تلك المدينة التي لم يعرف أهلها الحرية لأكثر مِن ستين عامًا، تلك البلد المُحتلة، الوطن والملجأ، الأمان والدفء، الخوف والذعر، الدمار والدماء...فَلَسطِين
كانت دومًا بلدًا للجميع وستظل أمًا لهم مهما طال عمرها وقلت حيلتها وضعفت قوتها وتهاونت، ستظل البلد التي يرغب بها الكثير أن يولدوا بها وأن يعيشوا بها ويموتوا بها
كانت وطنًا وستظل لفتاة عاشت بأرجائها ذاقت مُرّها وحلاوتها عاشت الفرحة والحزن ترعرعت وكبُرت بأرجائها
ترنيم...الفتاة ذات الأصول العربية الفلسطينية عاشت دومًا بها وستعيش أبدًا، تعايشت مع كل ما هو قاسي في حياتها لم تدع شيء يدمرها يومًا رغم إحاطتها بالدمار كانت تمتلك روح متفائلة تُجمل كل ما حولها مهما ذهبت
تفوقت وغلبت ظنون الجميع التي تنبأت لها بالفشل لظروف وطنها المُحتل، كرهت وما زالت هؤلاء القوم مَن احتلوا بلدها، كرهها لهم يجري في عروقها مُنذ يوم ولدت.. تعايش الجميع معهم مع مرور السنين إلا هي ستظل أبد الدهر تكرههم
كان في كرهها لهم شيء ينموا بداخلها تجاه هذا البلد أن ترتفع به ويتقدم، أن تمحوا أثار الماضي وتطيب جروحه وأن تبني مُستقبلًا موردًا، أن تخيب ظنون هؤلاء القوم عن فشلها، ولتفعل كل هذا كان عليها أن تصبح....طبيبة
كانت ترنيم فتاة شابة مُتفوقة بمدرستها حتى أعطتها المدرسة بعثة مجانية لنفس بلدها ولكنها لم تيأس اجتهدت أكثر حتى تفاجأ الجميع مِن كون عربية تفوقت عليهم، مُحتلة تغلبت عليهم فأعطوها بعثة لجامعة في إحدى البلاد الأجنبية...كندا
كانت دومًا وأبدًا تحلم بجامعة واحدة Carlton University Canadian حتى وصلت لها صاحبة الظروف الصعبة فما بال الميسورين الحال كيف يفقدون أملهم كانت تتعجب دائمًا
نوالها ما كانت تحلم به لم يعني توقف اجتهادها بالنسبة لها، لا فستسعى أكثر لما لا فلربما يُريد لها الله الخير في شيء إضافي
تفوقت في جامعتها حتى أعطوها بعثة للعمل بأكبر مشفى بكندا، هي هناك لترفع رأس بلدها بين الشعوب، لترفع رأس والديها، لتحقق حلمها، لتخبرهم أن الظروف لا تكسر أو تدمر بل تخلق نجاحًا
ومِن هنا بدأت قصتها، التغير الذي لن يكون طفيفًا أبدًا بل جليّ وواضح كالشمس في حياتها
ستطرأ في حياة ترنيم تغيرات ستقلب حياتها رأسًا على عقب ستغير حياتها مائة وثمانون درجة.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعد إنتهاء ترنيم مِن سنتها الثانية بالجامعة بفلسطين وملاحظة الجميع تفوقها الدائم قرروا مكافئتها وبعثوها لجامعة الطب بكندا ومِن هناك وبعد إنتهائها مِن سنتها الثالثة أقروا أنها تستحق أن تُسجل في خدمة البشرية فبتفوقها بعثوها للعمل بأكبر مشفى بكندا وهنا بدأت ترنيم حياة جديدة ما بين الدراسة والعمل كلاهما في الغربة عن وطنها وأحبائها
أنت تقرأ
سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْن
Non-Fictionكيف تعتذرين عن ما لم يكن خطأكِ فالخطأ يقع على عاتقي يا وردتي يا من تسكن وردة المدائن كيف تعفين عني وأنا لم أعفو عن نفسي يا سندريلَتي بين الدماء يا ملاك الرحمة هل لكِ أن تداوي ضلعي النابض؟! تحبين وطنك! أحبك بمقدار حبكِ له، هل تسمحين لضئيل بحجمي أن...