Part 14

1.2K 116 29
                                    

كانت تمشي في الرواق المؤدي لمكتب دونغهي عندما استوقفها صوت السيد يون
السيد يون : هيورين ، هل انت ذاهبه لمكتب الرئيس ؟
هيورين : اجل لدي ما اخبره به بشأن يوم رأس السنة الجديدة
السيد يون : أيمكنك أخذ أوراق البريد هذه له
هيورين : بالتأكيد
أخذت الاوراق من السيد يون وذهبت الى مكتبه لكنها لم تجده فوضعت الاوراق على مكتبه
نظرت الى الستائر الثقيلة التي تحجب اشعة الشمس عن الغرفه فتبقيها في ظلمتها
فتحتها سامحة للنور بأخذ طريقه الى الزوايا المظلمة في المكان ودبت الحياة فيه بعد ان فتحت النافذه لتعبر نسمات الهواء اللطيفه
تنفست بعمق فاردة ذراعيها مرحبة بهذا الصباح الجميل وهواءه الرطب
التفتت للوراء عندما سمعت صوت تطاير الاوراق عن المكتب واسرعت بجمعهم متأففة حتى وقعت عيناها على مغلف من المشفى الذي تعالج والدتها فيه
حملته بيدها تنظر اليه متعجبة ، خشيت ان يكون قد حصل شيء لوالدتها لكنها نفت الفكرة عندما رأت اسم لي دونغهي على خارج المغلف
هيورين : ما الذي يحويه هذا المغلف يا ترى وما الذي يفعله دونغهي في المشفى !
لم تتمكن من كبت فضولها اكثر ، خشيت ان يكون هناك ما يدعوه للذهاب الى المشفى ففتحت المغلف لتقرأه ..
بعد وقت قصير ، دخل غرفه مكتبه ليجدها واقفة امام المكتب وتعطيه ظهرها
أغلق الباب خلفه وتقدم نحوها بعدة خطوات وهو يتنحنح ليلفت انتباهها دون فائدة
دونغهي : هيورين .. ما الامر !
التفتت اليه ليرى ملامحها الباهته وعينيها الذابلتين كزهرة هدها الشتاء ببرودته
دونغهي : ما بك ؟
هيورين : كان ذلك انت ..!
دونغهي : ما الذي تقصدينه ؟
رفعت الورقة بيدها ليراها وتتسع عيناه من هول المفاجأة
هيورين : انت هو المتبرع الذي تكفل بتكاليف علاج والدتي كاملة .. !
دونغهي بهدوء : ماذا إذاً
هيورين تبكي : كان انت من البداية لهذا كنت واثقاً انه ليس والدي
لماذا فعلت ذلك ، كيف تمكنت من التصغير من شأني وخداعي باخفاء الامر عني
دونغهي : لم احاول تصغيرك ، انا فقط حاولت المساعدة
هيورين : لكنني لم اطلب منك اي مساعدة ، لماذا تصرفت بنفسك ، انا لست بحاجتك كان بامكاني التصرف وحدي
دونغهي : لا تكابري هيورين ، لم يكن بمقدورك تحمل تلك التكاليف ، كيف تتوقعين مني المراقبة من بعيد وانا اراك تتخبطين خوفاً تحاولين انقاذ والدتك التي كانت على وشك الموت ..
لم اتمكن من الجلوس مكتف اليدين وانا اراك تغرقين خوفاً من رحيل والدتك وبقائك وحيده
كل ما حاولت فعله هو مساعدتك حتى لا تخسري ابتسامتك التي كانت تشعل الامل بداخلي
هيورين : لم يكن عليك فعل ذلك ، كيف يمكنني النظر اليك الان وانا مدينة لك بكل هذا المبلغ !
دونغهي : انت لستِ مدينه لي بشيء ، لن اطلب منك اي تعويض
هيورين : انت تهينني اكثر ، لانني لا املك ثروتك انت تنظر الي بعين الشفقة ، لست بحاجة لمن يشفق علي
تمكنت من الصمود قبل ان اقابلك وكان بامكاني الاستمرار بدونك
انا لا احتاجك دونغهي .. ولا احتاج اموالك ، لكنك افسدت كل شيء ، سأبدو الان كمن حاولت استغلالك وتقربت منك لثرائك !
