، كيف يمكننا ان نفرح بذكرى وفاتها
هيورين : لسنا نفرح بذكرى وفاتها وانما نفرح بحياة قطعة منها ، علينا ان ننسى الماضي ونفكر بحاضرنا
ميني بحاجة لأن يفرح ، لان يعيش طفولته بكل طقوسها فهذه الايام لن تعود، انت افضل من يعلم ذلك ..
دونغهي : ألم اخبرك ان تهتمي بعملك فحسب وان تتوقفي عن التدخل بشؤوننا الخاصة ، اذهبي من هنا الان فلست في مزاج يسمح لي بمناقشة عقيمه معك
هيورين بغضب : لن اذهب فأنا اقوم بعملي ، الاهتمام بأمور ميني هو عملي ، وبدلاً من انهاء النقاش هنا لم لا تتعب نفسك بالالتفات الي على الأقل !
حتى لو كنت الرئيس وانا مجرد موظفة صغيره لن يحطم غرورك النظر الي عندما تحدثني
دونغهي بهدوء : هيورين ، غادري بهدوء فلا قدرة لي على مجادلتك

تعجبت نبرة صوته الهادئة والمثقلة بحزن خفي ، ترددت قليلاً قبل ان تتجاوز مكتبه وتقف امامه مباشرة ..
تتبحر في ملامحه التي رغم جمودها يظهر حزنه جلياً عليها .. في عينيه سماء .. غيومها ماطرة .. فيها رعد وبرق واسرار ..
في ملامحه ضياع ، ضباب يشتت عقله ويبعثر قوته ، رأت في اعماقه شخص مختلف ليس دونغهي المتماسك العنيد الذي تعرفه