كان يتأمل ظهرها المرتجف من البكاء ، كل ما فيه يناجيه ليوقفها ..
ليمنعها من الذهاب بعيداً فيموت ذاك القلب من جديد في بعدها ..
يرجوه قلبه ان يوقفها ، ان يضمها فبرحيلها سيتوه مجدداً في الظلام
هي فقط من وجد نفسه في عينيها ، ومن داعبت نبضاته وتملكتها
نهض بدون تفكير ، ساقته قدماه ليقف خلفها تماماً وبلا اي تردد احاطها بذراعيه ليغرقها بصدره العريض
كأنه يعطيها الإذن بسماع تردد نبضاته التي تنادي باسمها وفهم مغزاها ..
قرب شفتيه من أذنها وهمس : لا تذهبي
اجابته بارتباك : ما الذي تفعله ؟
أسند جبينه على كتفها ليتنشق عطرها ويذوب كقطعة من الجليد بدفئ جسدها
شعر برعشة جسدها بين يدية ، أدرك ارتجافة اوصالها من هذا القرب ..
فتابع كلامه : حتى انا لا اعلم ما الذي افعله ، انا فقط قررت التوقف عن عنادي وفعل ما يمليه علي قلبي
تفلتت من بين ذراعيه فأطلق سراحها لتنظر في عينيه وتذيبه أكثر ..
تابع كلامه بدون توقف : لا اعلم كيف دخلتي الى حياتي وعبدتي الطرق الى قلبي
لم اختبر هذه المشاعر التي خلقتيها بداخلي من قبل فأصبحت أتخبط بمكاني كالاحمق
لكنني أخيراً أدركت ان تلك المشاعر التي كانت تنتابني كنوبات الجنون .. لم تكن سوى حباً ..
أظن انني احبك كيم هيورين ، لا اعلم كيف او متى لكنني لا استطيع التراجع الان
لقد سبق وفاتني قطار العودة ولم يعد بامكاني سوى متابعة هذا الطريق حتى نهايته .. حتى اصل اليك ..
لم تعلم بماذا تجيبه ، اي كلام يمكن ان يقال في مثل هذه اللحظات الثمينه عندما تصل أخيراً لقلب معذبك ..!
في وقت كهذا يغادرنا العقل ، تخوننا الكلمات ، ترتبك أفئدتنا فنتصرف بحماقه نضحك عليها ما بقي لنا من عمر ..
وضعت يدها على رأسها ببلاهة وهي تحدث نفسها : هل انا أحلم ، ربما اكون قد صدمت رأسي بشيء دون ان اشعر
اعادت نظرها اليه بتساؤل ثم رفعت يدها الى جبينه لتتحسس حرارته
هيورين : لست تعاني من أي حمى !
دونغهي ببرود : ما الذي تفعلينه
هيورين : اه بالتأكيد هذا هو السيد دونغهي الذي اعرفه لابد انني جننت هل كنت أهذي منذ لحظات !
دونغهي ببرود : بل انا من كان يهذي ..
أدار ظهره ببرود لتمسك بيده وتوقفه مجبرة اياه على النظر اليها من جديد ..
هيورين : هل .. هل اعترفت لي منذ لحظات !
قلب عينيه في المكان وهو يحك مؤخرة رأسه بخجل حتى ضمته ودفنت رأسها في صدره
بدون ان يشعر احاطها بذراعيه ليتنفس براحة ، اخيراً ها هي في مكانها الصحيح ..
هيورين : انا .. انا أيضاً لم اعرف الحب الا بعدما وجدتك ..
لم ادري كيف انساقت احلامي كلها واجتمعت لتكون انت ..
انت فقط من اريده .. من احبه ومن اتمناه ، بدون ان اشعر سلكت طريق الحب في عينيك ..
لكن .. لكنني ظننت انك تكرهني ، انه مهما حاولت لن اتمكن من لفت انتباهك او الفوز بقلبك ..
