في المنزل ؛ كان يقف امام نافذه مكتبه التي أزيلت عنها ستائرها المخملية للمرة الاولى منذ الأزل ..
يحدق بمدخل القصر ، يبحث بعينيه عن طيفها عله يلمحه فيرتاح قلبه ..
منذ حديثهما ذلك اليوم لم يتكلما معاً ابدا ، كل منهما كان يتجنب الاخر
وبقي هو مرابطاً على النوافذ كعاشقة صغيرة تسترق النظر الى حبيبها من خلف حجاب
كل مساء يقف على تلك النافذة ، ينتظر عودتها ليتمكن من النوم
يخشى ان لا تعود أبداً ، ان تفعلها وتتخلى عنه وتركض نحو شيون ..
أخيراً لمح انعكاس انارة السيارة على الجدران الحجرية ، راقب السيارة وهي تقف في مكانها المخصص وتترجل منها فيتنهد براحه ..
لاحقتها عينيه وهي تودع السائق وتدخل المنزل ، لم يتمكن من منع نفسه اكثر فخرج ليستقبلها اعلى الدرج المؤدي للطابق العلوي ..
بمجرد ان وقعت عيناها عليه حتى توقفت ، تنظر الى عينيه الذابلتين من كثرة السهر
تكلم ببرود : اين كنتِ حتى الان ؟
هيورين : عند والدتي فقد اقترب موعد جراحتها
دونغهي : تذهبين اليها كل مساء !
هيورين : لا شأن لك بهذا الأمر سيدي ، انا الان في خارج اوقات عملي ويمكنني فعل ما شئت ..
نظر اليها ببرود يحاول منع غضبه من الانفجار امامها فأدار لها ظهره مغادراًصعدت الى غرفتها واقفلت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه
تبكي نفسها ، تفكر لماذا وقعت في حب رجل مثله لا يوجد للحب معنى في قاموسه ..
رجل لا يتقن الحب او المشاعر ، رجل من ثلج يحرقها بصمته دون ان يرمش له جفن ..
أي لعنة هذه التي قادتها للوقوع في رحمة حب لا وجود له سوى في قلبها
ولماذا كلما حاولت أخذ انفاسها والهروب من بحر هذا الحب سحبتها دواماته أعمق ..!هكذا يكون الحب ، كما تملؤه السعاده يملؤه الألم ، كما يجلب في جعبته الفرح .. يخفي بين طياته الوجع ..!
يجعلك الحب تحلق عالياً في سماء لا حدود لها ، تغفو بين النجوم ، تطوف حول السحب
ثم بلحظة واحدة يخنق فرحتك ، يسحبك من علوك الشاهق لترتطم بالأرض .. فيدوي صوت تهشم مشاعرك حتى الفضاء ..لا تفهم سبب قسوته معها ، لماذا يتعمد ايذاءها بهذه الطريقه ويستمر بالظهور امامها كانه يحيى على ألمها
لم تدرك انه كان بحاجة لخلق حديث معها ليتذوق عذوبة صوتها ..
ليتنفس عبير عطرها ، فيسكن فؤاده الذي يناجيه بها ، ليحصل على جرعة كافية منها فيتسلل النوم الى عينيه بعد ان جافاه لأيام ..لم تدرك كمية الحنين المختبأة خلف بروده بحياء ، فساقته اليها دون أن يشعر
لم تفهم بعد انه رجل لم يعرف الحب طريقاً الى قلبه حتى باغتته هي ..
هي وحدها فقط من تمكنت من عبور كل الطرق الشائكة المؤدية لقلبه وفتحته عنوه لتبقى فيه رغماً عن محاولاته الجاهدة للفظها .. الا انها كانت دائماً هي المنتصرة في الحرب بين قلبه وعقله ..لكنه يتحول لرجل أحمق بحضورها ؛ تأبى الكلمات التي اصطفت على باب فمه بالخروج
بل تتدحرج عائدة بخوف وتعلق في حنجرته لتخنقه ولا سبيل لاسعافه ..
في محاولاته اليائسه لاشباع اشتياقه يزيد الطين بلاً .. كلما حاول الاقتراب منها يبتعد أكثر ..

أنت تقرأ
" سيد الظلام "
Fanfictionسيد الظلام .. رجل رافق وحدته طويلا .. عايش فصول الألم وتقلباته .. حتى اقتحمت وحدته .. قلبت موازين حياته ، غيرت الوان عالمه بيديها .. بقلبها وبابتسامتها .. هل يجد النور أخيراً بين يديها بعد ان غرق في الظلام حتى اذنيه ..!! ماذا عن القدر هل سيسمح له...