~الفصل الثاني والعشرون~

1.1K 89 42
                                    

القدر___
أحيانًا نضع عليه جميع أخطائنا وأحيانًا أخرى نرى أنه مصيرنا المحتم سواء أحببناه أم لا

هو ما يخط به جميع أعمالنا المستقبلية والحوادث والوقائع التي نختارها بمحض إرادتنا، فالإنسان مخير وليس مصير، الله يعلم ماذا سنختار دومًا فهو أعلم بالإنسان من نفسه فهو الذي خلقه، لذلك عندما نضع اللوم على القدر فلنتذكر أن أفعالنا كانت من اختيارنا في المقام الأول

لنعيش حياة سعيدة هانئة حتى وإن شابها بعض التعاسة علينا أن نرضى بما كتبه الله لنا سواء كان خيرًا أم شرًا، فالرضى بقضاء الله يمكن أن يصنف تحت أفضل شعور يمكن أن يشعر به الإنسان

عندما تصيبك مصيبة ارضى عندما تتعثر ارضى عندما تتهدم السماء من فوقك والأرض من تحتك وكل شيء من خلفك ارضى وأعلم أن الله سيعوضك ويبدلك بكل الصبر فرح فرب الخير لا يأتي إلا بخير

هناك مقولة تقول:من رضي بما قسم الله له استراح قلبه وبدنه
وقال سيدنا عمر بن الخطاب [لو عُرضت الأقدار على الإنسان لاختار ما اختاره الله له]

وإن لفي كل شيء يسر كما به العسر ولكن الإنسان ينظر لجهة واحدة فقط لقد قال تعالى {إن مع العسر يسر * إن مع العسر يسر}  ذكرها الله مرتين للتأكيد أنه معه وليس بعده ومازلنا نظن أننا تعساء ولا يوجد على الأرض ما يستحق الحياة!

نهض آدم متجهًا لغرفته بعد أن تركته والدته، ليأخذ حمامًا ويبدل ملابسه ويتجه للشركة فهو يجب أن يستيقظ من تلك الصدمة ويقف على قدميه مجددًا، لأن جميع الواقفين بجانبنا راحلين فيجب أن نعتمد على أنفسنا

يدخل شركته بملامح متجمدة كما اعتادها الجميع منذ أشهر قبل وجودها ولكنه يعلم جيدًا أنه إن عاد قالِبًا فهو تغير قلْبًا

تفَقد كل الأعمال في الشركة وراجع كل شيء ليشغل نفسه ولكن هيهات، تعجب الموظفين لطلبه الملفات القديمة ومراجعتها.. عمل ساعات طويلة حتى تأخر الوقت وكان أخر الراحلين

عاد إلى منزله وصعد ليتفقد والدته قبل التوجه لغرفته وجدها نائمة وكان يعرف أنه سيجدها كذلك فالوقت متأخر وترنيم كانت تجعلها تنام مبكرًا...ترنيم، تنهد عندما تذكر غير المنسية، المنزل أصبح فارغًا حقًا ليس به أي حركة..باهت، حتى المنزل افتقدها لقد كانت تضفي جوًا من السعادة به بحركتها المستمرة ودخولها وخروجها للجامعة ومناقشاتها معه وإشعار والدته بالحرية التي لم تشعر بها يومًا بسبب ظنونه الخاطئة وشخصًا يشاركه عشاءًا متأخرًا

لم يخبرها يومًا أنه اقتنع بجميع وجهات نظرها في جميع نقاشاتهما، كانت حقًا ذات أسلوب هاديء ومقنع، في البداية لم يكن يقتنع لأنه لم يرد ذلك من الأساس فلم يدع أي كلمة تدخل عقله أو يتقبلها قلبه ولكنه وجدها على حق عندما بحث كثيرًا، هو لم يقتنع لأنه يحبها بل لأنها لم تخطأ في حديثها عن دينها قط، هو يستطيع الفصل بين عقله وقلبه

سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن