الغربة___
مضاد الألفة، ولكن كيف يشعر شخص بكلاهما معًا في أنٍ واحد، ولكن هل يمكن للألفة أن تتغلب على شعور الغربة في مكان الغربة؟!ما هي الغربة؟، والسؤال الحق هنا ما هي الألفة، فجميعنا ندرك ماهية الغربة، لكن هل أحد يدرك حقًا ماهية الألفة؟
أن تشعر للحظة أنك في موطنك بعيدًا عنه، تشعر بالحب بعيدًا عن أحبائك، تشعر بالحنان بعيدًا عن أهلك، تجد من تستند عليه بأوقات ضعفك بعيدًا عن أصدقائك، تجد من يرفعك عندما تسقط متحطمًا لأشلاء ويصلحك بعيدًا عن كل من تعرفهم، أن تجد من يهتم لأمرك حقًا في مكان لا يمت به أحد لك بصلة، أن تجد عائلة ثانية.. كل هذا ألفة وهي تلك المضادات لمثل الغربة
عندما تمرض ولا تضطر للبقاء في المنزل لأنك لا تقوى على الإتصال بالطبيب حتى وتجد من يحضره لك، عندما تحتفل ولا تضطر أن تجلس وحدك وتحتفل بصمت وتجد من حولك يحتفلون من أجلك، عندما تجلس وحدك لا تشعر برغبة الأكل وتجد من يشاركك ويحثك على الأكل
عندما تتألم وتبكي وحدك ولا تجد من يجفف دموعك ولمن تحكي همك فتجد من يجفف دموعك ويمسح على ظهرك ويحملك ويخبرك أن كل شيء سيكون بخير في النهاية فإن لم يكن بخير فهي حتمًا ليست النهاية
عندما تجد من يغني لك في عيد مولدك البائس الذي تقضيه وحيدًا ويكونون هم الشموع التي تضيء حياتك ويمسكون بيدك ويتمنون لك أمنية، عندما تطمئن أنك عندما ستموت سيكون حولك أحد وليس وحدك مغلقًا عليك شقتك وغرفتك وتختفي ولا يدري أحد سوى بعد أيام من رحيلك، حتى بدون قلق
تلك ألفة...
نظرت ترنيم حولها بتأمل مندهشة من جمال المكان الخلاب، أشجار شبه عالية ذات أوراق وردية مصطفة على الجانبين وبينهما طريق طويل مصبغ بلون أوراق الشجر الساقط عليه وتتشابك الأفرع الممتدة لأعلى ويتخلل بينهم لون السماء بزرقتها ويكسر اللون البني لجذوع الشجر تداخل الألوان حتى يصبح مظهرًا.. خاطفًا للأنفاس
وقفت ترنيم تتأمل بصدمة وآدم ينظر لها مبتسمًا، لعلمه المسبق برد فعلها هذا، كان يريد أن يخبرها أن جمالها لا يقارن بهذا الجمال أنها رغم وقوفها وسط كل هذا ففتنتها تطغى على فتنة المكان.. ولكنه لا يستطيع، أبدًا
كادت ترنيم تجزم أن آدم يمتلك خلف منزله الواسع كقصر غابة مخفية، لا تعلم كيف ولكن هندسة هذا المكان رائعة حتى لا تجعلها مرئية
التفت ترنيم لتتعجب بصمت له حتى رأته يضحك..
"ليس الجميع يرى هذا المكان ترنيم، وهذا يعني أنكِ لستِ كالجميع"
قالها آدم وقد استعاد وقاره مرة أخرى بنبرة هامسة ولكن مسموعة"سأصعد أنا لغرفتي لأرتاح قليلًا"
قالتها والدته الماكثة بين ذراع كليهما تستند بوهن
أنت تقرأ
سَنْدرِيلَّا فَلَسْطِيْن
Non-Fictionكيف تعتذرين عن ما لم يكن خطأكِ فالخطأ يقع على عاتقي يا وردتي يا من تسكن وردة المدائن كيف تعفين عني وأنا لم أعفو عن نفسي يا سندريلَتي بين الدماء يا ملاك الرحمة هل لكِ أن تداوي ضلعي النابض؟! تحبين وطنك! أحبك بمقدار حبكِ له، هل تسمحين لضئيل بحجمي أن...