كنت على وشك ان اتركك دون ان انتزعك من داخلي فقط حتى لا اتألم في حب من طرف واحد ..
دونغهي : كنت سترحلين عني دون ان ترحلي مني ..
هيورين : ارجوك اسمح لي ان ابقى بجانبك
دونغهي : ان لم تبقي بجانبي ستبقين بقلبي ..
ابتعدت بمقدار انش واحد عنه ليتبادلا نظرات هائمة في ما يسمى بالحب ..
هيورين تبتسم : لست متأكدة ان ما يحدث حقيقي ، انه اجمل من أن يكون واقع واروع من ان يكون مجرد حلم ..
نظر الى ابتسامتها المرتبكة التي أحيت قلبه وردت اليه النور بعد ان بات سنيناً في الظلام
كم كان يشتهي ولو قبله واحد يغرسها فوق ابتسامتها لتنبت في الزهور ..
لم يكلف نفسه عناء التمني أكثر ، الصق شفتيه بخاصتها .. يتذوق لذتها للمرة الاولى
ينصهر بهما للمرة الاولى ، يتنفس عبير انفاسها للمرة الاولى ويشعر بالحياة للمرة الاولى
كانت هي ولازالت وستبقى الاولى في حياته ، اول من تعانده .. اول من يقع في حبه .. واول من تلمس قلبه .. واول من تلامس شفتيه ..
ذاباً معاً بحرارة قبلتهما التي دامت لدقائق .. دقائق من الجنة سرقاها بغته دون استئذان ..
تاها في تلك القبلة التي تلغي المسافة ما بين الحلم واليقين ، وتنقش على قرص الشمس اسم عاشقين توحدت قلوبهما بعد عذاب وأنين ..
ابتعدا بعض لحظات ولازالت وجوههما متقاربة وانفاسهما متعانقة بحنين ..
همست بأنفاس مسلوبة : انه واقع ..
واسندت رأسها على كتفه خجلاً .. فرحاً وحباً .. وبحثاً عن الامان في كنفه ..
فما كان منه الا ان يرفع يده ليمسح على شعرها بنعومة فيطمئنها انه ملك لها وحدها ..
دونغهي : لن اسمح لك بالذهاب بعيداً بعد الان
هيورين : حتى لو دفعتني لن ابتعد ، سأتمسك.بك رغماً عنك
قالت كلماتها الاخيره بعد ان ابعدت راسها عنه وغارت في عينيه بعد رؤية تلك النظرة المليئه باللهفه التي اهداها اياها ..
ينظر اليها بنهم ، غارق هو فيها ، عاشق لكل تفاصيلها رغم جهله بأمور الحب
فإن عينيه تغزلان أجمل الكلام ، وأرقى انواع الحب واطهرها ..
ذلك الكلام الذي تحتكره العينين فلا يصل لشفتيه حتى لا تلوثه الكلمات المنطوقه ..
ابتسم لها بلطف ، فتتوه .. تلك الابتسامة الانقى من ندى الصباح .. ابتسامته البريئه كطفل لحظة ولادته
تنهدت بحب : ارحم هذا القلب أرجوك ، هذا كثير علي لاتحمله دفعة واحدة .. !
عقد حاجبيه متسائلاً فتابعت : احصل اولاً على اعتراف بالحب .. ثم تضمني بين ذراعيك وتسلبني قبلتي الاولى .. واخيراً هذه الابتسامة !!
كيف لقلب متيم بكل ما فيك ان يتحمل كل هذا دفعة واحدة ؛ اخشى ان افقد توازني ويغشى علي ..
دونغهي : اذهبي الى ميني الان .. اخبريه انك لن ترحلي فهو حزين لفكره ذهابك
لوت شفتيها بطفولية : ميني مجدداً !