دونغهي : اعلم جيداً انك لست كذلك ، كما انني لم اقصد جرح كبريائك لذلك ابقيت هويتي سراً
هيورين : وما الفائدة من ذلك ، كنت خلال الفترة السابقة تشفق علي فحسب تظن انني فتاة مسكينة تخلى عنها والدها وعليها الاعتناء بوالدتها .. هذا كل شيء ..
دونغهي : اجل .. كنت كذلك لانني لم ارد ان تصبحي مثلي ، كرهت ان تفقدي روحك المرحة وتنصاعي للظلام مثلي
هيورين : انت لم تحبني بصدق ، لو كنت فعلت ما كنت ستفرط بكبريائي هكذا ..
دونغهي : ألست انت من كان يقول ان الحب يجمع اثنين بكل شيء يتقاسمان لحظات الفرح والالم ؟
ما المشكلة بمحاولتي لمساعدتك ومنع الألم من الوصول اليك ؟!
هيورين تبكي : هذا مختلف ، انا لا يمكنني النظر اليك دون ان اشعر بالذل .. بانك الشخص الذي انقذ حياة والدتي وانا مدينة له بمبلغ لن احلم حتى بالحصول عليه ..
كيف يمكنني البقاء بجانبك وانا اشعر بانني اقل منك بكثير وان الفضل لك بما انا عليه الان ..
دونغهي : ليس عليك التفكير بهذه الطريقة ..
تخطته باكية لتغادر الغرفة لكنه امسك بذراعها ليمنعها
دونغهي : الى اين ؟
هيورين : اي مكان بعيداً عنك ..
دونغهي : افهميني جيداً كل ما حاولت فعله هو مساعدتك لماذا تقلبين الامر الان وتغضبين على شيء تافه هكذا
هيورين : بالتأكيد هو امر تافه بالنسبه لك ..!
نفضت يدها من يده بقوه وغادرت تاركة اياه خلفها يكاد يجن ليفهم سبب غضبها المبالغ فيه ..
هربت من القصر الى المكان الوحيد الذي يمكنها البكاء فيه دون توقف .. عند والدتها
أخبرتها بكل ما حدث ، وان المتبرع الذي انقذ حياة والدتها وانتشلهم من اليأس الذي كان يحيط بهم لم يكن الا دونغهي نفسه الرجل الذي كانت تحبه ..
بكت كثيراً بين ذراعي والدتها الحانية والاخيرة تستمع لها بانصات وتمسح على شعرها بنعومة لتهدئها ..
والدتها : اهدئي يا ابنتي فقد ذابت عيناك من كثر البكاء
هيورين : ما العمل الان ، كيف سأتمكن من البقاء بجانبه بعد هذا
والدتها : أخبرتك منذ البداية ان هذا النوع من الرجال لا يناسبك ، وانه قد ينظر اليك باستصغار لاننا فقراء نحن لا ننتمي لهذا المجتمع الثري يا ابنتي
هيورين : انه ايس كذلك ، اعني هو لم يقصد التقليل من شأني .. انه فقط كان يحاول المساعدة
والدتها : ان كنت تظنين ذلك لماذا غضبت منه وبكيتي هكذا ؟
هيورين : اعلم انه لم يتعمد جرح كبريائي لهذا لم يكشف من قبل انه المتبرع ؛ لكن .. أشعر بالحرج منه
كيف سأتمكن من النظر في عينيه وهو قد احسن الي ، حتى لو انه لم ينظر الي باستصغار فانا ساستصغر نفسي بجانبه .. وسأعتقد ان كل ما يفعله لي بدافع الشفقه ..
والدتها : غادري ذلك المكان يا ابنتي وابتعدي عن هذا الرجل ، أخشى انه سيسبب لك المزيد من الالم في المستقبل
هيورين : ولكنني احبه .. احبه كثيراً يا أمي !
والدتها : الحب ليس كل شيء ، احياناً علينا ان ندوس على قلبنا وقتل ما فيه من حب للاستمرار
هيورين : لماذا تكرهينه بهذا الشكل يا امي ؟
والدتها : لست اكرهه ، كل ما في الأمر انني احاول حمايتك ، لا اريد لك ان تتأذي في المستقبل
هيورين : وهل سيؤذيني دونغهي ؟
والدتها : ألم يسبب لك الحزن اليوم . ما الذي يجعلك تعتقدين انه لن يؤلمك لاحقاً !
هيورين : ما العمل !
والدتها : سأغادر المشفى بعد عدة ايام ، ستكون هذه فرصتك لمغادره منزله وترك العمل هناك نهائياً
هيورين : اتركه .. الى الابد !!!
والدتها : هذا هو الخيار الامثل
هيورين : كيف يمكنني فعل ذلك ، اتركه واحطم قلبه لانه حاول مساعدتي !
والدتها : فكري في الامر جيداً ، سأكون بجانبك سواءاً اخترتي اي طريق .. لكن تذكري انني ابحث عن مصلحتك فقط
هيورين : سأفكر بالأمر ..
عادت الى القصر محطمة الخطى مهزوزة الثقه ؛ حائرة في افكارها
تائهة بين غضبها الكبير من فعله وشعورها بالاهانة وبين حبها العميق له واعترافها بفضله عليها لانقاذ والدتها
لكن اكثر ما يثير حيرتها ردة فعل والدتها الحادة وحثها لها على الابتعاد عنه
لماذا تحاول جاهدة ابعادها عنه وعن هذا المنزل واي نوع من الالم سيتسبب لها به تخشاه والدتها !
وجدته امام باب غرفتها ، يكتف يديه منتظراً ، تعلقت عيناه بها ترجوها ان تبتسم له لتؤكد له ان كل شيء على خير ما يرام
لكن بلا فائدة .. تجاهلته ودلفت الى غرفتها بهدوء ثم اغلقت الباب خلفها حتى لا يتبعها
فما كان منه سوى ان يغادر ببرود عكس الغضب الذي يعتريه ، يدعوه ان يصرخ فيها ، ويشدها رغماً عنها الى صدره ليهدئها ..
في اليوم التالي استمرت بتجاهله ، قضت يومها مع ميني يحضران لحفل رأس السنة
لم تصبح عليه كعادتها ، لم تغرقه بدفئ ابتسامتها التي تمنحه الثقة انه لازال في الحياة ما يستحق العيش من اجله ..
ولم تتعلق عيناها بعيناه تبحث عن كلمات الحب الخفية فيها ..
استمر بمراقبتها من بعيد بينما كانت منشغله بتجهيز شجرة الميلاد وتزيينها حتى كادت تسقط عن الكرسي بينما كانت تعلق النجمة الذهبية اعلى الشجرة ..
فأسرع وامسكها مانعاً اياها من السقوط ، تقابلت نظراتهما لثوان قطعتها بنهوضها بهدوء والابتعاد عنه
بقي خلفها يحدق بطيفها بملامح باردة لا تنم عما بداخله من اشتياق .. من غضب ومن عتاب على تصرفاتها المجنونة ..
هي التي اضاءت عالمه بها وبعد ان اعتاد نورها عادت لتخنقه بالظلام
وقف بجانبه وهو يحدق بظهر هيورين متعجباً قبل ان يتكلم
ميني : ما بها الانسه هيورين ، لا تبدو على طبيعتها !
دونغهي ببرود : وما ادراني ..
بعد انقضاء ذلك اليوم ، في المساء ، كانت تمد جسدها على السرير سارحة بأفكارها عندما سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب ففتحته
كان يقف مائلاً ، مبعثر الشعر أشعث الهيئة ينظر اليها بعينين فارغتين من كثرة الشرب
دهشت لمظهره المزري وسحبته بسرعة لداخل غرفتها بعد ان تأكدت من خلو الممر واطمأنت ان احداً لم يره بهذا الحال
هيورين : ما الذي حدث لك !
دونغهي : لا شيء مهم
اقتربت منه لتشتم رائحة الشراب التي تغطي لثقلها رائحة عطره
هيورين : لماذا شربت بهذا القدر
دونغهي : من انتِ ؟
هيورين : يا الهي ، يبدو انك غير معتاد على الشرب ورغم ذلك شربت بهذا القدر !
دونغهي : ااه انتِ هيورين ، الفتاة الحمقاء التي احبها
هيورين بغيظ : من الجيد انك تذكرتني ..