دونغهي : ماذا تقصدين ؟
هيورين : كل ما حاولت الابتعاد كنت تمنعني من اجل ميني ، تمنيت لو لمرة واحدة ان توقفني من اجلك ..
دونغهي : لكنني منعتك من الرحيل للتو من اجلي !
ابتسمت له بخجل وتركته لتذهب نحو ميني ، فتسمح له بأخذ انفاسه التي كانت على وشك الانقطاع بسبب جمالها ولطفها ..
اسند جسده على كرسيه واعاد رأسه للخلف ، لأول مرة يشعر بهذه الراحة .. بالسعادة ..
هو الذي جافته السعادة لسنين طويلة .. في كل مرة كان يسقط ارضاً منهكاً تشفق عليه وتقترب عدة خطوات ..
ثم يغلبها كبريائها فتبتعد ، وتبقى معلقة في سجن الاحلام المستحيلة ..
لكنها ولأول مرة تشفق عليه وترضخ لرغبته بها ، تنحني له صاغرة وتحمله الى أقاصي السماء ..
اما عن تلك الفتاة التي لم يعد العالم بكبره يتسع لها فهامت في الفضاء ..
بعد ان زفت الخبر السعيد لميني بانها تخلت عن فكرة الرحيل
عادت لزيارة والدتها في المشفى ، تأكدت ان صحتها بحال جيده بعد العمليه ثم جلست معها
أخبرتها بما حصل معها وانها اخيراً تمكنت من العبور فوق كل تلك العثرات ووصلت اليه
حاولت والدتها ان تتظاهر بالفرح من اجلها ، لم ترغب بتحطيم قلبها ومنعها من الارتباط بهذا الرجل ، لم ترى هيورين بمثل هذه السعادة قط فلم تتمكن من سلبها اياها ..
والدتها : ما الذي ستفعلينه الان
هيورين : بماذا !
والدتها : ايتها الحمقاء اقصد مع دونغهي ، كما اخبرتني فهو رجل ليس من السهل التعامل معه
هيورين بثقة : ان كنت قد تمكنت من الفوز بقلبه ، الا تظنيني ان ذلك سيغير الكثير من الأمور
كما انني لن اعجز عن تغيير بعض الامور فيه ، اما بالنسبة لبقية الاشياء فانا احببته على ما هو عليه
يكفيني ان يضمني بين ذراعيه ، ان ارى عينيه وابتسامته لا اريد اكثر من ذلك
والدتها : غير صحيح ، انت في بادئ الامر ستظنين انه يكفيك مجرد انه يحبك
ولكن مع الوقت وعندما يتغلغل الحب بقلبك اكثر ستزيد مطالبك .. ستطمعين به اكثر
هيورين : انه لي دونغهي سيد الظلام بنفسه ، وانا اول من عبرت الى قلبه يا امي .. الا يكفيني ذلك !
والدتها : سيكون من الافضل لو بدأت معه منذ الان ، كما انه يجب عليك ان تصبري على حبه
لن يتمكن من اشباع حبك له في البداية ؛ ولن يفهم تلميحاتك بسهولة ..
سيكون كطفل حديث الولاده ، استوعبيه كوالدته ، علميه كيف يحب وكيف يعبر عما في قلبه ..
هيورين تهز راسها : سأفعل ..
صباح اليوم التالي ، استيقظت بنشاط ، استحمت وارتدت ملابس لطيفه وهي تدندن لحناً سعيداً
![](https://img.wattpad.com/cover/110127708-288-k449409.jpg)
أنت تقرأ
" سيد الظلام "
Fanfictionسيد الظلام .. رجل رافق وحدته طويلا .. عايش فصول الألم وتقلباته .. حتى اقتحمت وحدته .. قلبت موازين حياته ، غيرت الوان عالمه بيديها .. بقلبها وبابتسامتها .. هل يجد النور أخيراً بين يديها بعد ان غرق في الظلام حتى اذنيه ..!! ماذا عن القدر هل سيسمح له...