خلع سترته وألقاها أرضاً مع ربطة عنقه وفتح اول ازرار قميصه وهو يرمي بجسده على سريرها
هيورين : ما الذي تفعله !!
دونغهي : الجو حاار
نظرت لوجهه الذي تحول للون الاحمر من شدة حرارة جسده والعرق يتصبب منه
هيورين : بالتأكيد سيكون حاراً اذا شربت كثيراً هكذا
دونغهي بهدوء : لماذا تتجنبينني ؟
هيورين بحزن : لقد آذيتني
دونغهي : كنت احاول المساعدة
هيورين : اعلم ، لست غاضبة منك ، انا فقط .. اشعر بالاحراج منك
دونغهي : لكنني احبك ..
توردت وجنتاها من كلمته المفاجئة بصوته الثمل ، وازدادت خجلاً عندما فتح باقي ازرار قميصه لتظهر عضلات صدره المثيرة
دونغهي : اشعر بالحر ..
تنفست بقوة وهي تلوح بيدها لتبرد على وجهها : فعلاً ارتفعت حرارة المكان فجأة ..!
حاولت تجنب النظر لصدره العاري وهي تحدق بمظهره الفوضوي بينما يسند ظهره على ناصية السرير مغلقاً عينيه مبللاً بعرقه ..
دونغهي : ما كان علي ان اشرب كثيراً وانا غير معتاد على الشرب !
جلست بجانبه على السرير وأخذت تمسح العرق بلطف من جبينه بمنديلها
هيورين : لماذا شربت ان كنت تعلم انك غير قادر على تحمله ؟
دونغهي : بسببك ، قلتي سابقاً ان الشرب يساعدك على النسيان ؛ فحاولت نسيانك به .. لانام قليلاً ..
هيورين : هل قلت انا ذلك !
ابتسم : لن تتذكري تلك الليلة عندما كنتِ ثملة ونمت بين ذراعي
هيورين : هل فعلت !!!
دونغهي : تباً .. لم اشرب في حياتي قط ، كرهت الشراب مذ ادمن عليه والدي ، لكنني فعلتها الان وشربت !
هيورين بحزن : هل انا اسبب لك الألم ؟
نظر اليها بتمعن قبل ان يجيب على سؤالها ، بماذا يجيبها .. ايقول انه اعتاد الألم حتى بات رفيقه
ام يقول انه في سبيلها ، في حبها .. حتى الألم لذيذ لانه من يديها ..
هذا الرجل الذي غرق بدون ان يشعر ، الرجل الذي للمرة الاولى يرى بصيصاً من الحب فتعلق به بيديه واسنانه ..
حتى لو كانت غاضبة منه ، حتى وان حاولت جاهدة تجنب نظراته فإن مشاعرها تغلب غضبها وترتسم في عينيها بوضوح ..
كلماتها التي لا تنطقها شفتيها تتشكل بوضوح في تصرفاتها وتنهداتها .. وحتى انفاسها ..
دونغهي : سأرضى بأي شيء منك ..
لم تجد الكلمات التي تسعفها في موقفها هذا ، هو الذي تعذر من البداية انه لا يجيد كلام الحب بينما يقطر لسانه بكل ما يختصر البعد الذي بينهما ويوقعها فيه اعمق ..
نظر الى عينيها اللتين على وشك البكاء وهما تعانقان ملامحه ففتح لها ذراعيه لترتاح على صدره وفعلت ..
ضمته بقوة ، أغرقت انفاسها في عنقه بلهفة ، تغمر قلبها بدفئه وتنام من تعبها على ضلعه ..
في اليوم التالي استيقظ بمزاج عكر ، مثقل الرأس من فرط الشرب في الليلة السابقه
لم تكن لديه الرغبه في مغادرة فراشه ومقابلة هذه الحياة البائسة فبقي فيه
يحاول بصعوبة تذكر كيف انتهى به المطاف بفراشه بعد شربه بالامس لكن دون فائدة ..
بقي في غرفته حتى حل المساء وحان موعد حفل رأس السنة الذي كانت تعمل عليه هيورين مع ميني جاهدين
استحم وارتدى ملابس انيقة ورش من عطره الرجالي المثير

" سيد الظلام " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن